تراهن صناديق التحوط على صعوبة استمرار الأداء المتميز الذي حققته سندات الخزانة الأميركية في مطلع العام الجاري، إذ تقوم ببناء أكبر رهان متشائم تجاه عقود السندات المستقبلية على الإطلاق.
بلغ أحد المقاييس الكلية، وهو صافي المراكز البيعية غير التجارية للمتداولين على كل آجال استحقاق سندات الخزانة، 2.4 مليون عقد، وفقاً لأحدث البيانات من لجنة تداول السلع الآجلة حتى 24 يناير.
تغطي المراكز عدداً من استراتيجيات الاستثمار; من الرهانات على الاتجاه العام للسوق، إلى الرهانات على منحنى العائد وإجراء الصفقات النسبية بغرض التحوط، لكن الاتجاه العام يتعارض مع سردية اقتراب ذروة أسعار الفائدة وأن الركود الاقتصادي في الولايات المتحدة سيدفع المستثمرين تجاه السندات مرة أخرى.
مخاوف وراء زيادة الرهانات
قال تشاماث دي سيلفا، مدير المحافظ الأول بشركة "بيتاشيرز" (BetaShares)، التي يقع مقرها في سيدني: "زيادة الرهانات ضد سندات الخزانة قد تكون مدفوعة بكل من مخاطر استمرار الاحتياطي الفيدرالي في تشديد سياسته النقدية هذا الأسبوع، وأيضاً المخاوف طويلة الأجل من أن الهبوط السلس سيعني تسجيل عوائد أعلى. فإذا تمكن الاقصاد الأميركي من الصمود أمام أكبر موجة رفع لأسعار الفائدة في التاريخ الحديث، سيعني ذلك أن الحال سينتهي بنا بسعر فائدة محايد أعلى وعودة منحنى العائد للانحدار بحدة".
تراجع عوائد سندات الخزانة الأميركية والمتعاملون يعيدون حساباتهم
ارتفعت السندات بقوة في يناير، إذ اقتربت في مرحلة ما من تسجيل أفضل بداية عام لها منذ أكثر من ثلاثة عقود، بفعل توقعات واسعة النطاق بأن الاحتياطي الفيدرالي يقترب من إنهاء دورة رفع أسعار الفائدة، مع تراجع التضخم وتباطؤ نمو الاقتصاد الأميركي.
ارتفع مؤشر بلومبرغ للسندات خلال الشهر الجاري حتى الآن بنسبة 2.3%، بعدما تراجع 12.5% العام الماضي.
قرار مرتقب
يتأهب المستثمرون لأحدث قرارات الاحتياطي الفيدرالي بشأن السياسة النقدية هذا الأسبوع –بالإضافة لبيانات رئيسية عن سوق العمل– فيما يُعدّ أول اختبار كبير لتعافي سندات الخزانة.
تراهن أسواق المال على رفع أسعار الفائدة 26 نقطة أساس الأربعاء المقبل، بالإضافة إلى 33 نقطة أساس قبل الوصول للذروة بحلول منتصف العام الجاري.