توصلت "آنت غروب" إلى خطة هيكلية مع المشرعين الصينيين، ستحول عملاقة التكنولوجيا المالية المملوكة للملياردير جاك ما إلى شركة قابضة وتجعلها خاضعة لاشتراطات رأس مال مشابهة للبنوك.
وقالت مصادر مطلعة إن الخطة تتطلب وضع جميع أعمال "آنت" في شركة قابضة بما في ذلك المنتجات التكنولوجية في مجالات مثل التكنولوجيا المالية "بلوكتشين" وتوصيل الطعام، وكان أحد المقترحات التي طرحتها "آنت" على المشرعين هو وضع جميع العمليات المالية في هيكل جديد.
وأضافت المصادر، التي طلبت عدم الكشف عن هويتها، أن الموافقة الرسمية على إعادة الهيكلة قد تأتي قبل عطلة العام القمري الجديد في الصين الأسبوع المقبل، وعوضت "علي بابا غروب هولدينغ"، التي تمتلك حوالي ثلث آنت، خسائرها في بورصة هونغ كونغ في تداولات يوم الأربعاء بعدما نقلت "بلومبرغ" أنباء الاتفاق، وأغلق السهم على ارتفاع بنسبة 0.4%.
وتعد خطة هيكلة "آنت" أول خطوة كبيرة فيما يتوقع أن تكون عملية مطولة نظرا لأن المشرعين وضعوا اشتراطات رأس مال مفصلة وغيرها من الخطوط الإرشادية للشركات التي تعمل عبر عدة مجالات مالية.
غموض موقف طرح آنت غروب
في سبتمبر الماضي، استحدثت الصين إطاراً للشركات المالية القابضة، ولا يزال العمل جاريا على العديد من التفاصيل، ورغم أن القواعد ستعطي في النهاية بعض الوضوح التنظيمي لشركة "آنت"، فإنها بالتأكيد ستجبر الشركة على إبطاء وتيرة التوسع الهائلة التي جعلتها لاعب التكنولوجيا المالية المهيمن في الصين وواحدة من أكثر الشركات الناشئة قيمة في العالم.
ولا تزال "آنت" تستكشف احتمالات إنعاش الطرح الأولي للجمهور الذي أوقفه المشرعون بشكل مفاجئ في نوفمبر، وفقا لأحد المصادر، ولكن بالنظر إلى أن إطار الشركة القابضة المالية لا يزال جديداً للغاية، فمن غير الواضح كم سيستغرق الأمر لموافقة السلطات على الإدراج.
ورفضت "آنت" التعليق على الأمر، ولم يستجب بنك الشعب الصيني، الذي يشرف على الشركات القابضة المالية، فوراً لطلبات التعليق المرسلة عبر الفاكس.
وتعد خطة هيكلة "آنت" جزءاً من حملة حكومية أوسع لزيادة الإشراف على القطاعين التكنولوجي والمالي، واستهدف المشرعون في الشهور الماضية كل شيء من التمويل الجماعي لقطاع الرعاية الصحية إلى القروض الاستهلاكية، واقترحوا في يناير الماضي تدابير للحد من التركز في سوق مدفوعات الإنترنت حيث تعد "آنت" و"تنسنت هولدينغ" من أكبر اللاعبين.
وأثارت هذه الحملة التكهنات حول وضع جاك ما، الذي أسس "آنت" و"علي بابا"، كما واجهت عملاقة التجارة الإلكترونية تدقيقا حكوميا متزايداَ في الشهور الماضية، وأصبحت هدفاَ لتحقيقات مكافحة الاحتكار في ديسمبر.
وساعد ظهور ما في مؤتمر عبر الفيديو يبث مباشرة في يناير - بعد شهور عديدة من اختفائه عن الظهور علناً - في تهدئة الحديث عن مآل إمبراطورية أعماله، ومع ذلك، تبقى العديد من أوجه عدم اليقين حتى بعد مكاسب السهم يوم الأربعاء، ولا تزال أسهم "علي بابا" في هونغ كونغ تتداول دون مستواها القياسي في أكتوبر بنسبة 15%.