تراجعت أسهم "مجموعة علي بابا" و"تينسنت" يوم الجمعة بعد تقرير يفيد أنَّ الكيانات الحكومية الصينية تستعد للاستحواذ على ما يسمى بـ"الأسهم الذهبية" في وحدات بأكبر شركتي إنترنت في الصين، مما يشير إلى أنَّ بكين تتحرك نحو سيطرة أكبر على القطاع.
استحوذ فرع من "إدارة الفضاء الإلكتروني" في الصين على 1% من شركة "علي بابا للوسائط الرقمية" في 4 يناير، وفقاً لقاعدة بيانات غوانغزو. تشمل محفظة أعمال الشركة منصة البث المباشر "يوكيو" (Youku) ومتصفح الهاتف المحمول "يو سي ويب" (UC Web). وأظهرت السجلات أنَّ مديراً جديداً يحمل نفس اسم المسؤول في "إدارة الفضاء الإلكتروني" جرى تعيينه في نفس اليوم، مما يؤكد تقرير صحيفة "فايننشال تايمز".
أظهرت قاعدة البيانات أنَّ الصندوق الذي اشترى في "علي بابا" مدعوم من الإدارة الصينية إلى جانب شركات حكومية بارزة مثل "سي أي تي أي سي" (CITIC)، و"شاينا بوست" (China Post)، و"شاينا موبيل" (China Mobile). وذكرت صحيفة "فايننشال تايمز" نقلاً عن أشخاص معنيين بالمسألة أنَّ المناقشات جارية أيضاً حول حصول كيان حكومي على حصة مماثلة في "تينسنت".
تظهر المناقشات في الوقت الذي تستعد فيه بكين لتخفيف قبضتها على أكبر ساحة للإنترنت في العالم وتجاوز حملة القمع المؤلمة التي طالت معظم مجالات الإنترنت لأكثر من عام. تتزايد الدلائل على أنَّ إدارة الرئيس شي جين بينغ، الحريصة على إنعاش الاقتصاد الثاني في العالم، تعكس مسارها في الحملات ضد إدمان الألعاب، وتستعد لمواجهة شركات مثل "علي بابا" التي خضعت بالفعل لتدقيق حكومي.
قال باني لام، رئيس الأبحاث في "سيب انترناشونال إنف" (Ceb International Inv Corp): "بالنسبة لي، الأخبار إيجابية بعض الشيء. كان الاثنان يناضلان مع قضايا القمع في السنوات الأخيرة. بالنسبة لكل من "علي بابا" و"تينسنت"؛ يمكن أن تساعدهم الحصة الحكومية في الحصول على الضوء الأخضر للقيام بأعمال تجارية في مناطق جديدة وتقليل مخاطر المزيد من القمع من قبل المنظّمين".
انخفض سهم "تينسنت" بأكثر من 2% في حين انخفض سهم "علي بابا" بنسبة 1.6% في سوق هونغ كونغ التي لم يتغيّر مؤشرها الرئيسي إلى حد كبير.
استثمرت أجهزة الدولة الصينية على مدى سنوات مليارات الدولارات في الشركات الناشئة الخاصة رفيعة المستوى من شركة "ديدي غلوبال" إلى شركة "آنت غروب" التابعة لـ"جاك ما" مؤسس "علي بابا"، واستحوذت على حصص بنسبة 1% في الغالب عبر شراء أسهم ذهبية تسمح نظرياً لبكين بترشيح مديرين أو التأثير على قرارات الشركة المهمة والنقض عليها. بايت دانس، المالكة لـ"تيك توك" و"هيبو كورب" من بين شركات الإنترنت الكبرى التي كشفت عن هذا النوع من الترتيبات.
رفض متحدث باسم "تينسنت" التعليق، فيما لم يرد متحدث باسم "علي بابا" على طلب التعليق.