شطبت "إكسون موبيل كورب" أصول غاز طبيعي وغيرها بقيمة 19.3 مليار دولار، مسجلة أول خسارة سنوية لأكبر شركة بترول في العالم الغربي منذ أربعة عقود على الأقل.
وبحسب النتائج التي أعلنتها الشركة اليوم الثلاثاء فبلغت قيمة الخسارة السنوية صافية 22.44 مليار دولار للعام 2020، مقارنة بأرباح بلغت 14.34 مليار دولار في 2019.
وباستثناء الشطب التاريخي للأصول، عادت "أكسون" للربحية في الربع الرابع، وكسبت 3 سنتات للسهم، وأنهت ثلاثة أرباع متتالية من الخسائر، وتفوقت على تقديرات إجماع المحللين في استطلاع "بلومبرغ" بربح عند 2 سنت.
وانكمشت التدفقات النقدية من العمليات -مؤشر رئيسي لقوة الشركات- بحوالي 9% خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة من 2020 إلى 4 مليارات دولار. ومع ذلك، طمأنت الشركة المستثمرين بأنها ستحافظ على توزيعات الأرباح الفصلية بقيمة 3.7 مليار دولار التي تعد ثالث أكبر توزيعات أرباح بين شركات مؤشر "ستاندرد آند بورز 500". وارتفعت أسهم الشركة بنسبة 2.2% إلى 45.92 دولار في الساعة 7:47 صباحا في نيويورك.
وتخرج "أكسون موبيل" من حطام 2020 لتواجه أسوأ أزمة في تاريخها الحديث، فبالإضافة إلى تزايد الانتقادات لسجلها البيئي، تدهور أداؤها المالي، ولم ترفع "أكسون" توزيعات أرباحها منذ أوائل 2019.
وأدى الضغط الذي تعرضت له الشركة العام الماضي بسبب انهيار أسعار البترول إلى إجراء، المدير التنفيذي لـ"إكسون"، دارين وودز، محادثات مبدئية مع نظيره في "شيفرون كورب" من أجل اندماج ضخم محتمل، وفقا لما نقلته صحيفة "وول ستريت جورنال" يوم الأحد.
نتائج محبطة لشركات البترول
و "إكسون" ليست الشركة الوحيدة التي تواجه تحديات خطيرة رغم ارتفاع أسعار السلع، فقط أحبطت "شيفرون" أيضاً المستثمرين نهاية الأسبوع الماضي بخسارة مفاجئة نتيجة هوامش التكرير الأضعف من المتوقع.
وفي وقت مبكر من يوم الثلاثاء، أعلنت "بي بي" عن تسجيلها ربحاً صغيراً يعادل جزءاً هزيلاً مما كانت تكسبه قبل الوباء. أما "كونوكو فيليبس" فقد سجلت الخسارة الفصلية الثالثة على التوالي.
خطط خفض الإنفاق
ومع دخوله العام الخامس كمدير تنفيذي، يخفض وودز الإنفاق الرأسمالي وتكاليف التشغيل بحدة، كما تخلى تقريباً عن مخططه في 2018 لتوسيع الإنتاج بينما كانت تكاليف الحفر والإنشاء منخفضة.
وأعلنت إكسون عن تسريح 14 ألف موظف، وأجلت المشروعات الكبرى من حوض البرميان إلى موزمبيق، وتعهدت بشد الحزام على الإنفاق حتى منتصف العقد الجاري.
وساعدت هذه التخفيضات في تحسين توقعات محللي وول ستريت بشأن السهم، خاصة مع تعافي أسعار البترول العام الجاري، ولكن لا يزال المستثمرون يطببون جراح الخسائر العميقة بعد تراجع السهم بنسبة 41% في 2020، وبعد سنوات من الأداء السيئ مقارنة بالنظراء.
وقام المستثمر النشط "انجين نمبر وان" (Engine No. 1) الأسبوع الماضي بتشجيع تغيير استراتيجية الشركة، ورشح أربعة مديرين لمجلس إدارة "أكسون" قبيل الاجتماع السنوي في مايو، ويدعو المستثمر - الذي يحظى بتأييد نظام تقاعد المعلمين في ولاية كاليفورنيا- "إكسون" للاستثمار أكثر في الطاقة النظيفة، والتعهد بتقليص الانبعاثات، وتحسين العائد على رأس المال.