حققت كل من شركة "إيرباص" و"بوينغ" خلال العام الماضي أكبر عمليات بيع لطائراتهما، بعد أن أدى تفشي الوباء وحظر استخدام طائرة "737 ماكس" إلى استقرار الطلب على الطائرات. لكنَّ نقص الموردين والعمالة ما يزال يعيق الجهود المبذولة لزيادة عمليات التصنيع.
سجلت "بوينغ" 1628 طلباً جديداً خلال العام الماضي، وهو أفضل رقم تسجله منذ عام 2018، فقد أنهت شركة صناعة الطائرات شهر ديسمبر بأداءٍ قوي، مما يشير إلى تزايد زخم الانتعاش الذي تشهده الشركة. كذلك، سجلت "بوينغ" المعدل الأعلى لعمليات تسليم شهرية لها في أربع سنوات، وأكبر حصيلة إجمالية للطلبات في خمس سنوات.
التحول الأخير الذي شهدته شركة "بوينغ"، أعطى دفعة لأسهمها التي ارتفعت بأكثر من 70% منذ نهاية سبتمبر، إذ قادت الشركة مكاسب مؤشر "داو جونز" الصناعي. في المقابل، ارتفعت أسهم "إيرباص"، الشركة المنافسة، لها بنحو 30% خلال الفترة ذاتها، على الرغم من أنَّها باعت وأنتجت وسلّمت خلال 2022 طلبيات طائرات تجاوزت تلك الخاصة بـ"بوينغ".
"إيرباص": أزمة سلاسل التوريد مستمرة في 2023 وسط تنامي الطلب
إيرباص في الصدارة
على الرغم من الأداء القوي الذي حققته "بوينغ" في ديسمبر، لكنَّ حصيلتها البالغة 480 طائرة للعام بأكمله، جاءت أقل من المعدلات التي حققتها "إيرباص" الأوروبية التي تصدّرت قائمة أكبر شركة لصناعة الطائرات في العالم للعام الرابع على التوالي. وحصلت "إيرباص" التي تتخذ من مدينة تولوز الفرنسية مقراً لها على طلبيات لشراء 820 طائرة مقابل 808 طائرات لـ"يوينغ". وسلمت 661 طائرة، أي أقل بكثير من عدد الطائرات المستهدف تسليمها البالغ 700 طائرة.
عودة طائرات "إيرباص" العملاقة إلى أسطول "الاتحاد للطيران
قال الرئيس التنفيذي لشركة "إيرباص"، غيوم فوري، للصحفيين أمس الثلاثاء: "نحن مقيدون بالإمدادات". وأضاف: "ما تزال الرياح المعاكسة التي تفاقم أزمة سلاسل التوريد قائمة في عام 2023. سيكون الأمر صعباً، وسيظل من الصعب زيادة الإمدادات في هذه البيئة".
دفع تعطل سلاسل التوريد "إيرباص" إلى التخلي عن هدف التسليم في أوائل الشهر الماضي، حيث خفّضت شركة صناعة الطائرات في وقت سابق هدفها المتمثل في تسليم 720 طائرة لعام 2022 في يوليو.
ارتفاع في الأرباح
قالت "بوينغ"، أمس الثلاثاء، إنَّها سلمت أكثر من 69 طائرة في ديسمبر - بما في ذلك 54 طائرة من مجموعة 737 - مُسجلةً بذلك 250 طلباً إجمالياً. وبفضل هذا الأداء تجاوزت تسليمات "بوينغ 387"، من مجموعة الطائرات ضيقة البدن، توقُّعات المسؤولين بأكثر من عشر طائرات خلال العام.
كافحت كل من الشركتين للوفاء بالتزامات المبيعات مع انحسار الوباء، حيث تشهد الشركتان نقصاً حاداً في المواد المستخدمة في الإنتاج، وكذلك في العمالة الماهرة. تمكّنت "بوينغ" من تسليم 10 من طائراتها "دريملاينر 787 " خلال الشهر الماضي، بينما شهدت مصانعها في ولاية ساوث كارولينا تباطؤاً في التعامل مع الشحنات المتأخرة من شركة "سبيريت إيروسيستمز هولدينغز" (Spirit AeroSystems Holdings Inc).
يتوافق إجمالي التسليمات في ديسمبر مع توقُّعات "بوينغ" بتدفقات نقدية بقيمة 2.5 مليار دولار في الربع الرابع، بحسب ما كتبت شيلا كاهيا أوغلو من "جيفريز" (Jefferies) في مذكرة بتاريخ 9 يناير، إذ توقَّعت ارتفاع أرباح "بوينغ" إلى 3.8 مليار دولار هذا العام، بينما توسّع شركة صناعة الطائرات شحناتها بنسبة 17% من إجمالي عام 2022. يُرجح أن تعلن "بوينغ" عن أرباح الربع الرابع في 25 يناير، بينما يُتوقَّع أن تعلن "إيرباص" عن أرباحها في 16 فبراير.
من جهته قال ستان ديل، رئيس قسم الطائرات التجارية في "بوينغ": "مع توسّع انتعاش صناعة الطيران؛ نشهد طلباً قوياً على منتجاتنا". وأضاف: "سنستمر في التركيز على ضمان وتحقيق الاستقرار في عملياتنا الإنتاجية وسلاسل التوريد، بينما نقدم منتجاتنا لعملائنا في عام 2023 وما بعده".
