رجحت "جوبيتر أسيت مانجمنت" (Jupiter Asset Management) تخفيض الاحتياطي الفيدرالي لأسعار الفائدة العام الجاري مع تحول مخاطر الركود إلى واقع أكثر من أي وقت مضى، ما سيتسبب في تراجع عائدات سندات الخزانة.
بحسب آريال بيزاليل، مدير أموال لدى الشركة ومقيم في لندن، فإن وقوع أي ركود عالمي نتيجة دورة تشديد الفائدة الأميركية الأكثر قوة منذ ثمانينيات القرن الماضي يمكن أن يؤدي إلى هبوط عائدات سندات الخزانة لأجل 10 سنوات إلى 2% مع تدافع المستثمرين على الملاذات الآمنة.
أضاف: "هناك بيانات كافية تدعو الفيدرالي للتوقف مبكراً عن التشديد، وأخشى من أنه إذا لم يتراجع الفيدرالي قريباً، فقد يتسببون (المسؤولون) في ركود حاد".
صعود الأسهم الأميركية والسندات وسط تباطؤ زيادة الأجور
تفاؤل لا يشاركه الجميع
وتوصي شركات مثل "فيدليتي إنترناشونال" (Fidelity International) و"بيكتيت ويلث مانجمنت" (Pictet Wealth Management) بالديون الحكومية الأميركية، لكن لا يشارك بيزاليل التفاؤل سوى مستثمرين قلائل بعد أن عانت السندات من أكبر خسارة سنوية على الإطلاق نتيجة رفع الفيدرالي لأسعار الفائدة للقضاء على النمو الجامح في الأسعار.
سندات الخزانة الأميركية تسجل أقوى زيادة منذ 1991 في مطلع العام الجديد
ارتفع العائد على سندات الخزانة لأجل 10 سنوات إلى 4.34% في أكتوبر، لكن تراجعت العائدات على السندات القياسية منذ ذلك الحين إلى حوالي 3.6% مع تزايد مخاطر الركود.
يراهن بيزاليل، الذي تشرف شركته على 53 مليار دولار من الأصول، على صعود الديون الحكومية الأميركية والأسترالية والكورية الجنوبية إذ يتوقع أن تحقق السندات مكاسب في حالة تحقق ركود.
ركود حاد متوقع في 2023
تدعم البيانات الاقتصادية الأحدث وجهة نظر بيزاليل، فقد فتُر نمو الأجور في الولايات المتحدة في ديسمبر، ما دفع المستثمرين لتقليص توقعاتهم حول تصميم الفيدرالي على مواصلة رفع تكاليف الاقتراض بحدة، وتظهر عقود المبادلة حالياً أن المتداولين يتوقعون ذروة سعر الفائدة الفيدرالي الفعليّ عند أقل من 5%، بانخفاضٍ من 5.06% بعد بيانات الأجور الصادرة الجمعة الماضية.
عمالقة إدارة الأصول يحذرون من الاستهانة بالتضخم مجدداً
توقع عدد من مسؤولي الفيدرالي رفع مستوى الفائدة الرسمي المستهدف - الذي يتراوح حالياً بين 4.25% و4.5% - إلى أكثر من 5% ثم الإبقاء عليه لفترة من الوقت.
قال بيزاليل: "سيكون الركود خلال العام الجاري حاداً للغاية وسيمهد الضعف في التضخم الطريق للفيدرالي للتحول على الأغلب من موقفه المتشدد في النصف الثاني، مع احتمال كبير لخفض الفائدة قبل نهاية العام الجاري".