ارتفاع أسعار السلع سجل أعلى مستوياته منذ ديسمبر 2017

نقص المعروض وهبوط الجنيه يقفزان بالتضخم في مدن مصر إلى 21.3%

سيدة تهم بوضع نقود في محفظتها بعد شرائها الخضار في سوق المنهل بحي مدينة نصر بالقاهرة. مصر. 1 يونيو 2022. - المصدر: بلومبرغ
سيدة تهم بوضع نقود في محفظتها بعد شرائها الخضار في سوق المنهل بحي مدينة نصر بالقاهرة. مصر. 1 يونيو 2022. - المصدر: بلومبرغ
إيهاب فاروق
المصدر:

الشرق

دفع نقص المعروض من السلع، وانخفاض العملة المحلية مقابل الدولار، لتسارع التضخم في المدن المصرية خلال ديسمبر الماضي، مواصلاً بذلك مساره الصعودي، في ظل الارتفاع المتواصل لجميع أنواع السلع والخدمات في أكبر بلد عربي من حيث تعداد السكان.

قفزت أسعار المستهلكين في مصر 21.3% خلال ديسمبر على أساس سنوي، مقابل 18.7% في نوفمبر، مسجلاً أعلى مستوياته منذ ديسمبر 2017، وعلى أساس شهري بلغ التضخم 2.1% من 2.3% في نوفمبر ، حسب بيان الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء.

لاحقاً، أعلن البنك المركزي المصري أن التضخم الأساسي، الذي يستبعد أسعار السلع الأكثر تقلّباً، قفز إلى 24.4% في ديسمبر، من 21.5% في نوفمبر.

التضخم، الذي يتسارع بشكل شهريّ تقريباً هذا العام، أبرز تأثير الغزو الروسي لأوكرانيا في أكبر دولة في العالم العربي من حيث عدد السكان. وفي مواجهة ارتفاع فواتير واردات الغذاء والوقود، سارعت مصر للحصول على دعم من حلفائها الخليجيين وصندوق النقد الدولي، وخفضت قيمة عملتها مرتين، في مارس وفي أواخر أكتوبر الماضي، ولاحقاً في يناير الجاري.

يوسف البنا، المحلل المالي في "نعيم المالية"، أرجع استمرار ارتفاع التضخم إلى "نقص المعروض وتراجع قيمة الجنيه مقابل الدولار بخلاف استمرار قيام المنتجين بتمرير الزيادة في التكلفة إلى المستهلكين".

أزمة سيولة

تعاني الطبقات الوسطى والفقيرة في مصر خلال السنوات الماضية من ارتفاع حادّ في أسعار كل السلع والخدمات، وتحاول الحكومة التخفيف عن كاهلهم عبر انتشار منافذ ثابتة تابعة لجهاز الخدمة الوطنية ووزارة الداخلية لبيع المنتجات الغذائية بأسعار رخيصة.

تراجعت عملة مصر إلى مستوى قياسي جديد، لكنها لا تزال أعلى بكثير من سعر السوق السوداء، ما يؤكد مخاطر المزيد من الانخفاض في سعر صرف عملة البلاد التي تكافح مع أزمة السيولة الأجنبية.

على الرغم من صعود نظرائه في الأسواق الناشئة، واصل الجنيه المصري الهبوط، بعد تخفيض قيمته الأسبوع الماضي 9%، ليتراجع 1.6% أمس الإثنين، ليتم تداوله بالقرب من 27.6 للدولار، مقارنة بسعره في سوق الصرف الموازية عند نحو 31 للدولار، وفقاً للمتداولين.

أية زهير، رئيسة البحوث في "زيلا كابيتال" تتوقع أن يواصل التضخم ارتفاعه الأشهر المقبلة "بنحو أكبر عن المستويات الحالية تأثراً بتراجع العملة المحلية، وقد يصل التضخم إلى ذروة ارتفاعاته عند 25% خلال الربع الأول من عام 2023".

تصارع مصر لتضييق الفجوة بين السعر الرسمي وسعر الجنيه في السوق السوداء حتى بعد خفض قيمة العملة للمرة الثالثة منذ مارس. لا يزال النقد الأجنبي نادراً في الوقت الذي يصارع الاقتصاد تداعيات الغزو الروسي لأوكرانيا.

تصنيفات

قصص قد تهمك