ماذا يجب أن تقرأ لكسب الحس السليم للاستثمار في 2023؟

رجل يقرأ كتاباً وهو جالس مسنداً ظهره إلى ناقل الحقائب في قاعة الوصول بأحد المطارات - المصدر: بلومبرغ
رجل يقرأ كتاباً وهو جالس مسنداً ظهره إلى ناقل الحقائب في قاعة الوصول بأحد المطارات - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

- مقال رأي

ما سعر السهم؟ يبدو ذلك سؤالاً غبياً، إذ إنَّ إجابته هي "المبلغ الذي تُعتبر السوق على استعداد لدفعه من أجل سهم في شركة في أي يوم".

لكن هذه ليست إجابة كافية. قد تتساءل إذاً عن سبب دفع أي شخص لأي مبلغ من أجل شراء سهم. بالتأكيد، يمثل السهم ملكية نسبة ضئيلة في شركة ما. لكن ماذا بعد ذلك؟ ماذا يمكنك أن تفعل بملكية نظرية لعدد قليل من طوب البناء، أو جزء بسيط من الشهرة، أو نسبة بسيطة من تطبيق ما، أو بضع أنابيب لمنتج دوائي؟ لا شيء على الإطلاق بالتأكيد.

كما كتب الراحل روبن أنغوس، أحد مؤسسي "بيرسونال أسيتس تراست": "سهم بشركة عاملة في حد ذاته لا فائدة منه إطلاقاً في الواقع". الأصول تصبح أصولاً عندما تفي بواحد أو أكثر من 3 معايير: لا بد أن تكون قادرة على توليد دخل (قيمة الدخل)، أو لا بد أن تكون ذات فائدة (القيمة النفعية)، أو لا بد أن يعتقد عدد كبير من الناس أنّ لها قيمة لسبب آخر (قيمة التآمر).

علاقة الأصول بقيمة الدخل

الأصول التي تمتلك آخر صفتين فقط ليست محل اهتمام يُذكَر لأصحاب الاستثمارات الحقيقية طويلة الأجل: قيمة التآمر غالباً ستكون عديمة الفائدة، والقيمة النفعية تختفي بمجرد الاستخدام. الصفة الأولى هي الأكثر جاذبية، وهي سبب شراء المرء للأسهم. يقدم السهم قيمة الدخل، إذ إنَّه يجعلك مستحقاً لنسبة ضئيلة من الأرباح التي تجنيها الشركة، وللنسبة الضئيلة نفسها من سعر الاستحواذ على الشركة.

لذا، فإنّ قيمة السهم تساوي قيمة دخله المستقبلي للمشتري اليوم. لا توجد (كما يتضح للغاية) قيمة حالية محددة لأي شيء على الإطلاق (لأنَّ كل التوقعات للدخل المستقبلي غير مؤكدة)، لكن من المفترض أن يكون سعر السهم أعلى كلما ازداد اليقين بالدخل المستقبلي. لذلك السبب علينا تقدير قيمة كل وحدة من النمو المتوقع في شركة ناشئة أو شركة لا تدرّ كثيراً من الأرباح بما يقل بكثير عن تقديرنا لقيمة شركة قائمة.

أنا أخبركم بهذه الأمور البسيطة لأنَّ في كل فقاعة، عندما تُنافي قيمة التآمر العقل، تنسى مجموعات كبيرة من الناس ذلك. في أعقاب كل انهيار، سواء في قطاع التشفير أو أسهم شركات التكنولوجيا أو شراء المنازل الريفية خلال جائحة، علينا تعلم الأساسيات من جديد.

2023 تُمثِّل عودة للإدراك السليم

إن كانت 2023 ستُمثِّل عودة إلى حد ما للإدراك السليم (وأنا أعتقد أنها ستفعل)، فقد تكون إحدى هدايا موسم الكريسماس التي تشتريها لنفسك هذا العام هي مختارات أنغوس من كتاباته، بعنوان "رحلة مشتركة: مقتطفات من التقارير الفصلية لـ(بيرسونال أسيتس تراست) بين 1994 و2021" (A Shared Journey: Extracts from Personal Assets Trust Quarterly Reports 1994-2021). المختارات مكتوبة بشكل رائع، ومضحكة إلى حد كبير، ومليئة بحسن التقدير الاستثماري الصِّرف، بالإضافة إلى أنك ستقابل في أثناء القراءة اقتراحات بكتب أخرى تتناول استثمارات ذات القيمة النفعية.

باراك أوباما يشارك كتبه وأفلامه وموسيقاه المفضلة لعام 2021

إن لم تقرأها بالفعل، خصِّص موسم الكريسماس هذا لقراءة أول مجموعة قصصية للكاتب دي إتش لورانس، وركِّز تحديداً على "فائز الحصان الهزاز" (The Rocking-Horse Winner). الدرس المستفاد من تلك القصة هو أنه لا يوجد شيء اسمه مال مجاني.

رواية أنتوني ترولوب بعنوان "الطريقة التي نعيش بها الآن" تحظى هي الأخرى بثناء لوصفها الرائع لأحد أسوأ مجالس إدارة الشركات في عصر ما قبل التشفير (كانت السنوات القليلة الأخيرة وراء ظهور مجالس إدارة أسوأ حتى مما تخيل ترولوب).

ترشيحات مهمة

الخطوة التالية في عملية إعادة التأهيل الخاصة بنا ما بعد الفقاعة هي أن نفهم كيف وصلنا إلى هذه النقطة. أحد أفضل الكتب عن هذا الموضوع هي "نهاية فقاعة كل شيء " (The End of Everything Bubble) لمؤلفه ألاسدير نيرن، أحد مؤسسي شركة "إدنبره بارتنرز" (Edinburgh Partners).

مسؤول في المركزي الأوروبي: العملات المشفرة "فقاعة جيل"

نشر نيرن الكتاب في أكتوبر 2021، توقيت النشر هذا لا نراه في كثير من الأحيان من مديري الصناديق. الكتاب التالي هو "ثمن الوقت" (The Price of Time) لمؤلفه إدوارد تشانسلور، وهي قصة كيف صنعت أسعار الفائدة السلبية، وهي "أكثر الاختراعات جنوناً في عالم المال" خلال 5 آلاف سنة، واحدة من أكبر فقاعات الأصول على الإطلاق، من خلال استبعاد القلق (وبالتالي الحرص) الذي يجب أن يرتبط بالاقتراض.

لا غنى عن قراءة هذا الكتاب، حتى لو لم ينطبق عليه أحد المعايير الرئيسية بالنسبة إلي لكتب موسم الكريسماس، وهي أنه يجب أن يكون خفيفاً بما يكفي لقراءته في حوض الاستحمام.

"لعبة المال"

لكن هذا المعيار ينطبق على كتاب "لعبة المال" للكاتب آدم سميث (واسمه الحقيقي جورج غودمان). حصلت على نسخة رائعة سميكة الغلاف من الطبعة الأولى للكتاب من منظمي ندوة عن فرضية عقلية السوق في "بانميور هاوس" بإدنبره. لكن إذا أسرعت فستتمكن من الحصول نسخة ذات غلاف رقيق من الكتاب قبل أن انتهاء موسم العطلات. نُشر كتاب "لعبة المال" للمرة الأولى في 1967، لكن كل كلمة فيه لا تزال ذات صلة اليوم مثلما كانت حينها.

هناك كثير عن عواطف ونفسية الأسواق ("إن لم تكن تعرف نفسك، هذا مكان مُكلِّف لكي تكتشف ذلك")، لكن هؤلاء الذين انخفضت استثماراتهم في ما يتعلق بنمو التكنولوجيا 40% هذا العام، عليهم الاتجاه مباشرة إلى الفصل 15، بعنوان "مذهب الأداء" (The Cult of Performance)، ليتذكروا كثرة الحالات التي زجت فيها بَلْبَلَة قيمة التآمر بالناس إلى صفوف الفقراء.

ما قد ترغب في قراءته بعد ذلك خلال العطلات هو شيء مختلف إلى حد ما. في العادة، أنا لا أقترح أبداً قضاء وقت فراغ في قراءة أشياء كتبها الرئيس التنفيذي لشركة "بلاك روك"، لاري فينك. لكن إن لم تكن قرأت أحدث رسائله (المكتوبة ظاهرياً للعملاء لكنها مصممة للاستهلاك العام)، فقد حان الوقت لذلك.

رسالة الرئيس التنفيذي لـ"بلاك روك"

يقول طارق فانسي، الذي عمل يوماً ما موظفاً لدى فينك، إن فينك حوّل أكبر صندوق لإدارة الأصول إلى "لعبة كرة قدم سياسية"، فيما يرى البعض أنه لا يركز على الممارسات البيئية والاجتماعية وحوكمة الشركات بما يكفي، خصوصاً هؤلاء الذين يضيفون قيمة التآمر لأسهم الشركات التي تسجل مراكز مرتفعة من حيث الممارسات البيئية والاجتماعية وحوكمة الشركات، يرى آخرون أنه يركز عليها أكثر مما ينبغي.

في الولايات المتحدة، يسحب بعض السياسيين، المناهضين لمراعاة قضايا التمييز الاجتماعي والعنصري، الأموال من "بلاك روك" احتجاجاً على سياساتها. الشركة بين شقّي الرحى.

الأصول المشفرة تتأرجح قرب القاع.. و"بلاك روك" تعمّق الجراح

لكن رسالته في يناير ورسالة أخرى تبعتها تكشفان طريقاً عبر الأزمة: "بلاك روك" ستؤسس أنظمة تتيح للعملاء –"المالكين الحقيقيين للأصول التي نديرها"– استخدام حقهم في التصويت بالوكالة. إن لم يُفضِّل أي منهم الطريقة التي يصوت بها لإدارة سلوك الشركات، فليقوموا بذلك بأنفسهم. يحسب فينك أن ذلك قد يفسح المجال لـ"عهد جديد من رأس مالية المساهمين". أحسنت.

انتهى زمن قطاع التشفير

وأخيراً، إليك ملاحظة عما لا تحتاج إلى قراءته: أي شيء يتعلق بالتشفير.

قد تكون بدأت العام الماضي وأنت تشعر بقليل من الخوف من فقدان الفرصة في قطاع التشفير، أو أنك لا بد أن تقرأ "مليارديرات (بتكوين)" (Bitcoin Billionaires) و"الذهب الرقمي" (Digital Gold) و"عصر العملات المشفرة" (The Age of Cryptocurrency) وهكذا.

لكن الآن، أنت غالباً لا تحتاج إلى ذلك. ركّز بدلاً من ذلك على تذكير نفسك بما يعطي الأصول قيمة. عصفور في اليد خير من 10 على الشجرة.

اضغط هنا لقراءة المقال الأصلي
هذا المقال لا يعكس موقف أو رأي "الشرق للأخبار"وهو منشور نقلا عن Bloomberg Mediaولا يعكس بالضرورة آراء مجلس تحرير Bloomberg أو ملاكها
تصنيفات

قصص قد تهمك