تراجعت الأسهم في الأسواق المالية العالمية بعد موجة رفع لأسعار الفائدة من الاحتياطي الفيدرالي الأميركي والبنك المركزي الأوروبي اللذين حذّرا من تحديات في المستقبل.
انخفض مؤشر "ناسداك 100" المثقل بشركات التكنولوجيا بأكثر من 3% ليعمق خسائره منذ بداية السنة بأكثر من 30%. فيما تراجع مؤشر "داوجونز" 2.2% في أكبر خسارة يومية في ثلاثة شهور. ولم يسلم مؤشر "ستاندرد أند بورز 500" من التراجع، حيث هبط 2.49% في أسوأ أداء له خلال أكثر من شهر.
يأتي إغلاق المؤشرات يوم الأربعاء في المنطقة الحمراء، بعد أن كرر رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول موقفه المتشدد، وأشار صانعو السياسة النقدية إلى معدل ذروة لسعر الفائدة أعلى من توقُّعات السوق. وانخفضت الأسهم في أوروبا بعد المراجعة بالرفع لتوقُّعات التضخم لعام 2024 من قبل البنك المركزي الأوروبي.
عزز الدولار الأميركي تقدّمه، بينما انخفض الجنيه الإسترليني بعدما أبطأ بنك إنجلترا وتيرة تشديد السياسة النقدية، وهو ما فسره المستثمرون على أنَّه إشارة إلى أنَّ أسعار الفائدة قد تبلغ ذروتها عند مستوى أقل من المتوقَّع. كما انخفض اليورو أيضاً.
توقف ارتفاع الأسواق العالمية الذي أشعلته بيانات مؤشر أسعار المستهلك الأميركي التي جاءت أضعف من المتوقَّع يوم الأربعاء، بعد أن سعى بنك الاحتياطي الفيدرالي إلى تبديد الآمال في خفض سعر الفائدة العام المقبل. في حين أبطأ بنك الاحتياطي الفيدرالي والبنك المركزي الأوروبي وتيرة زيادة سعر الفائدة إلى نصف نقطة مئوية، أبدى جيروم باول ورئيسة البنك المركزي الأوروبي كريستين لاغارد العزم على الاستمرار في محاربة التضخم.
يعكف المستثمرون أيضاً على تحليل مجموعة من البيانات الأميركية يوم الخميس وفي مقدمتها مبيعات التجزئة التي تراجعى 0.6% في نوفمبر، ما يشير إلى تباطؤ الاقتصاد، رغم أن سوق العمل ظلت قوية. وما يزال تخفيف نشاط سوق العمل هدفاً كبيراً لمجلس الاحتياطي الفيدرالي.