مرة أخرى تعاني سوق الأسهم تحت ضغط شديد، مع إشارة سندات الخزانة الأميركية إلى تزايد القلق من أن يحدث ركود اقتصادي في السنة القادمة في ظل سياسة نقدية تقشفية عنيفة يطبقها الاحتياطي الفيدرالي.
في جلسة تميزت بتأرجح يحطم الأعصاب في كلا الاتجاهين، مني مؤشر "ستاندرد أند بورز 500" بخسارة للمرة الخامسة على التوالي. وفقد النفط جميع مكاسبه في عام 2022 بسبب تراجع الطلب على الوقود.
كانت التوترات الشديدة والقلق بشأن أداء الاقتصاد ملموسة وكثيفة بين المتعاملين في سوق السندات، مع وصول قسم رئيسي من منحنى العائد في الولايات المتحدة إلى أقصى نقطة منذ أربعة عقود. وهبطت عوائد سندات الخزانة أجل 30 عاماً إلى أدنى مستوى منذ شهر سبتمبر.
عند نيكولاس كولاس، من شركة "داتاترك ريسيرش" للأبحاث (DataTrek Research)، وصل الفارق بين عوائد سندات الخزانة أجل عامين وعوائد سندات الخزانة أجل 10 أعوام إلى درجة قصوى "تثير ذعراً واضحاً" وسط المتعاملين في سوق الأسهم. فتلك إشارة إلى أن الأسواق، في نظره، ترى أن سياسة الاحتياطي الفيدرالي "بالغة الشدة في تقشفها". وتاريخياً، تسبق حالات انقلاب منحنى العائد وقوع الأزمات الاقتصادية بنحو 12 إلى 18 شهراً.
ركود باول
قال كولاس: "إن آخر مرة وصلنا فيها إلى هذه اللحظة كانت في بداية (ركود فولكر)، وكان الاحتياطي الفيدرالي في عهده قد بدأ فعلاً في تخفيض الفائدة. والآن، نحن أمام احتياطي فيدرالي مازال يتحدث عن زيادة أسعار الفائدة على فترة زمنية أطول. وترى الأسواق أن أزمة اقتصادية أخرى من صنع البشر واقعة قريباً: هي (ركود باول)".
قالت كاثي وود، من شركة "آرك إنفستمنت مانجمنت"، يبدو أن سوق السندات تظهر أن الاحتياطي الفيدرالي يرتكب "خطأ فادحاً" بسياسته النقدية. ولاحظت في مجموعة من التغريدات على "تويتر" قائلة إن الانكماش أخطر كثيراً من التضخم.
مؤشرات توقعات التضخم في سوق السندات تراجعت في الأسابيع الأخيرة، إذ يدور سعر التعادل في سندات الخزانة المحمية من التضخم لأجل 10 سنوات حول 2.3%، منخفضاً من 2.6% في أواخر أكتوبر الماضي.
مقياس آخر يتعلق بنمو تكلفة العمل عزز الرواية التي كانت تستفيد منها سندات الخزانة على مدى الشهر الماضي، وهي أن معدل التضخم قد بلغ ذروة ارتفاعه. في هذه الأثناء، انخفضت أسعار فائدة الرهن العقاري للأسبوع الرابع على التوالي، في أطول فترة زمنية لتراجعها منذ مايو 2019، بعد أن ألمح الاحتياطي الفيدرالي إلى قرب إبطاء وتيرة رفع أسعار الفائدة.
قال إدوارد يارديني، رئيس شركة الأبحاث التي تحمل اسمه: "يشعر المستثمرون بقلق مزدوج من أن يكون الاقتصاد أقوى مما ينبغي أو أنه أضعف مما ينبغي في نفس الوقت. وتشير فروق العائد بين سندات الخزانة أجل عامين وأجل 10 أعوام إلى أن دورة تشديد السياسة النقدية من قبل الاحتياطي الفيدرالي قد بلغت نهايتها تقريباً. فإما أن تأتي تلك النهاية بسبب الركود الاقتصادي الوشيك، أو بسبب احتمال أن يستمر معدل التضخم في الهبوط، وربما بدون ركود".
شد وجذب
هذه المخاوف تحافظ على قوة وعنفوان معارك الشد والجذب بين المتفائلين بأسواق الأسهم والمتشائمين إزاءها، مع امتلاك المجموعة الأخيرة لليد العليا في هذا السجال.
كسر مؤشر ستاندرد أند بورز 500 هذا الأسبوع اتجاهاً صعودياً هاماً عن مستوياته المنخفضة في شهر أكتوبر الماضي، في علامة على أن الأسهم مازالت تواجه مزيداً من العراقيل قبل أن يحدث تأكيد لانكسار الاتجاه الهبوطي هذا العام.
عند سافيتا سوبرامانيان من "بنك أوف أميركا"، ينبغي على المستثمرين أن يحافظوا على استثمارهم في الأسهم رغم زيادة الإشارات التحذيرية من أن مؤشر "ستاندرد اند بورز 500" قد يهوي إلى مستويات متدنية جديدة في النصف الأول من السنة القادمة.
وقالت سوبرامانيان: "إن عدم الاستثمار في الأسهم وحبس جميع أموالك في سوق السندات والنقدية يعد خطأ في هذه اللحظة. وإنني لأعتقد أننا سوف نتجه أولاً إلى الهبوط ثم نعود إلى الارتفاع. والمشكلة هي أن هذا الرأي رأي مجمع عليه تقريباً. ولذلك أعتقد أن الخطر الأكبر على مدى النصف الأول من العام القادم هو ألا تكون مستثمراً في الأسهم".
تصريحات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يوم الأربعاء هي الأخرى ظلت ضاغطة على الأصول عالية المخاطرة، فقد حذر من تزايد خطر نشوب الحرب النووية في العالم، مكرراً أن روسيا سوف تدافع عن نفسها وعن حلفائها "بكل الوسائل عند الضرورة".
بعض التحركات الرئيسية في الأسواق
الأسهم
- انخفض مؤشر ستاندرد أند بورز 500 بنسبة 0.2% في تمام الرابعة بتوقيت نيويورك.
- تراجع مؤشر "ناسداك 100" بنسبة 0.5%.
- لم يشهد مؤشر "داو جونز الصناعي" تغييراً يذكر.
- هبط مؤشر "إم إس سي آي" للأسهم العالمية بنسبة 0.4%.
العملات
- هبط مؤشر "بلومبرغ للدولار الفوري" بنسبة 0.3%.
- ارتفع اليورو بنسبة 0.4% إلى 1.0511 دولار.
- صعد الجنيه الإسترليني بنسبة 0.7% إلى 1.2212 دولار.
- سجل الين الياباني تقدماً بنسبة 0.4% إلى 136.44 ين أمام الدولار.
العملات المشفرة
- انخفضت أسعار بتكوين بنسبة 1% إلى 16829.49 دولار.
- هبطت أسعار إيثر بنسبة 1.9% إلى 1232.13 دولار.
السندات
- تدهور العائد على سندات الخزانة الأميركية أجل 10 سنوات خاسراً 12 نقطة أساس إلى 3.41%.
- هبط العائد على سندات ألمانيا أجل 10 سنوات بنقطتي أساس إلى 1.78%.
- تراجع العائد على سندات بريطانيا أجل 10 سنوات بثلاث نقاط أساس إلى 3.04%.
السلع
- انخفضت أسعار خام غرب تكساس الوسيط بنسبة 2.6% إلى 72.34 دولار للبرميل.
- ارتفعت عقود الذهب الآجلة بنسبة 1% إلى 1799.90 دولار للأونصة.