تعمل إندونيسيا على تحديد خططها ومفهومها للروبية الرقمية، العملة المدعومة بتكنولوجيا "بلوكتشين"، التي ستُستخدم في البداية في المعاملات بين البنوك المحلية.
يُعَدّ ما يُعرف بـ"مشروع غارودا" (Project Garuda) -المسمى على اسم طائر أسطوري- محاولة من بنك إندونيسيا لتجربة العملات الرقمية المدعومة من البنوك المركزية للحفاظ على مكانته باعتباره السلطة الوحيدة التي تصدر عملة قانونية في عصر رقمي يتغير سريعاً. وقد أصدرت السلطة النقدية مؤخراً تقريراً يفصّل خططها.
قال محافظ البنك المركزي الإندونيسي، بيري وارجيو، في تصريح يوم الاثنين: "الروبية الرقمية حتمية، فهي أداة معاملات المستقبل". وأضاف أن الخطوة ستحافظ على صدارة إندونيسيا في مجهودات تطوير عملة رقمية مدعومة من بنك مركزي، مثل "مشروع دونبار" (Project Dunbar) و"مشروع إم بريدج" (Project mBridge) اللذين يشارك فيهما بنك إندونيسيا أيضاً.
في ما يلي، ما نعرفه حتى الآن عن الروبية الرقمية:
المراحل
ستُطرح العملة الرقمية على ثلاث مراحل، أولاً ستستخدم البنوك الأكبر في الغالب نموذج البيع بالجملة لتحويل الأموال في ما بينها وبين البنك المركزي.
إندونيسيا تخطط لإصدار عملة رقمية لتحسين التحويلات
بعد ذلك سيمتد استخدام العملة الرقمية المدعومة من البنك المركزي لبقية سوق ما بين البنوك والعمليات النقدية، ثم أخيراً سيستخدم مستهلكو التجزئة الروبية الرقمية في كل شيء، من تحويل الأموال إلى المدفوعات.
اللاعبون
سيقصر بنك إندونيسيا الاستخدام على البنوك المؤهلة التي ستحتاج إلى تحويل احتياطياتها المودعة في البنك المركزي للحصول على رموز الروبية الرقمية.
قالت فيليانينغسيه هندارتا، رئيسة سياسة أنظمة الدفع في البنك المركزي: "هذا يضمن أن إصدار الروبية الرقمية لن يؤثر في حجم ميزانية بنك إندونيسيا، ما يعني أن التأثير النقدي سيكون محايداً".
في وقت لاحق، سيتمكن أي شخص من الحصول على العملة الرقمية المدعومة من البنك المركزي للاستخدام بالتجزئة عن طريق تبادل كل شيء، من الأوراق النقدية إلى الودائع، بما في ذلك تلك التي على شكل نقود إلكترونية. قد يوزع البنك المركزي الروبية الرقمية مباشرة على المستخدمين النهائيين، خصوصاً في المناطق التي تفتقر إلى الوصول إلى النظام.
التكنولوجيا المستخدمة
يريد البنك المركزي ضمان دعم الروبية الرقمية للمعاملات عبر الحدود، لذلك ستُبنى على المزج بين تقنية دفتر الأستاذ الموزع (distributed ledger) والبنية التحتية المركزية. وسيكون دفتر الأستاذ مغلق المصدر مفضلاً للاستخدام بالجملة، إذ سيكون المشاركون معروفين، أما البنية التحتية المركزية فهي أكثر كفاءة في استخدامات التجزئة، إذ يمكنها أن تقدم الدعم من أجل سرعة أكبر وأحجام كبيرة.
الدولار يواجه خطر التخلف عن مواكبة تطور النقود
سوف تعتمد العملة الرقمية في تعاملات الجملة على الرموز، في حين أن نموذج البيع بالتجزئة سيكون قائماً على الحسابات والرموز.
المستقبل
محلياً، سيبذل بنك إندونيسيا جهوداً لجعل الروبية الرقمية هي العملة القانونية على المنصات والتطبيقات الرقمية، مثل منصات عالم الميتافيرس الذي لا يزال وليداً.
وعالمياً، سيعمل البنك المركزي مع نظرائه لمناقشة أسعار صرف العملات الرقمية المدعومة من البنوك المركزية، وقضايا الأمن السيبراني، وإدارة التدفقات الرأسمالية.