تزايد الضغوط على الاقتصاد نتيجة ارتفاع حالات الإصابة بكوفيد وتطبيق المزيد من عمليات الإغلاق

الصين تخطط لتكثيف التحفيز النقدي في ظل آفاق النمو القاتمة

واجهة مبنى بنك الشعب الصيني في العاصمة بكين، الصين - المصدر: بلومبرغ
واجهة مبنى بنك الشعب الصيني في العاصمة بكين، الصين - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

أعطت الصين إشارات على أنَّ المزيد من التحفيز النقدي مسألة مطروحة على الطاولة، بما يشمل التخفيض المحتمل لنسبة الاحتياطي الإلزامي للبنوك، حيث تكثف بكين دعم الاقتصاد الذي يواجه ضغوطاً من ارتفاع حالات الإصابة بكوفيد، وتطبيق المزيد من عمليات الإغلاق.

قال مجلس الدولة في بيان أمس الأربعاء إنَّ الأدوات النقدية "مثل خفض نسبة الاحتياطي الإلزامي" ستُستخدم "في الوقت المناسب، وبطريقة مناسبة" للمحافظة على سيولة وفيرة بقدر معقول.

ربما يتم إقرار خفض نسبة الاحتياطي الإلزامي - الأموال التي يجب أن تحتفظ بها البنوك في احتياطياتها - في وقت قريب الأسبوع الجاري، إذ إنَّ البنك المركزي عادة ما يخفّض النسبة بعد أيام من صدور بيان مماثل من مجلس الوزراء.

"باركليز": التحفيز المالي الصيني تجاوز مستويات 2020

آفاق قاتمة

تزداد الآفاق الاقتصادية في الصين قتامة مع ارتفاع حالات الإصابة بفيروس كوفيد إلى مستوى قياسي، وفي ظل تشديد المدن للقيود من أجل مكافحة انتشار العدوى. وحتى مع خفض نسبة الاحتياطي الإلزامي وزيادة التحفيز النقدي؛ ما يزال من المرجح أن يتعرّض الاقتصاد لضغوط جراء سياسة "صفر كوفيد".

وفي هذا السياق، خفّضت "نومورا" (Nomura) للوساطة المالية، اليوم الخميس، توقُّعاتها للنمو الصيني خلال عام 2022 والعام المقبل، مشيرة إلى إعادة الفتح "البطيئة والمكلفة والمتقطعة" للبلاد.

كتب خبراء الاقتصاد لدى شركة "نومورا هولدينغز" في مذكرة بحثية: "من المرجح أن يكون لنسبة الاحتياطي الإلزامي تأثير إيجابي محدود، إذ نعتقد أنَّ العقبة الحقيقية أمام الاقتصاد تكمن في التنفيذ الصارم من جانب المسؤولين المحليين للقيود لمواجهة كوفيد، وليس بسبب عدم كفاية الأموال الموجهة للإقراض.. إنهاء سياسة صفر كوفيد في أقرب وقت ممكن، هو العامل الرئيسي لزيادة الطلب على الائتمان وتعزيز النمو".

بيان مفاجئ

جاء بيان مجلس الدولة بمثابة مفاجأة لبعض المحللين الذين توقَّعوا أن تتجه الصين بعيداًَ عن تدابير التحفيز التقليدية. كذلك أثار التحذير الأخير الصادر عن بنك الشعب الصيني بشأن التضخم تكهنات بأنَّ نطاق المزيد من التيسير في السياسة النقدية يقترب من نهايته.

انخفض مؤشر شنغهاي شنزن (سي إس أي 300) القياسي الصيني للأسهم بنسبة 0.5% في الساعة 1:16 بعد الظهر بالتوقيت المحلي، بعدما أعلنت البلاد عن تسجيل رقم قياسي مرتفع من حالات الإصابة بكوفيد. وارتفع العائد على السندات الحكومية لأجل 10 سنوات 4 نقاط أساس بعد انخفاضه 7 نقاط أساس في الجلسة السابقة، فيما صعد اليوان في التعاملات المحلية 0.28% ليسجل 7.1378 يوان لكل دولار.

الصين تتيح حزمة تحفيز إضافية لدعم البنية التحتية بقيمة 45 مليار دولار

إشارة مجلس الدولة الصيني بشأن خفض نسبة الاحتياطي الإلزاميإعلان بنك الشعب الصيني عن خفض نسبة الاحتياطي الإلزامي
13 أبريل 2022 15 أبريل 2022
3 ديسمبر 2021 (قال لي في اجتماع مع صندوق النقد الدولي) 6 ديسمبر 2021
7 يوليو 2021 9 يوليو 2021
17 يونيو 2020 غير متاح
31 مارس 2020 3 أبريل 2020
23 ديسمبر 2019 (قال لي خلال زيارته إلى تشنغدو) 1 يناير 2020
4 سبتمبر 2019 6 سبتمبر 2019
24 ديسمبر 2018 4 يناير 2019
20 يونيو 2018 24 يونيو 2018

قد يؤدي توفير المزيد من الأموال منخفضة التكلفة عن طريق تخفيض نسبة الاحتياطي الإلزامي إلى تشجيع البنوك على إقراض المطورين المتعثرين، إذ تتخذ الصين خطوات منسقة لإنهاء أزمة العقارات. طلب المنظمون خلال الأسبوع الجاري من البنوك الاستمرار في إقراض الشركات، وهي دعوة لقيت استجابة من جانب البنوك الكبرى المملوكة للدولة، والتي تقدم ما لا يقل عن 220 مليار يوان (31 مليار دولار) في شكل ائتمان جديد لشركات التطوير العقاري.

5.3 تريليون دولار برامج تحفيز صينية للخروج من نفق "كوفيد"

قال وانغ تاو، كبير الخبراء في شؤون اقتصاد الصين لدى "يو بي إس" خلال مقابلة مع تلفزيون بلومبرغ: "لقد رأينا نقطة تحول في كيفية نظر السلطات إلى هذا القطاع من حيث القرارات المتعلقة بالسياسات العامة ومجموعة شاملة من الدعم التمويلي للمطورين". وأضاف: "تأثير القطاع العقاري على النمو الاقتصادي سيكون أقل بكثير في العام المقبل مقارنة بالعام الجاري".

سيحل خفض نسبة الاحتياطي أيضاً محل بعض القروض الضخمة التي تقدّمها البنوك الحكومية والمستحقة في الأشهر المقبلة، مما يخفف من ضغوط السيولة المتوقَّع تدهورها في ظل نمو الطلب على النقد من جانب الشركات والأفراد خلال موسم العطلات نهاية العام.

ارتفع العائد على شهادة الإيداع لمدة عام واحد والقابلة للتداول، والتي تقدم مقياساً رئيسياً لتكاليف الاقتراض بين البنوك، إلى أعلى مستوى خلال نحو 11 شهراً الأسبوع الماضي.

[object Promise]

خفّض بنك الشعب الصيني نسبة الاحتياطي الإلزامي آخر مرة في أبريل، وكان ذلك بمقدار 25 نقطة أساس لدى معظم البنوك، وهو انخفاض أقل مما توقَّعه خبراء الاقتصاد.

سياسة نقدية مختلفة عن بقية العالم

أصبح بنك الشعب الصيني واثقاً بشكل متزايد في وضع سياسة نقدية تختلف عن بقية العالم بعد أن سمح بمزيد من المرونة في سعر صرف اليوان، وأقر ضوابط محسنة على حركة رأس المال في السنوات الماضية.

في غضون ذلك، أدى تباطؤ التضخم في الولايات المتحدة إلى منح مجلس الاحتياطي الفيدرالي مجالاً لإمكانية إبطاء الزيادات الحادة في أسعار الفائدة، وهو ما يساعد أيضاً في الحد من ضعف اليوان مقابل الدولار.

محضر "الفيدرالي" يكشف إمكانية إبطاء وتيرة زيادة الفائدة "قريباً"

يمكن للبنك المركزي أيضاً إجراء تخفيضات مستهدفة في أسعار الفائدة لتوجيه البنوك نحو المزيد من خفض تكاليف التمويل للشركات الصغيرة، وفقاً لخبراء اقتصاديين في " غولدمان ساكس". على الرغم من الإجراءات الداعمة؛ توقَّع خبراء "غولدمان ساكس" أن يظل نمو النشاط ضعيفاً خلال الفترة المتبقية من العام الجاري والنصف الأول من عام 2023.

قال مجلس الوزراء الصيني إنَّ أسس الانتعاش يجب تعزيزها والحفاظ على النمو الاقتصادي في "نطاق معقول"، وفقاً للبيان الذي نشرته وكالة أنباء الصين الجديدة ( شينخوا).

تعهد مجلس الوزراء بالمساعدة في تطوير شركات المنصات عبر الإنترنت وضمان بيئة عمل سلسة لشركات التجارة الإلكترونية وشبكات التوصيل.

اضغط هنا لقراءة المقال الأصلي
تصنيفات

قصص قد تهمك