صندوق الثروة النفطي قيمته 1.2 تريليون دولار يسعى إلى كسب ثقة الناس بنشر المعلومات

رئيس "الصندوق السيادي النرويجي" يُطلع المواطنين على أعماله

الصندوق النرويجي أكبر الصناديق السيادية في العالم - المصدر: بلومبرغ
الصندوق النرويجي أكبر الصناديق السيادية في العالم - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

يشبه الصندوق السيادي النرويجي الذي تبلغ قيمته 1.2 تريليون دولار، وتأسس من الثروة النفطية للبلاد، الصندوق الأسود عند العديد من مواطني النرويج الذين يصل تعدادهم إلى 5.4 مليون نسمة. الرئيس التنفيذي للصندوق، نيكولاي تانجين عازم على تغيير ذلك.

تؤثر عوامل، التضخم المتصاعد والأسواق المالية المضطربة وعدم اليقين الجيوسياسي على عوائد أكبر صندوق لمواجهة ظروف الأيام العصيبة في العالم.

بدأ الرئيس التنفيذي إصلاحاً شاملاً للتواصل للتأكد من أن المواطنين، الذين يمتلكون الصندوق بشكل جماعي، يفهمون طبيعة ما يحدث للصندوق.

قال تانجين في مقابلة بمقر الصندوق في أوسلو: "نواجه فترة متقلبة في ظل الكثير من المخاطر، مع انخفاض محتمل في قيمة الصندوق.. لذلك من المهم بشكل خاص أن يعرف المالكون ماذا يحدث".

تشمل حملة تواصله مع المواطنين بث مقابلات صوتية مع رؤساء تنفيذيين عالميين وإجراء زيارات للمدارس ودفع موظفي الصندوق إلى دائرة الضوء، مما يسمح لهم بشرح ما يفعلونه.

في إشارة إلى تعامل هيئة الصحة النرويجية مع الوباء، وتحقيق نتيجة أفضل من معظم أقرانها في البلدان المتقدمة، قال تانجين إن طريقة بناء الثقة هي السماح للناس بالاستماع مباشرة من المتخصصين.

قال تانجين :"لقد وفرنا المزيد من المعلومات عن الصندوق.. في الماضي ، كان هناك أربعة أشخاص يمكنهم التحدث نيابة عن الصندوق. الآن يتحدث باسمه 575".

الشفافية والوضوح

مشيراً إلى استطلاع أُجري العام الماضي، يقول الصندوق النرويجي والمعروف رسمياً باسم "نورغس بنك إنفستمنت مانجمنت" (Norges Bank Investment Management)، إن ثقة الناس في كيفية إدارة الصندوق تزيد كلما زاد عدد الأشخاص الذين يعرفون معلومات عنه.

مع امتلاكه لأسهم في حوالي 9000 شركة في أكثر من 70 دولة، يعد صندوق النفط أحد أكثر صادرات (أدوات) النرويج وضوحاً.

عقد الصندوق أكثر من 3000 اجتماع للشركات العام الماضي، وصوّت على حوالي 120 ألف بند في الجمعيات العمومية، في محاولة لدفع الشركات لتحقيق الأهداف المناخية والإنسانية. وينشر الصندوق حالياً نواياه التصويتية في وقت مبكر، وهو تمرين تم تبنيه بعد أن أصبح تانجين الرئيس التنفيذي.

قال تانجين البالغ من العمر 56 عاماً، الذي أشرف على الصندوق لمدة عامين: "نشعر أنه ليس لدينا أي أسرار".

خسر الصندوق 174 مليار دولار أو 14.4% في النصف الأول من عام 2022، وهي أكبر خسارة له على الإطلاق مقومة بالعملة، كما خسر 43 مليار دولار أخرى في الربع الثالث.

ركز تانجين وفريقه على التمركز الدفاعي في بداية عام 2021 للتغلب على آثار التضخم، وهي خطوة شهدت تفوق الصندوق على مؤشره القياسي لثمانية أرباع متتالية، بما في ذلك بواقع 0.14 نقطة مئوية في الربع الثالث.

جذب المواهب

بالإضافة إلى تعزيز الرؤية، تهدف خطة تانجين إلى جذب المواهب الجديدة ودفع الأداء. لقد أحدث أثراً بالفعل، إذ قفزت طلبات الالتحاق ببرامج الدراسات العليا والتدريب الداخلي بنسبة 65% و37% على التوالي في عام 2022 على أساس سنوي.

في مارس، أصدر الصندوق الحلقة الأولى من البث الصوتي (البودكاست) بعنوان "إن غود كامباني" (In Good Company). يتضمن العرض إجراء تانجين مقابلات مع كبار المسؤولين التنفيذيين من الشركات المدرجة في محفظة الصندوق، مثل ديفيد سولمون الرئيس التنفيذي لـ"غولدمان ساكس" وهيلينا هيلميرسون الرئيسة التنفيذية لشركة "إتش آند إم" لتعريف مواطنيه بقادة عالميين يقول إنهم لولا هذه الطريقة ما كانوا سيستمعون إليهم أبداً. اكتشف الشباب على وجه الخصوص هذا البث الصوتي.

قال: "لم نكن نعرف طبيعة الجمهور في البداية، لكنه أصغر سناً مما كنت أتوقع.. الغالبية تتراوح أعمارهم بين 24 و36 عاماً، الذكور أكثر من الإناث".

فن الاستجواب

في المقابلات، يعتمد تانجين على حياته المهنية خلال عقود في مجال التمويل يتخللها عدد من المراحل التعليمية، بما في ذلك مهمة دراسة تاريخ الفن وعلم النفس الاجتماعي. كما درس اللغة الروسية في مدرسة الاستخبارات والأمن التابعة للقوات المسلحة النرويجية وتشمل مهاراته التدريب على إجراء الاستجوابات.

قال تانجين إن هذا الأمر يقوم الصندوق بتدريب جميع المحللين عليه.

وتابع قائلاً:" "الآن تسمونها مقابلة، لكن، أعني، أنها في الأساس استجواب. ويوجد منهجية في إجرائه".

يحب تانجين طرح موضوعات مثل ثقافة الشركة والقيادة و"السلامة النفسية" مع المديرين التنفيذيين، وبنبرة فضولية مبهجة، يسألهم عن مواضيع صعبة.

مع مارك شنايدر، الرئيس التنفيذي لشركة "نستله"، لتصنيع الشيكولاتة وحبوب الإفطار، أثار موضوع بدانة الأطفال. تُذاع الحلقة الثامنة عشر يوم الأربعاء وتشاهد مدير صندوق التحوط السابق يتحدث بشكل ودي مع مايكل أوليري، رئيس شركة الطيران منخفض التكلفة "رايان إير هولدينغز".

"هل من الأخبار الجيدة للمناخ أن يسافر الناس إلى إستونيا مقابل 10 يورو (10.3 دولارات)؟" يسأل تانجين، ويرد أوليري إن "الناس سيظلون يسافرون، ولا يعتقد البولنديون أن هناك مشكلة في قيادة السيارة لمدة 24 ساعة عبر القارة الأوروبية. نحن بحاجة إلى إقناعهم بدلاً من ذلك بالسفر جواً على متن طائرات أكثر نظافة وصديقة للبيئة، ثم أسعار تذاكر سفر أقل بكثير".

اضغط هنا لقراءة المقال الأصلي
تصنيفات

قصص قد تهمك