تتزايد وتيرة تحول صادرات روسيا من النفط الخام إلى آسيا، وسط توجه كميات قياسية من الشحنات إلى موانئ المنطقة. أصبحت الحاجة إلى التحول أكثر حدة مع اقتراب تنفيذ الحظر المفروض على الواردات المنقولة بحراً إلى أوروبا، التي كانت في السابق سوق التصدير الأساسية بالنسبة لموسكو.
يتجه ثلثا النفط الخام المنقول عبر ناقلات في الموانئ الروسية الآن إلى آسيا. هذا يقارن بأقل من الخمسين في المئة في الأسابيع السابقة لتلقي قوات الرئيس فلاديمير أمراً بدخول أوكرانيا في فبراير. وتشكل الصين والهند العمود الفقري للصادرات النفطية الروسية، بينما تتجه أحجام ضئيلة من الشحنات إلى أماكن مثل سريلانكا والإمارات العربية المتحدة.
من المقرر أن تدخل عقوبات الاتحاد الأوروبي حيز التنفيذ في غضون ثلاثة أسابيع فقط لتعلق تقريباً كافة شحنات النفط الخام المنقولة بحراً من روسيا إلى أعضاء الكتلة. ستمنع الإجراءات أيضاً الناقلات الأوروبية من نقل الخام الروسي وتحظر توفير خدمات التأمين والسمسرة والتمويل وتصنيف السفن والخدمات الأخرى، علماً بأنه ستكون هناك إعفاءات للسفن الحاملة للبضائع المشتراة بسعر أقل من الحد الأقصى الذي لم يتم الاتفاق عليه بعد.
حذت المملكة المتحدة حذو الاتحاد الأوروبي في الحظر على شركاتها تقديم مثل هذه الخدمات للسفن. وستدخل هذه الخطوة، المماثلة لعقوبات الاتحاد الأوروبي، حيز التنفيذ في 5 من ديسمبر.
أحجام الشحنات
انخفض إجمالي الشحنات الصادرة من روسيا إلى أدنى مستوى في ثلاثة أسابيع عند 2.9 مليون برميل يومياً في الأيام السبعة حتى 11 نوفمبر، بينما انخفض متوسط الأربعة أسابيع الأقل تقلباً رغم أنه ظل فوق 3 ملايين برميل يومياً للأسبوع الخامس. هذا الأمر ساهم في انخفاض عائدات الكرملين من تجارة النفط إلى أدنى مستوى لها منذ أوائل يناير.
ارتفع حجم النفط الخام المنقول على السفن المتجهة إلى الصين والهند وتركيا، الدول الثلاث التي برزت باعتبارها أكبر مشترٍ للإمدادات الروسية النازحة، إضافة إلى الكميات الموجودة على السفن التي لم توضح بعد وجهتها النهائية، إلى مستوى قياسي بلغ 2.39 مليون برميل يومياً في الأسابيع الأربعة حتى 11 نوفمبر.
أصبحت ناقلات الخام الروسي أكثر حذراً بشأن وجهاتها. كانت هناك قفزة كبيرة في السفن التي توضح وجهتها التالية مثل بورسعيد أو قناة السويس، وهذا الأمر رافقه انخفاض في الأسابيع الأخيرة في حجم الناقلات التي تشير إلى الهند كوجهتها التالية. من المحتمل أن تبدأ معظم هذه السفن في إرسال إشارات إلى الموانئ الهندية بمجرد مرورها عبر القناة.
لن تصل الناقلات التي يتم تحميلها الآن في مينائي بريمورسك أو أوست لوغا المطلين على بحر البلطيق إلى محطات التفريغ في الصين أو الهند قبل بدء تنفيذ حظر الاتحاد الأوروبي على تقديم التأمين والخدمات الأخرى. جدير بالذكر أن أي شحنة مشتراة بسعر أعلى من الحد الأقصى الذي لم يتم الاتفاق عليه بعد، ستفقد الغطاء في 5 ديسمبر وفقاً لما تنص عليه القواعد الحالية. أدخلت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة إعفاءات على قواعدهما، مع استثناء الشحنات المشتراة قبل ذلك التاريخ، طالما تم تسليمها بحلول 19 يناير. ويُتوقع أن يحذو الاتحاد الأوروبي حذوهما.
تستغرق الشحنات من موانئ المحيط الهادئ الروسية بضعة أيام فقط للوصول إلى محطات الاستيراد الصينية، فضلاً عن أن الرحلة من البحر الأسود إلى تركيا قصيرة بالمثل. في المقابل، تستغرق عمليات التسليم إلى الهند من جميع محطات التصدير الروسية عدة أسابيع، ما يجعلها أكثر عرضة للوقوع في فخ العقوبات قبل وصولها.
تتجه الآن شحنة من النفط الخام من ميناء مورمانسك بالقطب الشمالي، والتي تتجه إلى الصين عبر طريق البحر الشمالي، على طول ساحل المحيط الهادئ لروسيا ويُتوقع أن تصل إلى ميناء ريتشاو يوم الجمعة.
تدفقات النفط الخام حسب الوجهة
على أساس متوسط أربعة أسابيع، خسرت الصادرات الإجمالية المنقولة بحراً معظم زيادة الأسبوع السابق إلى 3.12 مليون برميل يومياً في المتوسط. ظلت التدفقات أعلى من 3 ملايين برميل يومياً للأسبوع الخامس، وكانت الشحنات أقل في جميع المناطق باستثناء آسيا.
تستبعد كافة الأرقام الشحنات المعروفة بأنها من نوع "كيبكو" (KEBCO) في كازاخستان، والتي أجرتها شركة "كازترانسويل" (KazTransoil JSC) والتي تمر عبر روسيا للتصدير عبر مينائي أوست لوغا ونوفوروسيسك.
يتم مزج البراميل الكازاخستانية مع النفط الخام الروسي المنشأ لإنشاء درجة تصدير موحدة. منذ غزو روسيا لأوكرانيا، أعادت كازاخستان تسمية شحناتها لتمييزها عن تلك التي تشحنها الشركات الروسية، علماً بأن الخام المنقول معفى بشكل خاص من عقوبات الاتحاد الأوروبي.
آسيا
الشحنات المتجهة إلى العملاء الآسيويين من روسيا، إضافة إلى تلك المنقولة على السفن لا توضح وجهتها النهائية، والتي عادة ما ينتهي بها المطاف في الهند أو الصين، ارتفعت في الأيام السبعة حتى 11 نوفمبر. بلغ حجم النفط الخام المتجه إلى آسيا 2.01 مليون برميل يومياً على أساس متوسط متجدد لأربعة أسابيع، مع 76 ألف برميل إضافية يومياً على الناقلات التي لم تتضح نقطة تفريغها. سجل الرقم المجمع مستوى مرتفعاً جديداً لهذا العام حتى الآن.
تشير كافة الناقلات حاملة النفط الخام إلى وجهات آسيوية مجهولة إلى بورسعيد أو قناة السويس، ومن غير المرجح أن تتضح نقاط التفريغ النهائية حتى تمر عبر الممر المائي إلى البحر الأحمر على أقرب تقدير. عادةً ما ينتهي المطاف بمعظم هذه السفن في الهند، حيث يتجه بعضها إلى الصين وتتجه السفن العرضية إلى وجهات أخرى مثل الإمارات العربية المتحدة أو سريلانكا.
أوروبا
خسرت صادرات النفط الخام الروسية المنقولة بحراً إلى الدول الأوروبية مكاسب الأسبوع الماضي وانخفضت إلى أدنى مستوى لها في خمسة أسابيع عند 700 ألف برميل يومياً في 28 يوماً حتى 11 نوفمبر. وانخفضت تدفقات النفط بمقدار 89 ألف برميل يومياً، أو 11% عن هذه الفترة حتى 4 نوفمبر. جدير بالذكر أن هذه الأرقام لا تشمل الشحنات المتجهة إلى تركيا.
انخفض حجم الشحنات المنقولة من روسيا إلى دول شمال أوروبا في الأسابيع الأربعة حتى 11 نوفمبر إلى أدنى مستوى في خمسة أسابيع، وقد ذهبت كافة الشحنات إلى صهاريج التخزين في روتردام في الأسبوع الخامس.
تراجعت الصادرات إلى دول البحر الأبيض المتوسط إلى 693 ألف برميل يومياً في المتوسط في الأسابيع الأربعة حتى 11 نوفمبر. وخسرت التدفقات المتجهة إلى المنطقة، بما فيها تركيا، المستبعدة من الأرقام الأوروبية في الجزء العلوي من هذا القسم، تقريباً تمثل كافة زيادة الأسبوع الماضي. وظلت الشحنات المتجهة إلى تركيا عند مستوى يزيد عن 300 ألف برميل يومياً في الأسبوع الخامس، وهذا أكثر من ثلاثة أضعاف الحجم المسجل عادة قبل غزو القوات الروسية لأوكرانيا.
انخفضت التدفقات المجمعة إلى بلغاريا ورومانيا إلى أدنى مستوياتها في ثمانية أسابيع عند 146 ألف برميل يومياً، أي أقل من نصف حجم الذروة المسجل في يونيو. ينتهي المطاف بمعظم الكميات المتجهة إلى العملاء في البحر الأسود في بلغاريا، التي حصلت على إعفاء جزئي من حظر الاتحاد الأوروبي على واردات النفط الخام المنقول بحراً من روسيا.
التدفقات حسب موقع التصدير
انخفض إجمالي تدفقات الخام الروسي بمقدار 704 آلاف برميل يومياً، أو 20%، في الأيام السبعة حتى 11 نوفمبر مقارنة بالأسبوع السابق. كذلك، انخفضت الشحنات القادمة من جميع المناطق، حيث شهد القطب الشمالي الانخفاض الأكبر من حيث الحجم والنسبة المئوية. الأرقام تستثني أحجام الشحنات القادمة من مينائي أوست لوغا ونوفوروسيسك والمحددة باعتبارها من نوع "كيبكو" الكازاخستاني.
عائدات الصادرات
انخفضت تدفقات رسوم تصدير النفط الخام الواردة إلى صندوق الحرب التابع للكرملين بمقدار 31 مليون دولار إلى 118 مليون دولار في الأيام السبعة حتى 11 نوفمبر، مع انخفاض متوسط الدخل لأربعة أسابيع أيضاً بمقدار 4 ملايين دولار إلى 130 مليون دولار. وصل المقياس الأسبوعي إلى أدنى مستوى منذ الأسبوع الأول من العام، في ظل تفاقم انخفاض أحجام الشحنات بسبب انخفاض معدل رسوم التصدير لشحنات نوفمبر.
يقدر معدل رسوم التصدير لشهر نوفمبر بـ5.83 دولار للبرميل، وهو أدنى مستوى منذ يناير 2021، مع وجود خصم سعري على خام الأورال الروسي مقارنة بخام برنت خلال فترة الحساب الأخيرة التي امتدت من 15 سبتمبر إلى 14 أكتوبر عند نحو 25.50 دولار للبرميل. سيتم نشر معدل الرسوم لشهر ديسمبر في الأيام القليلة المقبلة.
التدفقات من المنشأ إلى الموقع
أظهرت بيانات تتبع السفن وتقارير وكلاء الموانئ أن ما مجموعه 27 ناقلة حملت 20.25 مليون برميل من الخام الروسي في الأسبوع المنتهي في 11 نوفمبر، وهذا أقل بمقدار 4.93 مليون برميل عن الأسبوع السابق. تعتمد الوجهات على المكان الذي توضح السفن أنها متجهة إليه، ومن شبه المؤكد أن بعضها سيتغير مع تقدم الرحلات. تستثني جميع الأرقام الشحنات المحددة على أنها درجة "كيبكو" الكازاخستانية.
انخفض الحجم الإجمالي لشحنات الخام الروسي المنقولة من موانئ بحر البلطيق إلى أدنى مستوى له في ثلاثة أسابيع، لكن ليست هناك شحنات متجهة إلى شمال أوروبا للمرة الثانية في ثلاثة أسابيع.
كذلك، انخفضت الشحنات من ميناء نوفوروسيسك في البحر الأسود إلى أدنى مستوى في ثلاثة أسابيع.
وانخفضت شحنات المنطقة القطبية الشمالية بمقدار النصف عن الأسبوع الماضي، حيث غادرت سفينتان من ميناء مورمانسك في الأيام السبعة حتى 11 نوفمبر.
تراجعت الشحنات القادمة من المحيط الهادئ عن أعلى مستوى لها في الأسبوع الماضي منذ سبعة أشهر تقريباً. تتجه جميع الشحنات الثمانية من خام إسبو (ESPO) التي تم تحميلها إلى الصين. كذلك، تتجه إحدى السفن التي حملت شحنة من بلدة سوكول الروسية إلى يوسو في كوريا الجنوبية، رغم أنه من المحتمل أن تجري عملية نقل من سفينة إلى أخرى خارج الميناء، وينطبق الأمر نفسه على شحنتين من سوكول تم تحميلهما الأسبوع الماضي.