تراجع نمو أسعار المنتجين في الولايات المتحدة خلال أكتوبر بأكثر من المتوقع، في أحدث إشارة على أن الضغوط التضخمية بدأت في الانحسار.
أظهرت بيانات وزارة العمل الأميركية اليوم الثلاثاء أن مؤشر أسعار المنتجين للطلب النهائي ارتفع بنسبة 8% على أساس سنوي، في أقل زيادة سنوية منذ أكثر من عام، و0.2% على أساس شهري.
توقع أوسط التقديرات في استطلاع أجرته بلومبرغ لآراء خبراء الاقتصاد زيادة سنوية بنسبة 8.3% وزيادة 0.4% على أساس شهري.
ارتفعت العقود الآجلة للأسهم الأميركية وسندات الخزانة بعد نشر التقرير، بينما انخفض مؤشر بلومبرغ للدولار.
باستثناء مكونات الغذاء والطاقة المتقلبة، لم يتغير ما يُسمّى بـمؤشر أسعار المنتجين الأساسي في أكتوبر وارتفع بنسبة 6.7% على أساس سنوي.
تأتي هذه الأرقام في أعقاب زيادة شهرية أقل من المتوقع في مؤشر أسعار المستهلك لشهر أكتوبر، والتي رحب بها المستثمرون و"وول ستريت" كونها علامة على أن أسرع زيادات في الأسعار منذ عقود بدأت أخيراً في الانحسار.
بعد أن بلغ ذروته في مارس عند 11.7% على أساس سنوي، تباطأ نمو أسعار المنتجين وسط تحسن سلاسل التوريد وتراجع الطلب وضعف أسعار العديد من السلع. باستثناء الغذاء والطاقة، وانخفضت تكاليف السلع خلال أكتوبر، وأسعار الخدمات لأول مرة منذ عام 2020.
من المتوقع أن يقوم بنك الاحتياطي الفيدرالي، الذي يراقب جميع بيانات التضخم عن كثب، بإبطاء وتيرة رفع أسعار الفائدة قريباً، على الرغم من أن المسؤولين أكدوا أنهم مايزالون ملتزمين بشدة بخفض معدل التضخم.
نجحت العديد من الشركات في تمرير الكثير، إن لم يكن كل، الزيادات في تكاليف المدخلات والعمالة للمستهلكين، لكن بعض الشركات أشارت مؤخراً إلى ترددها في متابعة الزيادات الكبيرة للأسعار وسط البيئة الاقتصادية غير المؤكدة.
ماذا تقول الشركات …؟
قال هوارد شولتز، الرئيس التنفيذي لشركة "ستاربكس كورب" (Starbucks Corp) "نحن بالتأكيد لن نحاول رفع الأسعار خلال الوقت الحالي. لكن بالتأكيد، لقد أثبتنا، خلال الأشهر 12 الماضية أو نحو ذلك، أن لدينا زيادات في الأسعار بنسبة 6% تقريباً ولم نشهد انحسار الولاء والمعاملات".
"بحلول نهاية العام، سوف نستعيد جميع تكلفة تضخم المواد الخام. وقبل نهاية الربع الأول (من 2023)، نسترد كل تكاليف التضخم الكلية"حسبما قال مايكل ماكغاري، الرئيس التنفيذي لشركة "بي بي جي إندستريز" (PPG Industries Inc).
"ما زلنا نواجه تضخماً مرتفعاً في تكاليف المدخلات، لا سيما في مجالات الطاقة والنقل والتعبئة والقمح ومنتجات الألبان وزيوت الطعام. لمواجهة هذه التحديات، قمنا بتنفيذ زيادات مناسبة للأسعار في الأسواق الرئيسية " وفقاً لما قاله ديرك فان دي بوت الرئيس التنفيذي لشركة "مونديليز إنترناشيونال" (Mondelez International Inc).
أظهر تقرير الثلاثاء ارتفاع أسعار السلع بنسبة 0.6%، ليعكس زيادة أسعار المواد الغذائية والطاقة. انخفضت أسعار الخدمات بنسبة 0.1%، بما في ذلك انخفاض تكاليف التجارة والنقل والتخزين.
قالت وزارة العمل إن أحد العوامل الرئيسية في التراجع يعود إلى انخفاض هوامش بيع الوقود بالتجزئة.
ارتفعت أسعار المنتجين باستثناء المواد الغذائية والطاقة والخدمات التجارية -التي تستبعد المكونات الأكثر تقلباً في المؤشر- بنسبة 0.2% على أساس شهري. ارتفع المؤشر بنسبة 5.4% على أساس سنوي، أقل وتيرة ارتفاع منذ مايو 2021.
انخفضت تكاليف السلع نصف المصنعة للطلب في المرحلة الوسيطة، والتي تعكس مستوى الأسعار في مرحلة خط الإنتاج.باستثناء الغذاء والطاقة، تراجعت هذه التكاليف بنسبة 0.8%، أكبر وتيرة منذ بداية الوباء.
أشارت بيانات منفصلة أيضاً إلى تراجع ضغوط التكلفة. تراجع مؤشر معهد إدارة التوريد للأسعار المدفوعة مقابل المواد الخام من جانب الشركات المصنعة الشهر الماضي إلى أدنى قراءة له منذ مايو 2020. تراجع نمو الأجور إلى حد ما، رغم أنه لا يزال قوياً.