تتبع شركات النفط والغاز العملاقة في روسيا نظيراتها الغربية عبر إعادة الأموال إلى المستثمرين، ولكن في هذه الحالة تكون الحكومة هي المستفيد الرئيسي.
في هذا الإطار قالت شركة "روسنفت" (Rosneft)، أكبر شركة منتجة للنفط في البلاد، إنّ مجلس إدارتها أوصى بدفع 20.39 روبل مقابل السهم الواحد عن الأرباع الثلاثة الأولى من هذا العام، مقارنةً بـ18.03 روبل دُفعت للأشهُر الستة الأولى من عام 2021، ما قد يعود بنحو 87 مليار روبل (1.4 مليار دولار) للدولة الروسية، وفقاً لرونالد سميث، المحلل في "بي سي إس غلوبال ماركتس" (BCS Global Markets).
ساعد ارتفاع أسعار الطاقة منذ غزو الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لأوكرانيا الشركات الروسية المنتجة للنفط والغاز على دفع توزيعات أرباح أكثر سخاء. كما وزّعت شركة "غازبروم" (Gazprom)، التي تسيطر عليها الدولة، أرباحاً فصلية للمرة الأولى على الإطلاق. ومنحت "نوفاتيك" (Novatek)، أكبر منتجة للغاز الطبيعي المسال في البلاد، المساهمين أعلى توزيعات أرباح فصلية في تاريخها، في حين أوصت “لوك أويل” (Lukoil) بدفع ثاني أكبر توزيعات أرباح.
تعليقاً على الموضوع قال سميث: "يبدو أن ثورة توزيع الأرباح في الفترة الممتدة بين 2011 و2019، عندما زادت شركات النفط والغاز الروسية من المدفوعات لمساهميها، نجت سليمة رغم الأزمة الراهنة.. لم يكن ذلك مؤكداً في أواخر الصيف نظراً إلى الوضع السياسي".
ومع ذلك، لن يتمكن أغلب المساهمين الأجانب من الاستفادة من التوزيعات، إذ أمر بوتين، رداً على العقوبات الدولية، الشركات الروسية بتحويل الأموال المستحقة للمستثمرين أو المقرضين من "الدول غير الصديقة" إلى حسابات مصرفية خاصة بالروبل. ولا يمكن نقل الأموال من تلك الحسابات -أو تحويلها إلى عملة أخرى- إلا بإذن حكوميّ خاص.
ستساعد توزيعات أرباح "غازبروم" و"روسنفت" في تخفيف الضغط على الميزانية الروسية الناجم عن غزو أوكرانيا والعقوبات الدولية المفروضة على البلاد، إلى جانب قرار بوتين بحظر الجزء الأكبر من إمدادات الغاز الروسي إلى أوروبا.