حذّر بعض المحللين من أن رد فعل الأسواق الآسيوية التي ارتفعت بسبب توقع أن يغير مجلس الاحيتاطي الفيدرالي الأميركي موقفه إلى سياسة تيسيرية ربما يكون مفرطاً في التفاؤل.
قفزت السندات والعملات الآسيوية يوم الجمعة وسط آمال متزايدة في بلوغ التضخم ذروته بالولايات المتحدة. وقاد الوون والبات تحقيق المكاسب، مع ارتفاع كلا العملتين بأكثر من 2% مقابل الدولار، وانخفاض عوائد السندات القياسية لأجل 10 سنوات بما لا يقل عن 15 نقطة أساس. ومع ذلك، فقد يكون هذا الارتفاع مجرد " فجر كاذب"، وفقاً لمصرف "ميزوهو بنك ليمتد".
ربما تتجه الأسواق إلى خيبة الأمل لأن بنك الاحتياطي الفيدرالي ليس قريباً من وقف حملته لرفع أسعار الفائدة في ضوء استمرار التضخم المرتفع.
انتعشت أصول الأسواق الناشئة من نهاية يوليو إذ تصور المستثمرون بشكل خاطئ أن بنك الاحتياطي الفيدرالي يتجه نحو التيسير النقدي، وتخلّت عن المكاسب بعد التعليقات المتشددة من جانب أعضاء اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة ورئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول في جاكسون هول.
تراجعت السندات المقومة بالعملة المحلية في الأسواق الناشئة الآسيوية 1.1% في أغسطس لتصل إلى أكثر من 4% في سبتمبر، وهي أسوأ عوائد شهرية على الإطلاق تعود إلى عام 2008.
قال فيشنو فاراثان، رئيس قسم الاقتصاد والاستراتيجية في مصرف "ميزوهو بنك" في سنغافورة: "إحساسي الأولي أن الصعود يبدو مفرطاً بسبب الموقف الحذر".
أضاف " تساورني الشكوك أن بنك الاحتياطي الفيدرالي " سيواصل مساره لحين إنجاز المهمة"، وحتى الآن لا يزال سعر الفائدة على أرصدة بنك الاحتياطي الفيدرالي يتجه إلى الارتفاع، وبالتالي فإن تضييق فروق التضخم بين الولايات المتحدة وآسيا لن يكون مرغوباً بالنسبة للأصول في الأسواق الناشئة الآسيوية.
خروج الاستثمارات
تدفقات الاستثمارات الأجنبية إلى ديون إندونيسيا وتايلندا في أغسطس تحولت للاتجاه العكسي، للمرة الأولى منذ عدة أشهر، تماماً مع انسحاب المستثمرين الدوليين في سبتمبر وأكتوبر.
قال فرانسيس تشيونغ، محلل أسعار الفائدة لدى "أوفرسي– تشاينيز بانكينغ" ( Oversea-Chinese Banking Corp) ومقرها سنغافورة: "التصحيح المنخفض في عوائد سندات الخزانة على مدار يوم ربما لا يكون كافياً لجعل السندات المصدرة بالعملة المحلية جذابة للمستثمرين الأجانب".
بعد نشر تقرير مؤشر أسعار المستهلكين في الولايات المتحدة، فإن عقود المقايضة المرتبطة بمؤشر سعر الفائدة لليلة واحدة لدى الاحتياطي الفيدرالي، لم تعد تراهن تقريباً على رفع أسعار الفائدة بمقدار 75 نقطة أساس في ديسمبر، ما قد يمثّل انخفاضاً عن رفعها بمقدار 75 نقطة أساس في أربع مرات حتى الآن.
يقول غالفين شيا، محلل أسواق العملات الأجنبية بالأسواق الناشئة لدى " ناتويست" في سنغافورة: "لا تزال أسعار الفائدة ترتفع لدى كل من بنك الاحتياطي الفيدرالي والبنوك المركزية الآسيوية، لذلك قد تكون هناك حدود لمدى ارتفاع السندات".