ساهمت موجة البيع الأخيرة في قطاع العملات المشفرة وانتظار المستثمرين نتائج الانتخابات النصفية بالولايات المتحدة في ارتفاع الأسهم الأميركية لليوم الثالث على التوالي، وقد تسببت موجة بيع العملات المشفرة في هبوط أسعار "بتكوين" بنسبة تجاوزت 10%. وانخفضت قيمة الدولار ومعه عوائد سندات الخزانة الأميركية.
أغلق مؤشر "ستاندرد أند بورز 500" مرتفعاً، بعد فقدانه في وقت سابق مكاسب تجاوزت 1%. وقد تدهورت ثقة المستثمرين بعد انهيار أسعار "بتكوين" مع تقدم مالك أكبر بورصة للرموز المشفرة للاستحواذ على شركة صغيرة منافسة تواجه مشكلة في السيولة.
خسر العائد على سندات الخزانة أجل عامين، وهو الأكثر تأثراً بتغير سياسة الاحتياطي الفيدرالي، 6 نقاط أساس، بينما انخفض مؤشر على حركة أسعار الدولار لليوم الثالث على التوالي.
تأتي الزيادة في أسعار الأسهم إذ يترقب المستثمرون احتمال أن تؤدي نتائج الانتخابات النصفية إلى حالة من الجمود السياسي، ومع ذلك، فإن النتيجة النهائية ربما لن تصبح معروفة على مدى أيام أو حتى أسابيع إذا كانت المنافسة متقاربة بالدرجة التي تشي بها استطلاعات الرأي وإذا اعترض الخاسرون على النتائج.
هزة للعملات المشفرة
في قطاع الرموز المشفرة، أقدم الملياردير تشانغبنغ جاو (CZ) على خطوة غير متوقعة معززاً مركزه في قمة عالم التشفير يوم الثلاثاء، بتحركه للاستحواذ على بورصة "إف تي إكس دوت كوم" (FTX.com). وجاءت شروط صفقة الاستحواذ الطارئة ضعيفة للغاية، وساهمت في تدهور أسعار العملات المشفرة بعد صعودها صعوداً عابراً.
قال جاي هاتفيلد من شركة "إنفراستراكتشر كابيتال" (Infrastructure Capital): "هذه الأزمة الصغيرة في بتكوين والعملات المشفرة هزت بالفعل استقرار أسواق الأسهم وتسببت في هبوط عنيف. فالمستثمرون لا يرغبون في رؤية أي اضطرابات أو أزمات صغيرة في أي أصل من الأصول عالية المخاطر".
ساعد تاريخ من الأداء القوي في أعقاب نتائج انتخابات التجديد النصفي في تعزيز حالة التفاؤل حول الآفاق المستقبلية لأسواق الأسهم. وفي حين تشير استطلاعات الرأي إلى احتمال تحقيق الجمهوريين بعض المكاسب، وبالتالي يفرضون بعض الضوابط على سياسات الديمقراطيين، فإن السيناريوهات متعددة. وأفضل النتائج بالنسبة إلى سندات الخزانة هي أن يسيطر الجمهوريون على كل من مجلسي النواب والشيوخ، في حين يتلقى الدولار دعماً إذا استطاع الديمقراطيون الاحتفاظ بالسيطرة على المجلسين.
سياسة الاحتياطي الفيدرالي
بالنسبة إلى كثير من المراقبين، تواجه الأسواق أكبر قوة معرقلة من سياسة الاحتياطي الفيدرالي التقشفية، وسوف تكون بيانات مؤشر أسعار المستهلك يوم الخميس القادم هي الخطر التالي الذي يأتي في أعقاب ارتفاع المؤشر الأساسي لأسعار المستهلك متجاوزاً التوقعات إلى أعلى مستوى في 40 عاماً في شهر سبتمبر. وحتى إذا بدأت حركة الأسعار في الاعتدال، ما يزال مؤشر أسعار المستهلك أبعد كثيراً عن المنطقة التي يرتاح لها الاحتياطي الفيدرالي.
وفقاً لتقدير آرت هوغان، كبير محللي السوق لدى شركة "بي رايلي ويلث" (B. Riley Wealth)، مع تقدم الظرف قد يظهر جانب مضيء في وضع الجمود أمام صناع القرار.
كتب هوغان: "إن الحكومة المنقسمة، خاصة قبيل إجراء انتخابات رئاسية، ستخلق على الأرجح حالة من الثبات والركود لا يتم فيها إنجاز أي شيء. وربما كان ذلك أمراً جيداً بالنسبة إلى الاحتياطي الفيدرالي لأن برامج التحفيز المتعددة والمتنوعة لم تجعل عمله أكثر يسراً".
من ناحية أخرى، قال مايكل داردا، كبير الاقتصاديين لدى "إم كيه إم بارتنرز" (MKM Partners) على تلفزيون بلومبرغ: "إن أرقام التضخم أكثر أهمية من الانتخابات. فمعدل التضخم سيميل إلى التأثر متأخراً بدورة زيادة أسعار الفائدة، وبالتالي إذا استمر الاحتياطي الفيدرالي في مطاردة المؤشرات المتأخرة حتى تهبط بإقرار سلسلة سريعة جداً من زيادة أسعار الفائدة والتقشف الكمي، فإن هناك مخاطرة كبيرة جداً أن يتجاوز البنك المركزي مستوى الفائدة الحيادي بنسبة كبيرة".
الأسواق لا تكترث للانتخابات
وقالت فيكتوريا غيرين، رئيسة شركة "جي سكويرد برايفت ويلث" لشؤون الاستثمار (G Squared Private Wealth): "سوف يجب على المستثمرين أن يخففوا من أي توقعات تتعلق بنتائج الانتخابات قريباً، ففي كثير من السباقات الانتخابية التي تتسم باحتدام المنافسة قد تمر أسابيع أو حتى شهور، لا قدر الله، قبل أن نعرف النتائج. غير أن السياسة مهمة على المستوى الشخصي، ولكنها ليست كذلك بالنسبة للأسواق".
ارتفعت أسعار سندات الخزانة بمختلف الآجال يوم الثلاثاء، مع تراجع العائد على سندات أجل 10 سنوات المعيارية بمقدار 9 نقاط أساس. في نفس الوقت، خفف المتعاملون من رهانهم على رفع أسعار الفائدة، مع استمرار ميل أسواق عقود المبادلة إلى الرهان على رفع الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس في ديسمبر، مستبعدة رفعها بنسبة أكبر مع بلوغ الفائدة ذروتها عند مستوى يزيد قليلاً عن 5% في النصف الأول من عام 2023.
قفزت أسهم شركة "إنفيديا" (Nvidia) مع بداية إنتاجها معالجاً لصالح الصين، وتراجعت أسهم شركة ألعاب الفيديو "تيك تو إنترأكتيف سوفت وير" (Take-Two Interactive Software) بعد تخفيض توقعاتها لصافي المبيعات.
أهم التحركات في الأسواق:
الأسهم
- ارتفع مؤشر ستاندرد أند بورز 500 بنسبة 0.6% في تمام الساعة 4 في نيويورك.
- ارتفع مؤشر ناسداك 100 بنسبة 0.8%.
- ارتفع مؤشر داو جونز الصناعي بنسبة 1%.
- ارتفع مؤشر "إم إس سي آي ورلد" للأسهم العالمية بنسبة 0.8%.
العملات
- مؤشر بلومبرغ للدولار الفوري انخفض بنسبة 0.4%.
- ارتفع اليورو بنسبة 0.5% إلى 1.0071 دولار.
- ارتفع الجنيه الإسترليني بنسبة 0.2% إلى 1.1536 دولار.
- ارتفع الين الياباني بنسبة 0.7% إلى 145.63 أمام الدولار.
العملات المشفرة
- انخفضت قيمة بتكوين بنسبة 12% إلى 18172.17 دولار للوحدة.
- انخفضت أسعار إيثر بنسبة 17% إلى 1310.88 دولار للوحدة.
السندات
- هبط العائد على سندات الخزانة أجل 10 سنوات 7 نقاط أساس إلى 4.14%.
- انخفض العائد على سندات ألمانيا أجل 10 سنوات 6 نقاط أساس إلى 2.28%.
- تراجع العائد على سندات بريطانيا أجل 10 سنوات 9 نقاط مئوية إلى 3.55%.
السلع
- تراجعت أسعار خام غرب تكساس الوسيط بنسبة 2.8% إلى 89.18 دولار للبرميل.
- ارتفعت أسعار عقود الذهب الآجلة بنسبة 2.1% إلى 1715.10 دولار للأونصة.