يستعدّ مديرو الأموال في بنوك أميركية بارزة مثل "سيتي غروب" و"مورغان ستانلي" لبلوغ معدل التضخم الذروة وسياسة نقدية أقل تشدداً من قِبل الاحتياطي الفيدرالي، مراهنين على صعود عملات الأسواق الناشئة.
خفّض محللون في "سيتي غروب" يوم الاثنين، من بينهم لويس كوستا، تصنيف الدولار من "الوزن الزائد" إلى "محايد" في المحفظة النموذجية للبنك.
تأتي الخطوة وسط حالة إقدام على المخاطر شهدت تجاهل سوق الأسهم والسندات سلسلة من الأنباء السيئة، منها تأكيد الصين سياستها لتحقيق "صفر كوفيد"، وكذلك الكبوة في النتائج المالية للشركات الأميركية.
كما أنها تأتي بعد توقعات محللي "مورغان ستانلي"، ومنهم جيمس لورد وفيليب دينتشيف، خلال الأسبوع الماضي، التي شهدت رفع تقييمهم لعملات الدول الناشئة أمام الدولار من "سلبي" إلى "محايد"، وقالوا إن الأسوأ قد انتهى لهذه العملات.
يتوقع محللو "سيتي غروب" عودة المستثمرين إلى عملات الأسواق الناشئة، خصوصاً تلك التي تحتلّ مراكز أقل وزناً في المحافظ، مشيرين إلى أنهم بنوا هذه النظرة بسبب هدوء سوق سندات الخزانة الأميركية والاقتراب من نهاية دورة رفع أسعار الفائدة من قِبل الاحتياطي الفيدرالي. وقالوا: "هذا هو السبب في إعادة موقفنا من زيادة وزن الدولار إلى الحياد في محفظتنا النموذجية. نحن الآن في وضع حيادي بخصوص العملة في محفظتنا النموذجية".
قال لورد وزملاؤه في "مورغان ستانلي" إنّ المستثمرين يمكنهم البدء في عدم الاعتماد على قوة الدولار لأن السياسة النقدية الأقل تشدداً "يجب أن تؤدي إلى أسواق أكثر استقراراً"، وفق ما كتبوا في مذكرة. أصبحت عملات الأسواق الناشئة الآن "تتماشى إلى حد ما مع توقعاتنا الحالية لنهاية العام".
إمكانية انتعاش العملات الناشئة
قال المحللون الاستراتيجيون: "إن المرحلة الناضجة نسبياً لدورة رفع الفائدة من قِبل الاحتياطي الفيدرالي، والتسعير العادل نسبياً لتوقعات أسعار الفائدة النهائية في الولايات المتحدة، يشيران إلى ضعف المخاطرة والعائد في الاستمرار في بناء مراكز طويلة بالدولار. لا يُحتمل حدوث ضعف إضافي في عملات الأسواق الناشئة عن المستويات الحالية".
تعكس مواقف كل من "سيتي غروب" و"مورغان ستانلي" تفاؤلاً متزايداً بأن نهاية حملة التشديد النقدي من قِبل الاحتياطي الفيدرالي قد اقتربت، وأن الأسواق الناشئة يمكن أن تنتعش من تقييماتها الرخيصة.
شكّلت قوة الدولار والانخفاض المتواصل لليوان الصيني والحرب في أوكرانيا مزيجاً سامّاً لأسواق العملات الناشئة هذا العام. تحسنت 4 فقط من أسعار صرف العملات في الاقتصادات الناشئة، التي ترصدها "بلومبرغ"، مقابل الدولار الأميركي حتى العام الجاري. وتراجع مقياس "إم إس سي آي" (MSCI) لعملات الأسواق الناشئة بنحو 8% هذا العام، مقترباً من الانخفاض العالمي القياسي عند 8.7% الذي سُجِّل خلال أزمة 2008.