تعافت الأسهم الصينية في غضون دقائق من الافتتاح متراجعة يوم الاثنين، إذ عوضت مكاسب أسهم التكنولوجيا والعقارات خيبة الأمل جراء تأكيد مسؤولي الصحة استمرار العمل باستراتيجية صفر كوفيد.
صعد مؤشر "هانغ سنغ تشاينا إنتربرايزس" بنسبة 2.4%، ليستكمل مكاسبه عقب تحقيق أفضل أداء أسبوعي منذ 2015. قفز مقياس منفصل لأسهم التكنولوجيا الصينية في بورصة هونغ كونغ 3.6%. تراجع سعر صرف اليوان الخارجي 0.5% مقابل الدولار الأميركي بعد صعوده 2% الجمعة الماضية.
كيف ساهمت شائعة غامضة في ربح الأسهم الصينية 450 مليار دولار؟
بينما سعى المسؤولون في لجنة الصحة الوطنية إلى القضاء على الشائعات الصاخبة خلال عطلة نهاية الأسبوع، أعطت التكهنات حول إعادة فتح الاقتصاد العذر فقط للمضاربين المنهكين الذين يحتاجون لشراء الأسهم بعد أشهر من تكبدهم خسائر. صعدت المقاييس الأوسع نطاقاً في بورصة هونغ كونغ حتى مع انخفاض الأسهم المرتبطة بإعادة فتح الاقتصاد، حيث اقتنص المستثمرون أسهم التكنولوجيا والعقارات التي هوت بأكبر قدر أثناء عمليات البيع المستمرة لهذا العام.
ثقة المستثمرين
يقول ديفيد تشاو، الخبير الاستراتيجي في الأسواق العالمية لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ باستثناء اليابان في "إنفسكو" (Invesco): "تعتبر مشاعر الثقة إزاء الأسهم الصينية متراجعة للغاية لدرجة أن أي محفز محتمل سيدفع الأسهم لصعود سريع، وتلاحق الأموال الحبيسة غير المستخدمة هذا الصعود، فإذا نظرت إلى الأسهم التي استفادت، فهي أسهم شركات التكنولوجيا الكبرى، وأنا غير متفاجئ".
صندوق تحوط يرجح أن أسهم الصين بلغت القاع ويدعو للشراء الآن
ارتفعت أسهم التكنولوجيا مرة أخرى عقب الصعود المذهل يوم الجمعة، عندما أشار تقرير نشر في بلومبرغ نيوز إلى إحراز تقدم في الجهود المبذولة لمنع شطب مئات الأسهم الصينية من بورصات الولايات المتحدة.
انخفضت القطاعات المرتبطة بإعادة فتح الاقتصاد، بما فيها شركات الطيران والسياحة، يوم الإثنين، لتقلّص قدراً من الارتفاع الذي سجلته خلال الأسبوع الماضي. هبطت أسهم شركتي "إير تشاينا". و"تشاينا ساوثرن إيرلاينز" بما يفوق 2% بالبر الرئيسي، بينما انخفضت أسهم شركة "تشاينا توريزم غروب ديوتي فري كورب" (China Tourism Group Duty Free corp) بنسبة 3.8%.
رغم ذلك، يقول المستثمرون إن تصريحات مسؤولي الصحة في الصين لم تكن كافية لإخماد الآمال بالكامل في إنهاء سياسة صفر كوفيد. بينما قالوا إن الصين ستلتزم "بثبات" بقيود كوفيد الحالية، فقد تعرضت القيود المبالغ فيها في بعض المدن للانتقاد، مما دفع مدينة تشنغتشو بالتعهد باتخاذ إجراءات محددة حيال كوفيد-19.
سوق مستقرة
قال شين مينغ، مدير ببنك الاستثمار " تشانسون أند كو" (Chanson & Co) في بكين: "رغم أن المؤتمر الصحفي أحبط بعض الآمال في إعادة فتح الاقتصاد بوتيرة أسرع، إلا أنه كانت توجد تعديلات على المستوى المحلي لتفادي قيود كوفيد المبالغ فيها، والتي يمكن للمستثمرين اعتبارها إيجابية على نحو طفيف، ولذلك، في حين قد تحدث بعض التقلبات، من المفترض أن تبقى السوق مستقرة بصورة عامة".
مرت الأسواق بتذبذب عنيف خلال الأيام الأخيرة، حيث مُحيت الخسائر التي أججها تشديد قبضة الرئيس شي جين بينغ على السلطة والدفاع عن نهج صفر كوفيد في مؤتمر الحزب الشيوعي جراء الصعود الأسبوع الماضي، عندما أدت التكهنات حول اتجاه الصين صوب إعادة فتح الاقتصاد لدفع كل شيء بداية من الأسهم وصولاً إلى النفط لارتفاع جنوني.
في البر الرئيسي الصيني، صعد مؤشر "سي إس آي 300" بنسبة 0.1% اعتباراً من الساعة 10:56 صباحاً يوم الاثنين عقب تراجعه 0.6%.
قال هاو هونغ، الشريك في شركة "غرو إنفستمنت غروب" (grow investment group)، على محطة تلفزيون بلومبرغ يوم الاثنين: "من المفترض أن يواصل الناس مراقبة التفاصيل عوضاً عن النظرة العمومية لأنها لن تختلف عما قيل في المؤتمر الـ20 للحزب".