صعدت الأسهم الصينية المدرجة في الولايات المتحدة الثلاثاء بعد تكهنات باستعداد بكين للتخلي عن سياسة "صفر كوفيد" رغم قول وزارة الخارجية إنها ليست على دراية بهذه الخطة.
أغلق مؤشر "ناسداك غولدن دراغون"، الذي يضم 65 شركة صينية، مرتفعاً 3.8% في بورصة نيويورك، عقب تحقيقه قفزة قدرها 7.6% في أثناء جلسة التداول. قادت الارتفاعات الأسهم المرتبطة بإعادة فتح الاقتصاد على غرار وكالة حجوزات السفر عبر الإنترنت "تريب.كوم غروب" ومشغلة الفنادق "إتش وورلد غروب" (H World Group)، إذ صعدتا 8.4% و11% على التوالي. زادت أسهم شركات الإنترنت العملاقة مثل "علي بابا غروب هولدينغ"، وشركة "جيه دي.كوم" بما يفوق 3% لكل منهما.
جاء التفاؤل بأن الصين قد تخفف من نهج عدم التسامح المطلق تجاه الوباء ليدعم في الوقت المناسب الأسهم الصينية المدرجة في الولايات المتحدة، والتي انخفضت إلى أدنى مستوياتها في 9 أعوام الأسبوع الماضي في ظل جهود الرئيس الصيني شي جين بينغ لإحكام قبضته على الحكومة. ويتوق المستثمرون لتحرير النشاط قليلاً لتحفيز النمو في الاقتصاد الصيني المتعثر جراء ضعف الاستهلاك وقطاع الإسكان المتدهور.
اقرأ أيضاً: تدفقات محدودة دفعت الأسهم للصعود قبل اجتماع الاحتياطي الفيدرالي
إنهاء رسمي منتظر
قال شريف فرحة، رئيس الاستثمارات في "إتش بي إنفستمنتس" (HB Investments)، في إشارة إلى تخلي المضاربين عن الموجة الأخيرة من الرهانات على الهبوط: "نجَم ارتفاع اليوم عن خليط من اتجاه الأشخاص للشراء وربما إغلاق بعض مراكز البيع على المكشوف، وسيعتمد استمرار الارتفاع من عدمه على إنهاء سياسة (صفر كوفيد) الصينية بصورة رسمية".
تعلق المضاربون بمواد إعلامية غير مؤكدة منشورة على وسائل التواصل الاجتماعي تشير إلى أن الصين بصدد تشكيل لجنة لتقييم سيناريوهات تخفيف استجاباتها التي لا هوادة فيها تجاه الوباء، والتي ينظر إليها منذ فترة طويلة على أنها خطر كبير يهدد أسهم البلاد، وقيل حسب المواد المنشورة إنّ اللجنة وضعت هدفاً لإعادة فتح الاقتصاد في مارس المقبل. رداً على ذلك، أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية، تشاو ليجيان، أنه "لا علم له" بأي لجنة كهذه.
هبوط مؤشر مديري المشتريات في الصين تحت وطأة سياسة "صفر كوفيد"
قال تشارلي ويلسون، مدير المحافظ في شركة " ثورنبرغ إنفستمنت مانجمنت" (Thornburg Investment Management): "أنا غير دَهِش من سماع شائعات تتعلق بنهج ذي طابع رسمي أكثر حول التخلي عن جزء من سياسات (صفر كوفيد)، فمن المستحيل إدارة اقتصاد بهذا الحجم في ظل الإغلاقات الدورية، فهو نهج لا يمكن أن يدوم".
أوصى ويلسون بزيادة المراكز بالأسهم الصينية في محفظة الأسواق الناشئة البالغة قيمتها 935 مليون دولار في نهاية سبتمبر الماضي. أشار إلى أنه يتوقع تصريحات أكثر عن إعادة فتح الاقتصاد مع تولي القيادات الجديدة للحكومة مهامّها على المستويين الإقليمي والمحلي.
تأثير عالمي للشائعات
دعمت تكهنات إعادة فتح الاقتصاد الأسهم بداية من نيويورك وجوهانسبرغ ووصولاً إلى لندن الثلاثاء. صعدت أسهم الشركات الأوروبية الفخمة على غرار "هيرميس إنترناشيونال" وشركة "ريتشمونت" (Richemont)، وكذلك شركة الاستثمار التكنولوجي "ناسبرز" (Naspers) ووحدتها التابعة "بروسس" (Prosus). على صعيد الولايات المتحدة، ارتفعت أيضاً أسهم شركات الملاهي وشركات تشغيل الرحلات البحرية، بما فيها شركات "ميلكو ريزورتز أند إنترتينمنت" و"لاس فيغاس ساندز" و"كرنفال".
رغم ذلك، لا يزال بعض المستثمرين يتّسمون بالحذر، خصوصاً مع الأخذ في الاعتبار أن ثاني أكبر اقتصاد على مستوى العالم قد جدد سابقاً التزامه قيود مكافحة وباء "كوفيد-19" الصارمة.
"مورغان ستانلي" يخفض توقعات الأسهم الصينية بعد مؤتمر الحزب
عملياً، سرّعت البلاد عمليات الإغلاق عقب اختتام مؤتمر الحزب جراء تزايد حالات الإصابة بكوفيد، رغم أن مدينة تشنغتشو الواقعة وسط البلاد -وهي موطن أكبر مصنع "أيفون" حول العالم- شرعت في تخفيف جزء من التدابير الصارمة الثلاثاء، حسبما جاء في بيان حكومة محلية.
توخي الحذر
قال آدم مونتانارو، مدير الاستثمار في أسهم الأسواق الناشئة العالمية في "أبردن" (Abrdn): "يتعين على الأشخاص توخي الحذر حيال الاستثمار بناء على تكهنات، خصوصاً لأن كثيراً من التكهنات الإيجابية خلال الأشهُر الماضية المتعلقة بقطاع الإنترنت في الصين ثبت أنها عارية من الصحة".
اختتم بقوله: "رغم ذلك فإن الاستجابة القوية لأسعار الأسهم تبيّن أن شركات صينية عديدة لديها مجال كبير للصعود في حالة تحوّل شائعات إنهاء سياسة (صفر كوفيد) إلى حقيقة واقعة".