انتعشت فرص العمل في الولايات المتحدة بشكل غير متوقع في سبتمبر مع تراجع البطالة، ما أدى على الأرجح إلى زيادة مكاسب الأجور، وزيادة الضغط على مجلس الاحتياطي الفيدرالي لتمديد حملته القوية للحد من التضخم.
أظهر مسح الوظائف الشاغرة ودوران العمالة الذي أعلنته وزارة العمل، اليوم الثلاثاء، أن عدد الوظائف المتاحة ارتفع إلى 10.7 مليون في سبتمبر من 10.3 مليون في الشهر السابق له. كان متوسط التقديرات في استطلاع أجرته "بلومبرغ" للاقتصاديين يشير إلى الانخفاض لنحو 9.8 مليون.
يسلط الارتفاع المفاجئ في الوظائف الشاغرة الضوء على الطلب المستمر على العمالة، رغم الرياح الاقتصادية المعاكسة المتزايدة. ولا يزال الاختلال المستمر بين العرض والطلب على العمالة يدعم النمو القوي للأجور، ما يزيد من ضغوط الأسعار الواسعة النطاق، ويعزز التوقعات برفع كبير آخر في أسعار الفائدة غداً الأربعاء.
أدت الزيادة الأخيرة في الوظائف إلى محو الكثير من التراجع في أغسطس، والذي أشار، في ذلك الوقت، إلى اعتدال ملحوظ في الطلب على العمالة.
اقرأ أيضاً: عودة عروض التوظيف لسوق العمل الأميركية رغم تركيز "الفيدرالي" على خفض الطلب
قال نيك بنكر، رئيس الأبحاث الاقتصادية في "إندبينداي هايرينج لاب" (Independy Hiring Lab)، في مذكرة: "بعد صدمة تقرير الشهر الماضي، عادت بيانات الوظائف لشهر سبتمبر إلى القصة المألوفة وهي: الطلب على العمال لا يزال قوياً". وأضاف: "بكل المقاييس الرئيسية في هذا التقرير، فإن سوق العمل مرنة".
بعد إصدار التقرير، انخفض مؤشر "ستاندرد آند بورز 500"، وارتفع العائد على سندات الخزانة لأجل عامين.
وكانت أكبر الزيادات في الوظائف الشاغرة في خدمات الإقامة والخدمات الغذائية والرعاية الصحية والنقل والتخزين والمرافق.
[object Promise]ارتفعت نسبة فرص العمل إلى العاطلين في سبتمبر. ويوجد الآن نحو 1.9 وظيفة متاحة لكل عاطل عن العمل، مقارنة بـ1.7 في أغسطس.
اقرأ أيضاً: تقرير الوظائف المحبط ليس مبرراً لإنفاق المزيد من المال
ويراقب مسؤولو الاحتياطي الفيدرالي هذه النسبة عن كثب، وأشاروا إلى العدد المرتفع من فرص العمل كسبب وراء قدرة البنك المركزي على تهدئة سوق العمل -وبالتالي التضخم- دون حدوث زيادة في البطالة.
استقال نحو 4.1 مليون أميركي من وظائفهم في سبتمبر، وهو انخفاض طفيف عن الشهر السابق، كما بلغ معدل ترك الوظائف الطوعية كحصة من إجمالي العمالة 2.7%.
انخفضت التعيينات إلى نحو 6.1 مليون من 6.3 مليون في الشهر السابق، ما يشير إلى أن الشركات تواجه مشكلة في شغل المناصب المفتوحة. في غضون ذلك، تراجعت عمليات تسريح العمال.
تسبق البيانات تقرير الوظائف الشهري الصادر يوم الجمعة، والذي من المتوقع حالياً أن يظهر أن أرباب العمل الأميركيين أضافوا 190 ألف عامل إلى جداول الرواتب في أكتوبر. ويتوقع الاقتصاديون أن يرتفع معدل البطالة إلى 3.6%، وأن يسجل متوسط الدخل في الساعة تقدماً قوياً آخر.