انخفضت أسعار النحاس بعد أن أشار تراجع بيانات المصانع والخدمات في الصين إلى هبوط الطلب في ثاني أكبر اقتصاد بالعالم، في حين أن انتعاش الدولار جعل أسعار السلع الأساسية المقومة بالعملة الأميركية أكثر تكلفة.
أُغلقت التداولات على المعدن، يوم الجمعة، على انخفاض أسبوعي وسط مخاوف أوسع نطاقاً بشأن الآفاق الاقتصادية للصين، بعد أن عيَّن الرئيس شي جين بينغ في مجموعته الحاكمة عدداً من الموالين له في نهاية مؤتمر الحزب في بكين.
أظهرت بيانات اليوم الاثنين أن مؤشر مديري المشتريات الصناعي في البلاد والمؤشر غير الصناعي انخفضا إلى قراءات تشير إلى انكماش آخر محتمل، ما يؤكد على أن قيود كورونا والركود المستمر في سوق العقارات يواصلان الضغط على أكبر اقتصاد مستهلك للمعادن في العالم.
من جهته قال جي شيانفي، المحلل في شركة "جوتاي جونان إنترناشيونال" (Guotai Junan International)، عبر الهاتف من شنغهاي إن: "المخاوف الكلية تتصاعد"، مُشيراً إلى أن التجار يراقبون أيضاً التدفقات الخارجية عن كثب لمعرفة ما إذا كان بإمكان السوق استيعاب العرض.
تم طلب أكثر من نصف النحاس المتوافر في المستودعات في بورصة لندن للمعادن - ومعظمها من أصل روسي - للتسليم، ويتجه معظمها إلى المشترين الصينيين، وفقاً لأشخاص مطلعين على الأمر.
تراجع الطلب الصيني على السلع الأساسية يربك منتجي العالم
على الصعيد العالمي، ارتفعت قيمة الدولار مع استعداد المتداولين لاتخاذ بنك الاحتياطي الفيدرالي قراراً سياسياً هذا الأسبوع، حيث يتوقع الاقتصاديون الذين استطلعت "بلومبرغ" آراءهم أن يرفع مسؤولو البنك المركزي أسعار الفائدة بمقدار 75 نقطة أساس للاجتماع الرابع على التوالي، ما يضع الأساس لأسعار الفائدة التي تصل إلى 5% بحلول مارس 2023 وربما تؤدي إلى ركود أميركي وعالمي حاد.
في هذا الإطار، تراجع سعر النحاس بنسبة 0.3% إلى 7,524.50 دولار للطن في بورصة لندن للمعادن اعتباراً من الساعة 11:30 صباحاً في شنغهاي، بعد انخفاضه بنسبة 1% الأسبوع الماضي. وتباينت أسعار المعادن الأساسية الأخرى، حيث ارتفع سعر الألمنيوم بنسبة 0.1% بينما ارتفع الرصاص بنسبة 0.7%، موسعاً ارتفاعه بنسبة 6.5% يوم الجمعة بعد أن حفزت أنباء إضافته إلى مؤشر رئيسي للسلع الأساسية طلب المستثمرين عليه.