توقَّعت "أمازون" تباطؤ المبيعات في الربع الأخير من العام الذي يشهد موسم العطلات، حيث تعاني شركة التجارة الإلكترونية العملاقة جراء تباطؤ النمو، وخفض إنفاق المستهلكين لإنفاقهم، في ظل حالة عدم اليقين الاقتصادي السائدة.
هوت أسهم "أمازون" في تعاملات ما بعد إغلاق "وول ستريت" بنسبة 20% تقريباً. وقالت الشركة التي تتخذ من مدينة سياتل بولاية واشنطن مقراً لها إنَّ إيراداتها ستتراوح بين 140 مليار دولار و148 مليار دولار في الأشهر الثلاثة الأخيرة من العام الجاري، أي أقل بكثير من متوسط تقديرات المحللين الذي يبلغ 156 مليار دولار.
أعلنت الشركة في بيان يوم الخميس أنَّ إيراداتها خلال الربع الثالث من العام، زادت بنسبة 15% إلى 127.1 مليار دولار. وكان المحللون قد توقَّعوا أن تصل مبيعات الشركة إلى 127.6 مليار دولار. وقد بلغت ربحية السهم خلال الفترة المنتهية في 30 سبتمبر 28 سنتاً أميركياً مقارنة مع 31 سنتاً للسهم في الفترة ذاتها من العام الماضي، وذلك بعد التعديل بموجب تقسيم السهم إلى 20 سهماً، والذي بدأ سريانه في يونيو.
قال الرئيس التنفيذي لـ"أمازون"، آندي جاسي، في البيان: "من الواضح أنَّ هناك الكثير مما يحدث في بيئة الاقتصاد الكلي، وسنوازن استثماراتنا لتكون أكثر انسيابية، دون المساومة على رهاناتنا الاستراتيجية الرئيسية طويلة الأمد". وأضاف: "ما لن يتغير؛ هو تركيزنا الاستثنائي على تجربة العملاء، ونحن نشعر بالثقة بأنَّنا مستعدون لتقديم تجربة رائعة للعملاء في موسم التسوق والعطلات هذا".
موسم صعب
يستعد بعض البائعين المستقلين على موقع "أمازون" الإلكتروني، والذين يمثلون غالبية وحدات البيع، لموسم عطلات صعب. وفي هذا السياق، توقَّعت شركة "أدوبي" (Adobe Inc) أن ترتفع مبيعات التجارة الإلكترونية الأميركية في نوفمبر وديسمبر بنسبة 2.5% فقط مقارنة مع العام السابق.
أمضت أكبر شركة للبيع بالتجزئة عبر الإنترنت في العالم هذا العام في التكيف مع التباطؤ الحاد في نمو التجارة الإلكترونية، مع عودة المتسوقين إلى عادات ما قبل الوباء. واستجابة لهذا الوضع؛ تعمل "أمازون" على خفض التكاليف، وتأخير فتح المستودعات، وتجميد التوظيف في مجموعة البيع بالتجزئة، فضلاً عن إغلاق المشاريع التجريبية.
على الرغم من تعهد جاسي بخفض التكاليف؛ قالت "أمازون" إنَّ نفقات التشغيل قفزت بنسبة 18% تقريباً لتصل إلى 125 مليار دولار. وقد كان هذا، هو الربع الخامس على التوالي الذي زادت فيه نفقات الشركة بشكل أسرع من نمو الإيرادات، مع الإشارة إلى أنَّ عدد العاملين بدوام كامل وجزئي لدى الشركة زاد بنسبة 5% إلى أكثر من 1.54 مليون موظف.
أما نفقات التكنولوجيا والمحتوى، والتي تمثل تقريباً إنفاق الشركة على البحث والتطوير إضافة إلى قسم الحوسبة السحابية "أمازون ويب سيرفيسز" (Amazon Web Services)؛ فقد زادت بنسبة 35%، مسجلة أكبر قفزة لها منذ عام 2018. ويعكس ذلك جزئياً مدفوعات الأسهم الأكبر التي تقدمها "أمازون" لاستقطاب الموظفين والمحافظة عليهم في سوق تشهد تنافساً كبيراً على المتخصصين في مجال التكنولوجيا.
العودة إلى الربحية
مع ذلك؛ عادت "أمازون" إلى الربحية بعد ربعين من تسجيل خسائر، إذ حققت دخلاً صافياً بلغ 2.9 مليار دولار. وكانت الخسائر السابقة قد عكست انخفاض قيمة الحصة التي تملكها الشركة في "ريفيان أوتوموتيف"، والبالغة 17% تقريباً، إذ انخفضت أسهم شركة صناعة السيارات الكهربائية بشكل حاد بعد طرح عام أولي في نوفمبر 2021 قبل أن تستقر في الأشهر الأخيرة.
زادت المبيعات عبر "أمازون ويب سيرفيسز" بنسبة 27% لتصل إلى 20.5 مليار دولار، فيما توقَّع المحللون في المتوسط أن تبلغ 21 مليار دولار، وفقاً للبيانات التي جمعتها "بلومبرغ". أما عائدات المتاجر عبر الإنترنت؛ فقد ارتفعت بنسبة 7.1% إلى 53.5 مليار دولار.
في تعاملات ما بعد إغلاق السوق في نيويورك الخميس، هوى سهم الشركة إلى مستوى منخفض بلغ 87.59 دولار بعد أن أغلق عند 110.96 دولار. وبذلك يكون السهم منخفضاً بنسبة 33% هذا العام.