تعتزم ألمانيا السماح للبالغين بشراء وحيازة كمية لا تتجاوز 30 غراماً (ما يزيد قليلاً عن أونصة واحدة) من القنَّب للاستخدام الشخصي، ليفي بذلك الائتلاف الحاكم بوعوده بتقنينه.
وافقت الحكومة الألمانية برئاسة المستشار أولاف شولتس يوم الأربعاء على اقتراح يسمح بزراعة وتوزيع القنَّب الخاضع للرقابة، حيث يهدف أكبر اقتصاد في أوروبا إلى السيطرة على السوق السوداء لهذا المخدر.
هذه الخطوة تعد دفعة لصناعة القنَّب الناشئة في ألمانيا، حيث وضعت شركات، مثل "سينبيوتيك" (SynBiotic SE) و"كانتوراج" (Cantourage) خطط نمو طموحة. هذا التشريع سيعزز أيضاً المالية العامة، حيث تخطط الحكومة لفرض ضريبة خاصة على القنب.
جدير بالذكر أن تقنين القنّب ليس متاحاً للجميع، حيث ستقتصر المبيعات على المتاجر الخاصة. كذلك، يخطط الائتلاف الحاكم لوضع حد لكمية "رباعي هيدرو كانابينول" (THC)، وهي مادة كيميائية تجعل المرء منتشياً، المتاحة لمن تبلغ أعمارهم 21 عاماً أو أقل. ومع ذلك، فإن القيود المفروضة على الكمية التي يمكن شراؤها أعلى من المقترحات السابقة.
من جانبه، قال لارس مولر، الرئيس التنفيذي لشركة "سينبيوتيك"، إن خطة الحكومة "مثل الفوز باليانصيب". و"عندما يحين الوقت، سنكون قادرين على تقديم نماذج شبيهة بحق الامتياز لتجار القنّب بالتجزئة، بجانب فتح متاجرنا الخاصة".
ارتفعت أسهم شركة "سينبيوتيك" بنسبة تصل إلى 19%، لتقلص بذلك الانخفاض المسجل في السهم هذا العام إلى 46%.
قبل أن يدخل الإجراء حيز التنفيذ، تحتاج المفوضية الأوروبية إلى مراجعة المقترح، لكن العملية قد تتعطل بسبب أزمات مثل حرب أوكرانيا وأزمة الطاقة، بحسب وزير الصحة الألماني كارل لاوترباخ، الذي توقع دخول التشريع حيز التنفيذ في الربع الأول من العام المقبل.
وقال لاوترباخ في مؤتمر صحفي ببرلين: "إنه أمر مهم، لكن هناك مشاكل أخرى عدة تشغل الناس حالياً، فهو ليس مشروعاً نضغط فيه، وليس مشروعاً معيشياً أيضاً".
يقول فيليب شيتر، الرئيس التنفيذي لشركة "كانتوراغ" (Cantourage)، إن ألمانيا ربما تحتاج إلى استيراد الماريغوانا من دول أخرى حتى تتمكن من تلبية الطلب المتوقع.
وأضاف في حوار مع وكالة "بلومبرغ": "لا نعتقد أن الإنتاج المحلي البحت للقنب سيكون كافياً لتلبية الطلب الحالي والمستقبلي".