وفرة إمدادات الغاز الطبيعي في أوروبا على المدى القريب تؤدي إلى توفير مزيد من شحنات الوقود لآسيا هذا الشتاء.
في هذا الإطار، تسعى الشركات الموردة للغاز الطبيعي المسال إلى إعادة توجيه شحناتها إلى آسيا بدءاً من نوفمبر بسبب أفضلية الأسعار، وفقاً لتجار على دراية بالأمر. وقفزت الأسعار الفورية للغاز الطبيعي المسال في آسيا فوق المؤشر المعياري الأوروبي للأسعار لأول مرة منذ يونيو في وقت سابق من هذا الأسبوع.
يمثل هذا الأمر تحولاً في المشهد، فعلى مدى معظم العام؛ كانت أوروبا تراكم بشكلٍ محموم كميات من الغاز الطبيعي المسال بهدف تعويض النقص الحاد في شحنات الغاز عبر خطوط الأنابيب الروسية، مخلفة وراءها كميات أقل من الوقود لكبرى الدول المستوردة في آسيا، مثل اليابان وكوريا الجنوبية، واعتمدت في ذلك على رفع أسعار الغاز في أوروبا بهدف جذب مزيد من الشحنات إلى القارة.
أما اليوم؛ فقد امتلأت مرافق ومنشآت أوروبا بالغاز تقريباً قبل فصل الشتاء نتيجة المزايدة الناجحة على الإمدادات مع الطقس الدافئ غير المسبوق الذي تشهده أوروبا. وقد توفرت كميات كبيرة من الغاز الطبيعي المسال في أوروبا، لكن لا يوجد ما يكفي من القدرة الاستيعابية لموانئ الاستيراد، مما يشكّل ضغطاً على الأسعار الفورية في المنطقة، ويدفع التجار إلى التطلع لإعادة توجيه شحناتهم إلى آسيا.
النفط الروسي يتسرب ببطء إلى خارج أوروبا مع اقتراب تطبيق العقوبات
نقص الإمدادات
من المرجح أن تساعد إمدادات الغاز الطبيعي المسال الإضافية إلى آسيا في تهدئة المخاوف من نقص الإمدادات في الشتاء، خاصة وسط توقُّعات بانخفاض درجات الحرارة في اليابان. كما طلبت الحكومة الصينية من المستوردين التابعين للدولة في البلاد التوقف عن إعادة بيع وقود الغاز الطبيعي المسال استعداداً لفصل الشتاء.
ما تزال أسعار الغاز الطبيعي المسال مرتفعة للغاية بالنسبة لبعض الدول النامية في آسيا، مثل باكستان وبنغلاديش، إذ كافحت الدولتان لشراء الوقود منذ أن قلب الغزو الروسي لأوكرانيا الأسواق رأساً على عقب.
من المؤكد أن يتحول مسار شحنات الغاز الطبيعي المسال مرة أخرى إلى أوروبا في حال شهدت المنطقة موجة برد مفاجئة. ومن شأن الطقس قارس البرودة أن يؤدي بسرعة إلى نفاد المخزونات في أوروبا، مما يُعزز مرة أخرى المنافسة مع آسيا على شحنات الغاز الطبيعي المسال الاحتياطية.