انخفضت أسعار الغاز الطبيعي في غرب تكساس إلى ما دون الصفر لأول مرة منذ 2020 في ظل تجاوز الإنتاج المزدهر قدرة شبكات خطوط الأنابيب، الأمر الذي أدى إلى تراكم الإمدادات في المنطقة.
قال متعاملون في السوق إن سعر الغاز للتسليم في اليوم التالي في مركز "واحة" بحوض بيرميان غزير الإنتاج انخفض إلى نحو سالب دولارين لكل مليون وحدة حرارية بريطانية يوم الثلاثاء، وهذا يقارن بنحو 5 دولارات قبل أسبوع.
يعني هذا أن منتجي الطاقة يدفعون لجهة ما للحصول على الغاز منهم، وهو أمر لم يحدث منذ عامين. عادةً ما تؤدي الصيانة الموسمية لخطوط الأنابيب إلى تفاقم القيود الحالية على شبكة قنوات الغاز في المنطقة حيث يحد الطقس المعتدل من الاستهلاك.
أسعار غاز تكساس تتراجع نحو الصفر وسط تراكم الإنتاج بخطوط الأنابيب
سجل إنتاج الغاز الأميركي مستوى قياسياً مرتفعاً هذا العام؛ حيث أدت اضطرابات الإمدادات العالمية إلى دعم أسعار وقود محطات التدفئة والطاقة وتعزيز الطلب على الصادرات الأميركية. كانت تكساس هي المحرك الكامن خلف الكثير من المكاسب، فقد تمتعت منذ فترة طويلة ببعض من أدنى أسعار الطاقة في البلاد بفضل احتياطياتها الهائلة من النفط والغاز الطبيعي، حيث استخدم الساسة هناك طفرة النفط الصخري للتفاخر بانخفاض ضرائب الدولة ومعدلات البطالة وتكاليف الوقود.
مخزونات أوروبا
حتى أوروبا، المتعطشة للواردات الروسية التي طالما احتاجتها، استعادت مخزوناتها، لكن خطر حدوث أزمة غاز في الشتاء ما زال قائماً بالنسبة للدول الواقعة على جانبي المحيط الأطلسي. حذرت الجهات التنظيمية الأميركية من المعاناة من نقص الغاز في الشمال الشرقي، وهي منطقة تعتمد على الغاز القادم من الخارج للنجاة خلال شهور العام الباردة.
اقرأ أيضاً: الاتحاد الأوروبي بحاجة لشراء الغاز الأمريكي للتخلص من الروسي
تحد الجهات التنظيمية في الولايات المتحدة من كمية الغاز التي يمكن لمنتجي الغاز حرقها في عملية تعرف باسم الاحتراق، والتي تطلق ثاني أكسيد الكربون. هذا يسهم في تخمة الإمدادات في حوض بيرميان، بحسب بول فيليبس، كبير الاستراتيجيين في شركة إدارة المخاطر "أبليفت إنرجي إستراتيجي" (Uplift Energy Strategy) في دنفر.
قال فيليبس إن "الحملة التي شنّها المنظمون ضد حرق الغاز، وكذلك التي فرضتها بعض الشركات على نفسها، أجبرت السوق الفورية على التحول إلى المنطقة السلبية، حيث يبذل البائعون قصارى جهدهم في البحث عن منافذ لغازهم".
توقعات بنمو إنتاج حقل "برميان" الأمريكي لأعلى مستوى منذ سنوات
من جهته توقع جيسون فيرغسون، المحلل في شركة التحليل "أر بي إن إنرجي" (RBN Energy)، أن تظل أسعار الغاز في حوض بيرميان ربما تحت ضغط حتى نهاية الأسبوع لحين اكتمال أعمال صيانة خط الأنابيب.
في الوقت نفسه، ارتفعت العقود الآجلة للغاز الأميركي تسليم الشهر المقبل يوم الثلاثاء وسط تكهنات بأن عمليات البيع الأخيرة بلغت منتهاها. ارتفع الغاز لشهر نوفمبر بنسبة 3.8% إلى 5.395 دولار لكل مليون وحدة حرارية بريطانية في الساعة 10:44 صباحاً في نيويورك.