يخطط بنك " يو بي إس غروب أيه جي " لزيادة برنامج إعادة شراء أسهمه لتصل إلى 4 مليارات فرنك سويسري (4.5 مليار دولار) على مدى السنوات الثلاث المقبلة، مستهدفاً تعزيز عوائد المساهمين، بعد أن أدَّى انتعاش الدَّخل من إدارة أصول العملاء، والخدمات المصرفية الاستثمارية إلى إنعاش مكاسب أكبر مدير للثروات في العالم.
وبتلك القيمة، يضاعف البنك حجم برنامج إعادة الشراء السابق. إذ قال، إنَّه يتوقَّع إعادة شراء ما يصل إلى 1.1 مليار دولار من الأسهم في الربع الأول من العام الجاري، وفقاً لبيان صدر يوم الثلاثاء.
وحقَّق البنك الذي يقع مقرّه في زيورخ، أداءً قوياً في 2020، فقد حقَّق صافي دخل للربع الأخير بلغ 1.7 مليار دولار ، متفوِّقاً على تقديرات المحللين، وتوقُّعات أهدافه لعام 2020.
تعطي النتائج دفعة للرئيس التنفيذي " رالف هامرز "، إذ طغى تحقيق هولندي حول دوره في فضيحة غسيل الأموال في الشركة التي كان يعمل لها في السابق " أي إن جي غرريوب إن في " ( ING Groep NV ) على بداية رئاسته لأكبر بنك في سويسرا قبل ثلاثة أشهر.
وفي حين دعم رئيس مجلس الإدارة " أكسل ويبر " الرئيس التنفيذي الجديد، يواجه المقرض عاماً مليئاً بالتحديات، إذ من المتوقَّع أن يستمر التحقيق حتى عام 2022، ومن المنتظر أن يتنحى " ويبر" عن منصبه.
العائدات المرتفعة من إدارة الأصول
إنَّ التركيز على العملاء الأثرياء - الذين استفادوا من ارتفاع أسواق الأسهم - والإقراض المحافظ نسبياً سمح لـِ بنك " يو بي إس " بالإبحار بسلاسة نسبياً عبر أزمة وباء كورونا. إذ أضاف البنك السويسري 66 مليون دولار فقط في هذا الربع لمخصصات تغطية تكلفة القروض المتعثِّرة، مقارنة بتقديرات المحلِّلين البالغة 159.5 مليون دولار. وساعد الدَّخل المرتفع من الرسوم الدورية على تحقيق مكاسب بنسبة 22% في الخدمات المصرفية الخاصة، في حين ارتفع صافي الأموال الجديدة إلى أكثر من 21 مليار دولار.
وقال البنك في بيان له : "نتوقَّع أن تتأثر الإيرادات في الربع الأول من العام بشكل إيجابي بالعوامل الموسمية، مثل زيادة نشاط العملاء مقارنة بالربع الأخير من عام 2020"، في حين حذَّر البنك من أنَّ التوقُّعات لا تزال غير مؤكَّدة بسبب الجائحة . . وأضاف: "ينبغي أن يكون لارتفاع أسعار الأصول تأثير إيجابي على الدَّخل الدوري من الرسوم في أنشطة الأصول المدخرة لدينا".
أشار " يو بي إس " سابقاً إلى أنَّه يعتزم زيادة عمليات إعادة الشراء، مع تقليل توزيعات الأرباح التي كانت أعلى من العديد من منافسيه. وبلغ إجمالي عائدات المساهمين لعام 2020 حوالي 3.7 مليار دولار ، بما في ذلك 2 مليار دولار مخصصة لعمليات إعادة الشراء بالمقارنة بـ 3.4 مليار دولار لعام 2019.
يقف أكبر بنك في سويسرا على النقيض من منافسيه الأوروبيين الذين تمَّ تكبيل أيديهم من قبل البنك المركزي الأوروبي بشأن سياسات عائد رأس المال الصارمة، في حين لا تزال اقتصادات القارة تواجه التداعيات الاقتصادية الكاملة للجائحة.
يجري " هامرز "حالياً مراجعة لجميع أعمال البنك، ويتوقَّع تقديم أحدث التطورات للمبادرات والخطط الاستراتيجية في الربع الثاني من العام الجاري . وقال بعض المحللين، إنَّ أهداف مصرف " يو بي إس " في عهد الرئيس التنفيذي السابق
" سيرجيو إرموتي " لم تكن طموحة بما فيه الكفاية.
الأداء مقارنة بالبنوك الأمريكية
تجعل الأصول الائتمانية المتعثِّرة على نحو محدود بنك " يو بي إس " أقرب إلى أكبر البنوك الأمريكية مقارنة بالعديد من نظرائه الأوروبيين.
كما وضعت مؤسسات "وول ستريت" التي كانت قد قدَّمت تسهيلات ائتمانية بشكل أكثر قوة في بداية الجائحة ، 1.56 مليار دولار من المخصصات (لتغطية القروض المتعثِّرة المحتملة) في الربع الأخير من 2020. ومع ذلك ، حذَّر " جيمي ديمون"، الرئيس التنفيذي لشركة " جيه بي مورغان تشيس آند كو"، قائلاً: " إنَّنا لا نعدّه ربحاً، إنَّه حبر على ورق".
تعدُّ نتائج "يو إس بي" أيضاً أوَّل مؤشر على أداء البنوك الاستثمارية الأوروبية في الأشهر الأخيرة من العام الماضي، إذ شهد البنك السويسري قفزة في الأرباح في الوحدة (وحدة ادارة الثروات) بعد ارتفاع بنسبة 21 % في دخل التداول. وشهدت أكبر خمسة بنوك استثمارية في الولايات المتحدة مجتمعة تحقيق أرباح قياسية بلغت 30 مليار دولار في هذا الربع الأخير، في حين ارتفعت أنشطة الأسهم بنسبة 35 %. وشهد بنك " يو بي إس " قفزة بنسبة 28 % في إيرادات الأسهم ، في حين ارتفع الدَّخل الثابت بنسبة 5 %.
يمتلك " يو بي إس " مكتب تداول صغير نسبياً بعد التحوُّل من الخدمات المصرفية الاستثمارية إلى إدارة الثروات في أعقاب الأزمة المالية. واستعان " ويبر " الذي أشرف على تلك الاستراتيجية، بـ "هامرز" العام الماضي لإضافة أفكار جديدة، وزخم جديد، فقد اكتسب منافسون مثل "كريدي سويس غروب أيه جي " مكانة قريبة من أكبر مدير للثروة في العالم.
مؤشرات الأداء المالي لبنك "يو بي إس" في الربع الأخير من 2020:
• صافي الدَّخل 1.7 مليار دولار مقابل تقديرات 1.01 مليار دولار
• بلغ ربح إدارة الثروات قبل خصم الضرائب 936 مليون دولار مقابل تقديرات 903.8 مليون دولار
• بلغ ربح البنك الاستثماري قبل خصم الضرائب 529 مليون دولار مقابل تقديرات 232.2 مليون دولار
