هبط اليوان الصيني إلى أقل مستوى في 14 عاماً في ظل استمرار ارتفاع الدولار على خلفية التعليقات المتشددة من أحد أعضاء مجلس الاحتياطي الفيدرالي، كما أدت عمليات الإغلاقات المرتبطة بفيروس كوفيد-19 في أجزاء من شيان إلى تكثيف المخاوف المتعلقة بالنمو.
تراجعت عملة الصين إلى 7.2525 مقابل الدولار، مسجلة أدنى مستوى منذ يناير 2008. وذلك بعد ارتفاع العملة الأميركية بعد تعليق رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في فيلادلفيا باتريك هاركر بأنَّ البنك المركزي من المرجح أن يرفع أسعار الفائدة إلى "أعلى بكثير" من 4% هذا العام مع إبقائها عند مستويات تقييدية لمكافحة التضخم.
هبوط اليوان إلى أدنى مستوياته منذ 2008 يغذي التكهنات بتباطؤ التيسير النقدي
كما زادت الضغوط على اليوان مع تمسك الصين بسياسة "صفر كوفيد" التي تؤثر على النمو. تم إغلاق أجزاء من مدينة شيان المركزية لمدة أسبوع على الأقل، وكانت المراكز الرئيسية الأخرى تفرض قيوداً مرتبطة بالفيروس. فيما وفر احتمال خفض متطلبات الحجر الصحي للمسافرين الوافدين فترة راحة قصيرة لليوان يوم الخميس.
هبوط مرتقب
أجرى البنك المركزي عمليات تحديد لليوان بشكل أقوى من المتوقَّع للجلسة السابعة والثلاثين على التوالي اليوم الجمعة لدعم العملة أثناء مؤتمر الحزب الشيوعي الذي يعقد مرتين كل عقد. ومع ذلك؛ يتوقَّع التجار أن يخفف بنك الشعب الصيني قبضته على اليوان بمجرد انتهاء المؤتمر، وفقاً لمسح "بلومبرغ".
توقَّع حوالي 90% من ثلاثين متداولاً باليوان الذين شاركوا في استطلاع "بلومبرغ" هذا الأسبوع أن يقوم بنك الشعب الصيني بتخفيف عمليات التحديد ضيقة النطاق بعد اختتام القمة يوم السبت. ورجح نصفهم أن يصل اليوان إلى 7.4 أو حتى 7.5 لكل دولار خلال العام، وتوقَّع 10% فقط أن يظل بالقرب من المستوى الحالي البالغ نحو 7.25.
قال ألفين تان، رئيس استراتيجية العملات الآسيوية في "آر بي سي كابيتال ماركتس": "أعتقد أنَّ الصين ستسمح باستئناف اتجاه الانخفاض، وسيرتفع التحديد مرة أخرى بعد وقت قصير من مؤتمر الحزب"، مرجحاً استمرار الضغوط الصعودية على الدولار مقابل اليوان بينما تتصاعد أسعار الفائدة الأميركية في وقت تتدهور فيه تكاليف التمويل باليوان.
الدولار القوي يهدد بكسر قبضة الصين المشددة على اليوان
وبجانب جهود التحديد الأقوى من المتوقَّعة، فرض بنك الشعب الصيني أيضاً متطلبات احتياطي المخاطر بنسبة 20% على مبيعات البنوك من العقود الآجلة، وخفّض متطلبات احتياطي العملات الأجنبية للبنوك لوقف خسائر اليوان.
على الرغم من ذلك؛ انخفض اليوان مقابل 22 من 24 عملة تداول في سلة نظام تجارة الصرف الأجنبي الصيني خلال الأيام الخمسة الماضية. كما أنَّ اليوان في الداخل مرشح لأسوأ انخفاض سنوي منذ عام 1994.
قالت بيكيان ليو، كبير الاقتصاديين الصينيين في "نات وست غروب" (NatWest Group): "نعتقد أنَّ بنك الشعب الصيني يحافظ على استقرار سوق العملات الأجنبية الآن حيث يستمر مؤتمر الحزب، ولكن بعد هذا، لا يظهر البنك نية قوية للدفاع عن أي مستويات محددة لزوج الدولار مقابل اليوان".
ويُتوقَّع تراجع "فارق التحديد" أو الفجوة بين سعر التحديد والتوقُّعات بمجرد انتهاء المؤتمر، على الرغم من أنَّ الأمر على المدى الطويل "يعتمد إلى حد كبير على زخم الدولار عندما يخفف بنك الشعب الصيني تدريجياً من درجة التحديد".
مخاوف النمو
ينتظر التجار صدور المؤشرات الاقتصادية الصينية، بما في ذلك الناتج المحلي الإجمالي، مع اقتراب مؤتمر الحزب من نهايته. وكان من المقرر في الأصل نشر بيانات الناتج المحلي الإجمالي يوم الثلاثاء، ولكن تم تأجيلها دون سبب أو إعطاء تاريخ نشر جديد، وهي حالة غير مسبوقة زادت من مخاوف المستثمرين.
قال كاري لي، محلل الأسواق العالمية في بنك "دي بي إس" (DBS) في هونغ كونغ، إنَّ حالة عدم اليقين الاقتصادي في الصين واحتمال توسيع فروق العائدات بين واشنطن وبكين تعني أنَّ اليوان من المرجح أن يظل ضعيفاً في الأسبوع المقبل، خاصة إذا احتفظ الدولار بقوته الواسعة.