تعاود شركة "نتفلكس" (Netflix) النمو مرة أخرى، إذ يمكن لهوليوود أن تتنفس الصعداء.
أضافت الشركة المتزعمة لخدمات البث 2.41 مليون عميل في الربع الثالث، متجاوزة التوقعات الداخلية وكذلك التوقعات في "وول ستريت"، إذ نمت "نتفلكس" في جميع مناطق العالم، وقالت يوم الثلاثاء إنها تتوقع تسجيل 4.5 مليون اشتراك جديد على مستوى العالم في الربع الجاري.
العودة إلى المسار الإيجابي
على الرغم من أن "نتفلكس" لا تنمو كما كانت قبل عامين، فإنّ أشهَر شبكة تليفزيونية في العالم عادت إلى مسار إيجابي بعد محو خسائر العملاء في النصف الأول من العام. وهذه أخبار جيدة للمستثمرين في "نتفلكس" وأقرانها الذين عانوا من خسائر فادحة في سوق الأسهم، عندما أبلغت الشركة عن تباطؤ النمو في وقت سابق من العام.
وقالت الشركة في خطاب إلى المساهمين: "بعد النصف الأول الصعب، نعتقد أننا نسير على طريق تسريع النمو".
يُشار إلى أن أسهم "نتفلكس" ارتفعت بنسبة تصل إلى 12% لتصل إلى 268.88 دولار في التداول الممتد بعد صدور النتائج. وانخفض السهم بنسبة 60% هذا العام حتى إغلاق يوم الثلاثاء في نيويورك.
يُشار إلى أنّ قائمة قوية من البرامج الجديدة جذبت ملايين المشاهدين الجدد في الربع الثالث، إذ بدأت الفترة بحلقات جديدة من مسلسل "Stranger Things"، أحد أشهَر المسلسلات التليفزيونية في العالم. كما أصدرت "نتفلكس" أيضاً مسلسلاً كورياً شهيراً يحمل عنوان "Extraordinary Attorney Woo"، وفيلمان هما "The Gray Man" و"Purple Hearts"، والدراما الإجرامية المقتبسة عن قصة حقيقة "Monster: The Jeffrey Dahmer Story" الذي يُعَدّ ثاني أكثر المسلسلات الأصلية باللغة الإنجليزية شهرة.
فضلاً عن ذلك، نمت إيرادات الربع الثالث بنسبة 5.9% إلى 7.93 مليار دولار، متجاوزة توقعات المحللين. وتجاوز الربح البالغ 3.10 دولار للسهم التقديرات، وزاد عدد العملاء الذين يدفعون اشتراكات إلى 223.1 مليون.
معضلة الدولار
لن يكون كل شيء وردياً في المستقبل، فلا تزال "نتفلكس" في طريقها لتحقيق أبطأ نمو منذ سنوات، إذ خسرت الشركة 1.2 مليون عميل خلال النصف الأول من العام، وهو انخفاض دفع المستثمرين والأقران إلى إعادة النظر في استثماراتهم المتدفقة.
يُشار إلى أنّ التحدي الكبير على هذه الجبهة هو ارتفاع الدولار الذي يستحوذ على الإيرادات والأرباح. وفي حين قالت "نتفلكس" إنها تستطيع تعديل الإنفاق على المحتوى والتسعير وفقاً لذلك، فإن توقعاتها لمبيعات وأرباح الربع الرابع أقل من تقديرات "وول ستريت".
تقدر الشركة المبيعات عند 7.78 مليار دولار في الربع الرابع، أي أقل من 7.98 مليار دولار التي توقعها المحللون. ومن المتوقع أن تأتي الأرباح عند 36 سنتاً للسهم، وهو جزء بسيط من الـ1.20 دولار المقدرة في "وول ستريت".
ومع ذلك يجادل الرئيسان التنفيذيان المشاركان ريد هاستينغز وتيد ساراندوس بأن الشركة لديها مجال كبير للنمو. كما قالت الشركة في رسالتها إنّ الخدمة تمثل نحو 8% من مشاهدة التليفزيون في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، وهما من أكبر أسواقها، وتضيف حصة في السوق كل عام. بالإضافة إلى ذلك، فإن "نتفلكس" تحقق الأرباح أيضاً، على عكس خدمات البث التي يديرها معظم منافسيها.
مبادرات الإيرادات
تخطط الإدارة لزيادة المبيعات من خلال تقديم إصدار مدعوم بالإعلانات من خدمة البث في نوفمبر، وفرض رسوم على مشاركة كلمات المرور في العام المقبل، إذ يمكن للعملاء الراغبين في مشاهدة "نتفلكس" مع خمس دقائق من الإعلانات في الساعة دفع 7 دولارات شهرياً، أي أقل من نصف تكلفة الخطة الأكثر شيوعاً.
بينما حَكَم المستثمرون منذ فترة طويلة على "نتفلكس" بناءً على عدد العملاء الذين تضيفهم كل ربع سنة، تحاول الشركة حملهم على التفكير في مقاييس مالية تقليدية مثل الإيرادات والدخل التشغيلي. نتيجة لذلك، قالت الشركة إنها لن تقدّم توقعات المشتركين بعد الآن.