من المتوقّع أن توفّر تدفقات صادرات الوقود الصينية بعض الانتعاش لسوق الديزل العالمية الضيقة، قبل فرض عقوبات جديدة على التدفقات روسيا التي قد تضغط على الإمدادات.
خصّصت الصين مؤخراً لشركات التكرير أكبر حصة لتصدير الوقود هذا العام، ويتوقّع التجار أن يُعطى إنتاج الديزل أولوية كبيرة لأن ه أكثر ربحية للمنتجين مقارنةً بالمنتجات الأخرى مثل البنزين.
زادت أوروبا بالفعل وارداتها من الديزل من الشرق الأوسط وآسيا في الوقت الذي تُسارع فيه المنطقة إلى تجديد مخزوناتها من الطاقة قبل حلول الشتاء والعقوبات الجديدة المفروضة على روسيا.
طالع المزيد: الصين تسمح بتصدير كميات أكبر من الوقود
أوروبا توقف تسليم الوقود الروسي
من المقرّر أن يوقف الاتّحاد الأوروبي جميع عمليات تسليم الوقود المنقولة بحراً من نوع "الديزل" وكذلك المنتجات النفطية المكرّرة الأخرى في أوائل العام المقبل من روسيا، والتي تعد أكبر مورد خارجي لها. كما تُقدّر شركة "إف جي إي" (FGE) الاستشارية أن مخزونات الديزل ووقود الطائرات عبر خمسة مراكز تجارية عالمية عند أدنى مستوى موسمي منذ عام 2005، ما يجعل التدفقات الصينية أكثر جاذبية للمستهلكين.
"طالما لا يزال الاقتصاد الصيني ضعيفاً ومخزونات المنتجات مرتفعة، فهناك حوافز تشجّع شركات التكرير إلغاء المخزون والتصدير"، وفقاً لميشال ميدان، مدير برنامج أبحاث الطاقة الصينية في معهد "أكسفورد" لدراسات الطاقة في المملكة المتحدة.
لقراءة المزيد: عمالقة النفط في الصين تسجل أرباحاً قياسية بسبب أسعار الوقود المرتفعة
تسعى بكين إلى تصدير كميات كبيرة من الوقود للمساعدة في إنعاش اقتصادها الذي تضرّر من الإغلاقات بسبب تفشي كورونا وتراجع سوق العقارات. كما حصلت شركات التكرير والتجار على 15 مليون طن من الحصص الجديدة، التي يمكن ترحيلها إلى الربع الأول من العام المقبل، وفقاً لمستشار الصناعة "جي أل سي".
تُعدّ الأرباح الناتجة عن إنتاج الديزل حالياً الأقوى مقارنةً بأنواع وقود النقل الأخرى في آسيا، حيث تبلغ هوامشها نحو 44 دولاراً للبرميل. فهي تقترب من 36 دولاراً لوقود الطائرات، في حين تكافح شركات التكرير للاستفادة من البنزين. كما ارتفعت هوامش الديزل في الولايات المتحدة بعد إغلاق عدد كبير من المصافي بسبب الصيانة الموسمية.
طالع أيضاً: أرباح وقود الديزل تقترب من مستوى قياسي مع تراجع إمدادات الشتاء
تدفّقات الصين
من المرجح أن يرتفع إجمالي صادرات الوقود من الصين بمقدار 500 ألف برميل يومياً ليصل إلى ما يقرب من 1.2 مليون برميل بحلول نهاية العام، وفقاً لـ"أف جي إي" FGE)). وينبغي أن يقطع هذا شوطاً في مساعدة أوروبا على سدّ عجزها في إمدادات الديزل. يُتوقّع أن تشهد المنطقة فجوة في العرض تبلغ 1.19 مليون برميل يومياً خلال الربع الرابع، حسبما قال ريتشارد جوري، رئيس تطوير المنتجات في "إنرجي إسبيكتس" في سنغافورة.
في حين أن زيادة صادرات الصين ستوفر بعض الراحة للسوق، فمن غير المرجح أن تغطي فجوة العرض في أوروبا هذا العام بالكامل، وفقاً لموكيش ساهديف، رئيس قسم التكرير وتجارة النفط في "ريستاد إنرجي". مُضيفاً أن شركات التكرير قد تكافح أيضاً لتعزيز عملياتها بشكل كاف للوفاء بحصة 15 مليون طن بحلول نهاية العام.
قال ساهديف "سيتعيّن على هذه الشركات تشغيل نظام التكرير الخاص بها بمعدلات أعلى بـ2.5-3 مرات"، مقدراً أن البلاد تصدّر حالياً ما يقرب من 600 ألف برميل يومياً أقل من الوقود، مقارنة بالمعدلات التي كانت عليها قبل الوباء.