يتجه العالم نحو ركود اقتصادي، ويوفر شراء الملاذات الآمنة التقليدية الموثوقة مثل سندات الخزانة والين أفضل حماية، وفقاً لما تراه "فيديليتي إنترناشيونال".
قال جورج إفستاثوبولوس، مدير الثروة في شركة الاستثمار العملاقة بسنغافورة: "سيحدث من وجهة نظرنا هبوط صعب، ونقوم بالبحث عن تداولات ذات منحنى عائد محدب والتي من المفترض أن تحقق أداءً جيداً في حالة حدوث هبوط صعب، ومن المفترض أن تقدم سندات الخزانة طويلة الأجل والين مثل هذا الأداء".
أوضح "إفستاثوبولوس" أن سندات الخزانة تمثل في الوقت الحاضر 2% تقريباً من صندوق استثمارات الدخل العالمي متعدد الأصول الخاص بالشركة، صعوداً من الصفر قبيل بضعة شهور فقط، كما أنه يشتري الين - العملة التي تقترب من أدنى مستوياتها خلال 24 سنة، نتيجة اتساع فجوة أسعار الفائدة بين الولايات المتحدة واليابان – إذ يبدو الأصلان "رخيصين" حالياً.
ركود مؤكد تقريباً
تلحق "فيديليتي إنترناشيونال" بشركتي "جيه بي مورغان أسيت" و"جوبيتر أسيت مانجمنت " في عمليات شراء سندات الخزانة للرهان على أن الركود الاقتصادي بات أمراً مؤكداً تقريباً، ويأتي الرهان الصعودي رغم أن الأوراق المالية كبّدت المستثمرين خسارة قياسية وصلت إلى 12.4% خلال السنة الجارية، إذ زاد بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي من أسعار الفائدة بقوة للتصدي لأسرع تضخم خلال جيل واحد.
أكد "أفستاثوبولوس"، الذي خسر صندوقه الذي تبلغ أصوله 7.7 مليار دولار 13% خلال السنة المنتهية في 31 أغسطس الماضي، أن سندات الخزانة تُظهر صفات الملاذ الآمن مرة أخرى عقب هبوطها. تضاعفت عوائد السندات، أجل استحقاق 30 سنة، منذ بداية السنة الحالية، في حين تقدمت عوائد السندات أجل 10 سنوات إلى 4.02% مرتفعة من أدنى مستوياتها خلال 2022 عند 1.53%.
أوضح "إفستاثوبولوس"، الذي كان يمول مشتريات سندات الخزانة والين من خلال عوائد بيع حيازات ديون حكومية صينية، أن الدخل المتولد عن السندات الأميركية بات في الوقت الحالي "أكثر جاذبية".
صعود الين
تتوقع "فيديليتي إنترناشيونال" أيضاً أن يتفوق أداء الين بمجرد أن يبلغ التباطؤ العالمي ذروته.
لكن على عكس "بلوباي أسيت مانجمنت" (BlueBay Asset Management)، التي لديها رهانات صعودية على الين تتنبأ بأن بنك اليابان سيضطر للتخلي عن سيطرته على عوائد السندات، يقول "إفستاثوبولوس" إن العملة هبطت بشدة لدرجة أنه ليس أمامها سوى التعافي عندما يشرع الاحتياطي الفيدرالي أخيراً في تقليص أسعار الفائدة نتيجة حدوث ركود اقتصادي.
تحدث عن تعافي قيمة الين، قائلا: "المحرك المهم سيكون من مصدر خارجي، وسيكون هو تحول الاحتياطي الفيدرالي نتيجة الهبوط الصعب، ما سيعطي دفعة كبيرة للين".
فيما يلي نستعرض بعضاً من تعليقاته:
خسائر الجنيه الإسترليني
قد تختبر الأسواق تعادل قيمة الجنيه الإسترليني والدولار، وهذا سيوفر قوة دافعة للشركات الكبرى في المملكة المتحدة. ونُبقي على توقعنا باستمرار هبوط قيمة الجنيه الإسترليني حتى عند هذه المستويات، وما زالت المشكلات السياسية وأزمة المصداقية قائمة.
العائد الحقيقي
مع الأخذ في الاعتبار مستويات الديون الأعلى كثيراً، لا يمكن للعائدات الحقيقية أن تصعد بصورة أسرع، أو أعلى بكثير من المستوى الحالي نظراً لأن هذا يشكل عبئاً هائلاً على الحكومات. إذا كنا سنرى عائدات حقيقية مرتفعة عن المستوى الراهن، فنتوقع حدوث مزيد من حركات التصحيح المتعددة المدفوعة بذلك فقط.
الأسهم الصينية
ربما يكون أداء أسواق الأسهم الصينية أفضل من الأسواق الأخرى في الـ 12 شهراً المقبلة أو نحو ذلك، ونفضل أن نكون أقرب إلى حيث يأتي التحفيز الاقتصادي. تبدو بعض مجالات البنية التحتية لمصادر الطاقة المتجددة أكثر جذباً للاهتمام قطعاً. استثمرنا قليلاً أيضاً في بعض المشروعات التي تمتلك فيها الحكومة حصص أغلبية، وهي صفقات تنطوي على ضرب شديد من التقلبات، لكن ستسفر عن فائزين على المدى الطويل.