استمرت الأسهم في التعافي من معدلات البيع المرتفعة، حيث يُقيّم المتداولون التكهنات المتجددة بأن البنوك المركزية العالمية يمكن أن تخفف من موقفها المتشدد لمنع الهبوط الصعب. وشهد مؤشر "ستاندرد آند بوزر 500" أفضل ارتفاع له على مدار يومين منذ نوفمبر 2020.
بالإضافة إلى الضغط القصير والواضح، أعطت القراءة الاقتصادية المعتدلة المتداولين سبباً للأمل فيما يتعلق الأمر بسياسة الاحتياطي الفيدرالي. وانخفضت فرص العمل في الولايات المتحدة إلى أدنى مستوى لها في 14 شهراً- وهو ما قد يتناسب جيداً مع البنك المركزي الذي يشعر بقلق بالغ بشأن سوق العمل النشطة. وانخفضت عائدات السندات مع الدولار.
راقب المتداولون أيضاً عن كثب شركة "تسلا"، التي قلصت المكاسب بشكل كبير بعد الأنباء التي تفيد بأن إيلون ماسك يقترح شراء شركة "تويتر" مقابل سعر العرض الأصلي البالغ 54.20 دولاراً للسهم.
في الوقت ذاته فإن هناك تأكيد بأن التشاؤم في الأسهم وصل إلى مستويات قصوى لدرجة أن الارتداد سيكون مجرد مسألة وقت، بالنسبة للأسواق التي كانت تعمل "في اتجاه واحد تقريباً"، فإن تصفية تلك المراكز تُعدّ سبباً كبيراً للضغط في الاتجاه الآخر بقوة بحسب ما قاله فؤاد رزق زاده المحلل في "سيتي إندكس"، و"فوركس دوت كوم".
قال "رزق زاده": "بينما يبدو أن الأسواق ربما تكون قد وصلت إلى أدنى مستوياتها -وهو بالتأكيد احتمال ضئيل، ويظل احتمالاً ضئيلاً، ومع ذلك- من المهم ألا تقع في فخ صعود آخر". وأضاف: "لا زلنا في سوق هابطة، وقد يكون هذا مجرد ارتفاع آخر للتهدئة".
ليس الأمر كما يبدو إذ يقلل تجار الأسهم من التأثير المحتمل للتقارير الاقتصادية الأخيرة على تفكير بنك الاحتياطي الفيدرالي. في الواقع، يمكن لبيانات الوظائف، يوم الثلاثاء أن تعزز اتجاه المسؤولين للخروج من "الدائرة المفرغة"، الممثلة في زيادة الفائدة بنحو 75 نقطة أساس عاجلاً وليس آجلاً، وفقاً لبيتر ويليامز المحلل في "إيفركور".
لا يعني ذلك أن هناك أي خطوة قد تكون وشيكة، إذ لا تزال الأسواق تراهن في الغالب على زيادة في الفائدة بهذا الحجم الشهر المقبل.
تقول ليندسي بيل، كبيرة استراتيجيي الأسواق والمال في "ألاي" Ally، إن السوق تراهن على تقرير "معتدل"، وأضافت: "لكي تستمر السوق في الارتفاع، يجب أن تكون بيانات الوظائف متوافقة مع التوقعات أو أقل منها".