عمقت أسواق الأسهم تراجعها مع فقدان الأمل في تراجع سلس للاقتصاد وذلك بعد إشارة الفيدرالي الأميركي أمس إلى مزيد من التشديد النقدي بعد رفع سعر الفائدة بـ75 نقطة أساس.
انخفض مؤشر "ستوكس 600" الأوروبي بنسبة 1.4% في بداية تداولات الخميس، مسجلاً أدنى مستوى له منذ 5 يوليو، بعد الخسائر في الصين واليابان وكوريا الجنوبية. تراجعت العقود المستقبلية على مؤشر ستاندرد أند بورز 500 بنسبة 0.7%، مما يشير إلى المزيد من الانخفاضات المتوقعة اليوم للأسهم الأميركية بعد تراجع أمس أدى إلى انخفاض المؤشر بأكثر من 20% عن أعلى مستوى قياسي حققه في يناير.
اقرأ أيضاً: الأسهم الآسيوية تعمق خسائرها بعد رفع الفائدة الأميركية
وفي غضون ذلك، قالت عضو مجلس إدارة البنك المركزي الأوروبي، إيزابيل شنابل، إنه ينبغي مواصلة رفع أسعار الفائدة لأن التضخم لا يزال مرتفعاً للغاية، حتى في الوقت الذي تواجه فيه منطقة اليورو انكماشاً اقتصادياً.
ارتفعت عوائد سندات الخزانة لأجل عامين أكثر من 4% لتتداول عند أعلى مستوى منذ 2007، فيما يتداول مؤشر الدولار بالقرب من مستوى قياسي.
تعهد محافظ الفيدرالي الأميركي جيروم باول بسحق التضخم وقال إن رسالته الرئيسية هي أن المسؤولين "عازمون بشدة" على خفضه إلى المستوى المستهدف عند 2%. يتوقع المسؤولون أن تصل المعدلات إلى 4.4% بحلول نهاية هذا العام و4.6% في عام 2023، وهو تحول أكثر تشدداً مما كان متوقعاً.
جيروم باول: خفض معدلات الفائدة لن يتم قبل أن نرى التضخم يتجه إلى 2%
آسيا والبورصات العربية
في آسيا، تراجعت الأسهم في الصين وكوريا الجنوبية. وأغلقت الأسهم اليابانية تداولات الخميس عند أدنى مستوياتها في أكثر من شهرين، إذ تفاعل المستثمرون مع توقعات التشديد النقدي لمجلس الاحتياطي الاتحادي وقرار بنك اليابان بالإبقاء على سياسته النقدية فائقة التيسير.
ومن بين 225 شركة على المؤشر نيكي، تراجعت أسهم 150 شركة، وارتفعت 63، بينما لم يتغير أداء أسهم 12 شركة.
عربياً، كان التراجع هو الغالب في كافة الأسواق العاملة اليوم، فيما كان السوق السعودي مغلقاً اليوم بمناسبة العيد الوطني للمملكة.
سيما شاه، كبيرة المحللين الاستراتيجيين العالميين في برينسيبال جلوبال إنفستورز، قالت في تقرير بعد قرار المركزي الأميركي: "بنك الاحتياطي الفيدرالي يخطط لهبوط صعب - الهبوط الناعم أمر غير وارد تقريباً.. الأوقات ستزداد صعوبة من هنا"، وفق بلومبرغ.
تلقت معنويات المستثمرين في الأسواق ضربة إضافية من تصعيد روسيا لحربها في أوكرانيا والتوترات بين بكين وتايوان.
كان اليورو بالقرب من أدنى مستوى له منذ 20 عاماً وتراجع اليوان حتى عندما حددت الصين سعرها المرجعي للعملة على نحو أقوى من المتوقع لليوم الحادي والعشرين.