قفزت أسعار الغاز الطبيعي في أوروبا، فيما يقيم التجار المخاطر المتعلقة بأمن الإمدادات، خاصة مع قرب حلول فصل الشتاء، بعد تصعيد روسيا لوتيرة الحرب في أوكرانيا، وبرغم قيام الدول بزيادة جهودها لمنع تفاقم أزمة الطاقة.
قفزت العقود الآجلة خلال تداولات اليوم الأربعاء بنسبة 10%، مسجلة مكاسب لليوم الثاني على التوالي، بحسب وكالة "بلومبرغ".
أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تعبئة جزئية بالجيش اعتباراً من الأربعاء، متهماً الغرب بالعمل على تدمير الأراضي الروسية، وممارسة "ابتزاز نووي" ضد بلاده، مشيراً إلى أنَّ لدى روسيا "الكثير من الأسلحة للرد".
في أحدث خطوة لضمان الإمداد، قالت ألمانيا إنَّها ستؤمم شركة "يونيبر"، لتجنّب انهيار قطاع الطاقة مع حلول فصل الشتاء، فيما كشفت الحكومة البريطانية النقاب عن خطة إنقاذ بمليارات الجنيهات الإسترلينية للشركات، لكن على الرغم من ذلك ما تزال مخاطر الشتاء قائمة.
أمن إمدادات الغاز
أظهرت بيانات من "جازكيد"، الجهة المشغلة للخط، أنَّ تدفقات الغاز شرقاً عبر خط أنابيب "يامال-أوروبا" إلى بولندا من ألمانيا توقفت اليوم الأربعاء بينما ظلت الإمدادات الروسية عبر أوكرانيا مستقرة وبقي خط أنابيب "نورد ستريم1" مغلقاً، بحسب وكالة "رويترز".
كانت التدفقات قد توقفت عبر خط "نورد ستريم1" منذ 31 أغسطس الماضي لإجراء عمليات صيانة كان من المفترض أن تمتد لثلاثة أيام فقط، لكنَّ خط الأنابيب لم يستأنف عملياته حتى الآن، وألقت موسكو باللوم في تعطل الإمدادات على العقوبات الغربية ومشاكل فنية.
الأزمة المستمرة منذ سبعة أشهر والتصعيد الروسي الأخير يزيدان من المخاطر بشأن اضطرابات إمدادات الغاز الروسي، خاصة عبر الخطوط الرئيسية الطويلة الممتدة عبر أوكرانيا.
قال توم مارزيك مانسر، رئيس تحليلات الغاز في "أي سي أي إس" (ICIS) في لندن: "تصريحات الرئيس الروسي اليوم ستدعم بالتأكيد أسعار الغاز الأوروبي، وتزيد المخاوف بشأن ضمان تدفقات الغاز، وإذا تصاعدت التطورات العسكرية أكثر من ذلك، سيكون ذلك أكثر ما يشغل التجار".
أزمة أوكرانيا التي أبقت أسعار الغاز أعلى بسبع مرات من مستوياتها الموسمية المعتادة، أدت بالفعل إلى دفع الاقتصاد الأوروبي إلى حافة الركود، برغم الخطوات التاريخية التي تتخذها الدول لضمان وجود إمدادات طاقة كافية مع بدء موسم التدفئة الرسمي الشهر المقبل.
قالت مونيكا زيجري، رئيسة فريق عمل منصة الطاقة في المفوضية الأوروبية، في ندوة عبر الإنترنت: "الوضع في هذا الشتاء يمكن التحكم فيه، ولكن يمكن أن يصبح دائماً أكثر صعوبة، لذلك لا يمكننا أن نكون راضين حقاً".