يندفع المستثمرون إلى التخارج من الأسهم الأميركية مع زيادة احتمالات الركود الاقتصادي وسط عدد لا يحصى من المخاطر، وفقاً للاستراتيجيين في مصرف "بنك أوف أميركا".
شهدت صناديق الأسهم في الولايات المتحدة تدفقات خارجة بقيمة 10.9 مليار دولار في الأسبوع المنتهي في 7 سبتمبر، وفقاً لبيانات "إي بي إف آر غلوبال" (EPFR Global) التي استشهد بها البنك. وقادت أسهم التكنولوجيا أكبر تخارج للأموال في 11 أسبوعاً بعد أن شهدت مسحوبات بقيمة 1.8 مليار دولار. وتظهر البيانات أن صناديق الأسهم العالمية شهدت تدفقات للخارج بلغت 14.5 مليار دولار، في حين تدفقت 6.1 مليار دولار في السندات الحكومية وسندات الخزانة.
أشار الاستراتيجيون بقيادة مايكل هارتنت إلى ارتفاع التضخم والحرب في أوكرانيا وزيادة تكلفة الأموال باعتبارها من بين العوامل التي تدفع المستثمرين بعيداً عن الأسهم.
أدى ذلك إلى تأجيج التقلبات وحالات الائتمان مثل سعر الفائدة الذي يدفعه المستثمرون للتحوط من المراكز الاستثمارية في السندات الألمانية لأجل عامين والتي ارتفعت إلى أعلى مستوى وفق البيانات التي تعود إلى يونيو 2008، على حد قولهم.
سياسة نقدية متشددة
كرر مسؤولو مجلس الاحتياطي الفيدرالي تعليقاتهم بشأن تشديد السياسة النقدية الأسبوع الجاري، ولم يفعلوا الكثير لتهدئة قلق المستثمرين من أن التشديد النقدي سيدفع الاقتصاد إلى الركود. مع ذلك، فإن انتعاش الأسهم لمدة يومين قد وضع مؤشر "ستاندرد آند بورز 500"على مسار تحقيق مكاسب أسبوعية لأول مرة في أربعة أسابيع إذ استفاد المتعاملون من التقييمات المنخفضة للأسهم.
في حين أن الأسهم لا تزال صامدة بالنسبة للسندات، لم تكن هناك تدفقات شهرية إلى الأسهم على مدى ستة الأشهر الماضية، حسبما قال الاستراتيجيون في "بنك أوف أميركا".
كتب الاستراتيجيون:"السندات تكره التضخم، والأسهم تكره الركود"، كما أن المعنويات إزاء المخاطرة "مروعة".
قال المحللون الاستراتيجيون في مصرف "دويتشه بنك" الأسبوع الجاري إن الأسهم الأميركية قد تنخفض بنسبة 25% مجدداً إذا دخل الاقتصاد في حالة ركود، مع تزايد المخاطر إزاء ارتفاع الأسهم بشكل مستدام.
في غضون ذلك، أصبح مايكل جيه ويلسون من " مورغان ستانلي" -أحد أكبر المتشائمين في وول ستريت- أكثر تشاؤماً بشأن توقعات الأرباح بالولايات المتحدة، في ظل تباطؤ النمو الاقتصادي.
قال المحللون الاستراتيجيون في "بنك أوف أميركا" إن الدعم المالي من الدول الأوروبية والمملكة المتحدة "يؤخر الركود ويعزز الأسهم" ، ويزيد من سوء التوقعات بشأن التضخم والديون والعوائد.
مع ذلك، قال هارتنت وفريقه إن الأسواق تشير إلى بلوغ عائد السندات ذروتها في الأشهر الثلاثة إلى الستة المقبلة، والتي يرون أنها أخبار جيدة. في الوقت نفسه، انخفض مؤشر "الثور والدب" الذي يصدره "بنك أوف أميركا" لقياس معنويات السوق إلى نقطة الصفر، أو مستوى "قمة التشاؤم" ، والذي يُنظر إليه غالباً على أنه إشارة ضد الشراء.
في أوروبا، استمر تخارج التدفقات للأسبوع الثلاثين على التوالي. ومن حيث تدفقات الأسهم حسب عوامل أسلوب الاستثمار، شهدت صناديق الأسهم الصغيرة وأسهم القيمة وأسهم النمو والأسهم الكبرى جميعها عمليات استرداد.