يتوقع "غولدمان ساكس"، أن ترتفع أسعار الغاز الطبيعي في أوروبا قرب مستوياتها القياسية التي سجلتها خلال شهر أغسطس الماضي، بعد أن قالت روسيا إن خط أنابيبها الرئيسي إلى أوروبا لن يستأنف التدفقات كما هو مخطط له.
قال المحللون، بمن فيهم داميان كورفالين رئيس أبحاث الطاقة في البنك الأميركي، إن هذه الأخبار من المحتمل أن "تعيد إشعال حالة عدم اليقين في السوق فيما يتعلق بقدرة منطقة الاتحاد الأوروبي على إدارة المخزونات خلال فصل الشتاء"، بحسب ما نقلته وكالة بلومبرغ.
رفضت روسيا استئناف ضخ الغاز الطبيعي عبر أكبر خط أنابيب ممتد منها إلى أوروبا، مما يزيد من مخاطر انقطاع التيار الكهربائي، مشيرة إلى مشكلة تتعلق بالصيانة، في حين تتهم الحكومات الغربية موسكو بالبحث عن ذريعة لقطع الإمدادات رداً على العقوبات التي فُرضت عليها بعد غزوها لأوكرانيا.
يتوقع المحللون أن يؤدي تعطل تدفقات الغاز الروسي عبر الخط إلى ارتفاع كبير في الأسعار اعتباراً من غد الإثنين، ومن المحتمل أن تحاكي ارتفاعات أغسطس.
مخزونات الشتاء
تم إغلاق خط الأنابيب (نورد ستريم 1) الذي ينقل الغاز الطبيعي الروسي إلى ألمانيا يوم 31 أغسطس بسبب ما قالت الشركة الروسية المنتجة للغاز (غازبروم) إنها أعمال صيانة ستستغرق ثلاثة أيام انتهت أمس السبت.
أعلنت "غازبروم" أمس الجمعة أنها لن يكون بإمكانها استئناف التدفقات، مشيرة إلى تسرب زيت في توربين الغاز الرئيسي في محطة بورتوفايا للضخ بالقرب من مدينة سان بطرسبرج، بحسب وكالة رويترز.
وعكفت دول الاتحاد الأوروبي على بناء مخزوناتها من الغاز استعداداً لاحتمال توقف الإمدادات الروسية، ما مكنها من تكوين مخزون مؤقت لفصل الشتاء، لكن يمكن أن يزداد الوضع سوءاً بمجرد أن تتضاءل المخزونات، خاصة مع اقتراب نهاية موسم التدفئة، أو إذا تعرضت القارة لنوبات برد شديدة.
انخفضت أسعار الغاز مؤخراً وسجلت أكبر انخفاض أسبوعي على الإطلاق بعد أن أظهرت البيانات أن أوروبا قد حققت هدفها لملء التخزين قبل شهرين من الهدف.
قالت هيئة تنظيم الطاقة في ألمانيا يوم السبت إن مستويات التخزين وصلت إلى 84.5%، وذكرت هولندا يوم الجمعة أنها ستصل إلى هدف الاتحاد الأوروبي بملء مواقع تخزين الغاز إلى 80% في وقت مبكر من الأسبوع المقبل.
أهم خطوط أنابيب نقل الغاز الروسي إلى أوروبا (مرتبة على أساس الكمية)
- نورد ستريم 1: أكبر خط أنابيب غاز روسي إلى أوروبا من ناحية الكمية التي تبلغ 55 مليار متر مكعب سنوياً. ويمتد هذا الخط المزدوج عبر بحر البلطيق إلى ألمانيا. وفي العامين الماضيين فاق بالفعل طاقته المبينة على لوحة بياناته محققاً 59.2 مليار متر مكعب في عام 2021.
- نورد ستريم 2: خط أنابيب ثان مزدوج بنفس الحجم. تم استكماله في عام 2021 لكن ألمانيا رفضت اعتماد تشغيله بعد أن غزت موسكو أوكرانيا.
- يامال-أوروبا: هذا الخط تبلغ طاقته 33 مليار متر مكعب، ويمكن أن يعمل في الاتجاه المعاكس أيضاً، ويمتد من روسيا عبر روسيا البيضاء وبولندا إلى ألمانيا. وعمل في معظم الوقت في الاتجاه العكسي، أي في اتجاه الشرق منذ ديسمبر كانون الأول 2021 مرسلاً الغاز من ألمانيا إلى بولندا.
- أوكرانيا: خطوط أنابيب تصل طاقتها إلى 32 مليار متر مكعب سنوياً من شبكة خطوط أنابيب الصداقة للغاز التي تمتد من روسيا عبر أوكرانيا للشحن إلى أوروبا عبر سلوفاكيا.
- ترك ستريم: يعبر هذا الخط المزدوج الذي تبلغ طاقته 31.5 مليار متر مكعب البحر الأسود إلى تركيا لإمداد السوق التركية وجنوب أوروبا.
- بلو ستريم: يعبر هذا الخط أيضاً البحر الأسود إلى تركيا وتبلغ طاقته 16 مليار متر مكعب.
اعتادت روسيا إرسال معظم صادراتها من الغاز إلى أوروبا عبر أوكرانيا، لكن هذه الكميات تراجعت بشكل حاد واستعاضت موسكو عن ذلك بزيادة صادراتها إلى ألمانيا وتركيا، حيث ترفض أوكرانيا شراء الغاز مباشرة من غازبروم منذ 2015 بعد ضم موسكو شبه جزيرة القرم وقيام تمرد موال لروسيا في شرق أوكرانيا.
وسعت روسيا لتهميش كييف، إذ لم تكتف بتعزيز التدفقات عبر طرق الإمداد البديلة بل خفضت أيضاً كميات الغاز المنقولة عبر أوكرانيا، مما يعني حصول كييف على إيرادات أقل من رسوم النقل، وقلص عقد روسيا مع أوكرانيا الكميات المنقولة عبرها من 65 مليار متر مكعب في عام 2020 إلى 40 مليار متر مكعب سنوياً من عام 2021 إلى 2024.
تظهر بيانات من مشغل نظام نقل الغاز الأوكراني أن الكميات المنقولة عبر البلاد التي بلغ متوسطها 124.6 مليون متر مكعب يومياً في عام 2021 هي حالياً عند حوالي ثلث هذا المستوى.