يسود احتمال أن يدفع تقرير الوظائف المرتقب بشدة في الولايات المتحدة لقلب الموازين نحو رفع أسعار الفائدة للمرة الثالثة بوتيرة كبيرة في وقت لاحق من سبتمبر، بعد موجة من البيانات التي تشير إلى مرونة المستهلك وارتفاع الطلب على العمالة.
اقرأ أيضاً: الوظائف الشاغرة بالولايات المتحدة تفوق التوقعات في شهر يوليو
يُعدّ تقرير غداً الجمعة أحدث البيانات المهمة التي ستكون بحوزة مسوؤلي الاحتياطي الفيدرالي قبل اجتماع لجنة السياسة النقدية خلال منتصف سبتمبر لمساعدتهم على حل قضية معقدة مرتبطة بالنمو الاقتصادي ومواجهة التضخم.
تشير التوقعات إلى تحقيق وظائف عمل بشكل جيد لكن بوتيرة أكثر اعتدالاً، بإضافة 289 ألف وظيفة خلال أغسطس، وأن يظل معدل البطالة ثابتاً عند 3.5%، وهو ما يعادل أدنى مستوى له منذ خمسة عقود.
من المتوقع أيضاً أن يكشف التقرير عن نمو قوي في الأجور وسط عدم التوافق المستمر بين العرض والطلب على العمالة.
طالع المزيد: مسؤول بالفيدرالي يؤكد أن كبح التضخم أهم من الركود
رفع تكاليف الاقتراض
قد تكون الأرقام المرتقبة لشهر أغسطس، جنباً إلى جنب مع تقرير التوظيف لشهر يوليو الذي فاق التوقعات، وتحسن أرقام معنويات المستهلكين والانتعاش المفاجئ في فرص العمل، كافية لدفع الاحتياطي الفيدرالي إلى رفع تكاليف الاقتراض بمقدار 75 نقطة أساس، ليواصل أكبر رفع لأسعار الفائدة منذ جيل للحد من ارتفاع التضخم.
اقرأ أيضاً: رئيس البنك الدولي: الاقتصاد العالمي سيقبع لفترة في مستنقع الركود التضخمي
قالت آنا وونغ، كبيرة الاقتصاديين المعنين بالاقتصاد الأميركي في "بلومبرغ إيكونوميكس": "في سياق كل هذه البيانات، يصبح هذا التقرير مهماً للغاية". يمكن أن يضع ختم التأكيد على الاتجاه الذي أظهرته البيانات الأخرى- أن الاقتصاد يتمتع بمرونة للغاية.
على العكس من ذلك، فإن أي مؤشر على نمو أكثر اعتدالاً للتوظيف مصحوباً بتباطؤ أكبر في أرقام متوسط الدخل خلال الساعة الصادرة عن وزارة العمل قد يساعد في تحويل التوقعات نحو رفع سعر الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس. مع ذلك، سيتعين على مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي متابعة نتائج مؤشر أسعار المستهلك في وقت لاحق من سبتمبر لبلورة وجهات نظرهم حول استجابة السياسة النقدية المناسبة.
ثقة المستهلك الأميركي تبلغ أعلى مستوى لها منذ مايو
قال رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول الأسبوع الماضي إن قرار البنك المركزي في وقت لاحق من سبتمبر "سيعتمد على مجمل البيانات الواردة والتوقعات المتطورة".
مقاييس الأجور
سيكون أحد المكونات المهمة في تقرير الوظائف هو مقاييس الأجور. يتوقع الاقتصاديون أن يُظهر التقرير زيادة بنسبة 0.4% في متوسط الدخل خلال الساعة على أساس شهري وزيادة بنسبة 5.3% مقارنة بأغسطس 2021. ستمثل الزيادة السنوية تسارعاً طفيفاً عن الشهرين السابقين.
قالت كلوديا سهم مؤسسة "ستاي أت هوم ماكرو" للاستشارات (Stay-At-Home Macro (SAHM))، وخبيرة اقتصادية سابقة في بنك الاحتياطي الفيدرالي، إن التباطؤ في نمو الأجور يمكن أن يمنح مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي بعض الراحة من خلال اقتراح تخفيف الضغوط التضخمية، على الرغم من أن هذا ليس هو الحال دائماً.
أضافت : "يجب النظر إلى كل شيء من خلال عدسة ماذا يمكن أن يعني ذلك للتضخم؟".
طالع المزيد: الأسهم الأميركية تنهي الأسبوع على مكاسب.. وتقرير الوظائف يعزز توقعات رفع الفائدة
زيادة الأجور
تعمل الشركات على زيادة الأجور في مختلف الصناعات وفئات الدخل لجذب العمال والاحتفاظ بهم. هذا يدعم الإنفاق الاستهلاكي في الوقت الذي يتحمل فيه الأميركيون ارتفاع أسعار الضروريات مثل الطعام والإيجارات. كما أنه يجعل التحدي الذي يواجهه بنك الاحتياطي الفيدرالي المتمثل في إبطاء وتيرة الاقتصاد لوقف مكاسب الأسعار أكثر صعوبة.
اقرأ المزيد: الاقتصاد الأميركي يتأرجح بين تفاؤل وإحباط مع كل إصدار بيانات
أظهرت بيانات جديدة من معهد "إيه دي بي ريسيرش" أمس الأربعاء أن متوسط الأجر السنوي لأولئك الذين بقوا في وظائفهم ارتفع بنسبة 7.6% في أغسطس على أساس سنوي. ارتفع الأجر السنوي للأشخاص الذين تنقلوا بين الوظائف أكثر من ضعف ذلك.
مع ذلك، زادت الشركات الأميركية من عدد الموظفين بوتيرة بطيئة نسبياً في أغسطس، حيث أعلن معهد "إيه دي بي ريسيرش" عن زيادة قدرها 132 ألف وظيفة وهو الأقل عدداً منذ بداية العام الماضي.
أعلى قيمة
قال مايكل جابن رئيس قسم الاقتصاد الأميركي في مصرف "بنك أوف أميركا" (Bank of America Corp) إن تقرير التوظيف هو المكان الذي يضع فيه مسؤولو السياسة النقدية على الأرجح أعلى قيمة إشارة حول مكان الزخم الأساسي".
على الرغم من أن تقرير يوم الجمعة يمكن أن يكون مفيداً في دفع مسؤولي السياسة النقدية نحو رفع آخر بمقدار 75 نقطة أساس في ختام اجتماعهم الذي يستمر يومين في 21 سبتمبر، فهناك تقرير كبير آخر في الأفق سينظر فيه البنك المركزي وهو مؤشر أسعار المستهلكين الذي يتم مراقبته عن كثب .
بيانات التضخم
قال رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في مينيابوليس، نيل كاشكاري في مقابلة مع بودكاست بلومبرغ "أود لوتس"، إنه سيراقب تقرير الوظائف بحثاً عن إشارات عما يحدث مع نمو الأجور، لكنه أكد تركيزه على بيانات التضخم عند التفكير في مقدار رفع الفائدة خلال سبتمبر.
اقرأ أيضاً: حديث متشدد لـ"باول" يربك توقعات رفع الفائدة الأميركية
قال كاشكاري في مقابلة يوم الإثنين بثت يوم الخميس "في النهاية، أركز أكثر من أي شيء آخر على بيانات التضخم وبيانات توقعات التضخم.. بالنسبة لي على المستوى الفردي، لا أعتقد أن سوق العمل نفسها ستكون عاملاً حاسماً لرفع الفائدة بمقدر 50 مقابل 75 نقطة أساس".
ردد رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في أتلانتا رافائيل بوستيك هذا الشعور.
قال بوستيك في مقال نُشر على موقع البنك يوم الثلاثاء: "البيانات الواردة - إذا أظهرت بوضوح أن التضخم قد بدأ في التباطؤ- قد تعطينا سببا للتراجع عن رفع أسعار الفائدة بمقدار 75 نقطة أساس".