"كريدي سايتس": إمبراطورية الملياردير الهندي أداني قائمة على الديون

شعار شركة الملياردير غوتام أداني خارج مطار تشاتراباتي شيفاجي الدولي في مومباي. الهند - AFP
شعار شركة الملياردير غوتام أداني خارج مطار تشاتراباتي شيفاجي الدولي في مومباي. الهند - AFP
المصدر:

بلومبرغ

أظهر تقرير أن تكتل الملياردير غوتام أداني الذي يضم قطاعات من الموانئ إلى الكهرباء "شديد المديونية" نتيجة استثمار المجموعة بقوة استثماراً أغلبه ممول بالديون في شركات قائمة وجديدة.

وذكر التقرير الصادر، اليوم الثلاثاء، عن "كريدي سايتس" (CreditSights)، وهي وحدة تابعة لـ"فيتش غروب"، أن التوسع القوي الذي تنتهجه مجموعة "أداني"، بقيادة أغنى رجل في آسيا، ضغط على مقاييسها الائتمانية وتدفقاتها النقدية، مضيفاً أنه في حال تحقق "سيناريو الحالة الأسوأ"، فقد تنزلق المجموعة إلى فخ ديون وربما تتعثر.

مراكز مالية مضغوطة

قالت الوكالة، مشيرة إلى دفعات الأموال من مؤسسي مجموعة "أداني": "نرى قليلاً من الدلائل على ضخ رأسمال من قبل المؤسسين في شركات المجموعة، وهو أمر نشعر أنه مطلوب لتقليل مستويات الاستدانة في مراكزهم المالية المضغوطة".

لم يستجب ممثل عن مجموعة "أداني" فوراً لطلب التعليق على التقرير، وهبطت شركات أداني السبع المدرجة جميعها بنسب تتراوح من 2% إلى 7% في تداولات اليوم الثلاثاء.

يأتي تقرير "كريدي سايتس" بعد سنوات قليلة هامة بالنسبة لأداني، الذي انطلق في نوبة تنويع سريعة، ووسّع إمبراطوريته التي كانت تركز على الموانئ وتعدين الفحم لتشمل المطارات ومراكز البيانات والأسمنت بالإضافة إلى الطاقة الخضراء، وتعهدت المجموعة مؤخراً بضخ 70 مليار دولار في مشاريع الطاقة المتجددة.

لم تعزز هذه التحركات مكانة أداني في الهند فحسب، بل عززت ثروته التي تجاوز صافيها 135 مليار دولار العام الحالي، كما أنه يستثمر بشكل متزايد في المجالات التي يسيطر عليها الرجل الذي أزاحه عن عرش أغنى رجل في آسيا، ابن نفس بلده، موكيش أمباني، مؤسس "ريلاينس اندستريز".

علاقات قوية

يسلط التقرير الضوء على خطوط الصدع المتعددة التي قد تعيق طموحات أداني والارتفاع الهائل في أسهم شركاته، مع ذلك، قال محللو "كريدي سايتس" إن علاقات المجموعة القوية مع البنوك وكذلك حكومة رئيس الوزراء الهندي، ناريندرا مودي، تُمدها بـ"الراحة".

فيما يلي بعض النقاط البارزة الأخرى في التقرير الذي أعده لاكشمانان آر، وروهان كابور، وجوناثان تان من "كريدي سايتس".

  • تستثمر مجموعة "أداني" في أعمال جديدة وغير مرتبطة ببعضها كما أنها كثيفة الاستهلاك لرأس المال، ما يثير مخاوف بشأن الإشراف على التنفيذ، كما يمكن أن تقود المنافسة القوية المحتملة بين المجموعة وشركة أمباني، "ريلاينس"، للهيمنة على السوق إلى "قرارات مالية غير حكيمة".
  • مجموعة "أداني" معرضة لمستويات معقولة من مخاطر الحوكمة والمعايير الاجتماعية والبيئية وحوكمة الشركات.
  • تتمتع المجموعة "بسجل حافل في تكوين شركات قوية ومستقرة" من خلال شركتها الرائدة "أداني إنتربرايزيز" (Adani Enterprises Ltd)، وبنت محفظة "أصول بنية تحتية أساسية مرتبطة بالأداء القوي" للاقتصاد الهندي.
  • يتمتع مؤسس المجموعة "بعلاقة قوية" مع حكومة مودي، واستفاد من "السياسات الداعمة"، وتواصل "كريدي سايتس" "المراقبة بحذر" شهية المجموعة للتوسع الممول معظمه بالديون.
  • أداني، ملياردير عصامي بدأ عمله عبر شركة تجارية زراعية في أواخر الثمانينيات، انشغل بإبرام الصفقات العام الجاري، واستحوذت مجموعته على ميناء حيفا في إسرائيل في يوليو مقابل 1.2 مليار دولار ووحدات الأسمنت الهندية المملوكة لشركة "هولسيم" (Holcim) السويسرية مقابل 10.5 مليار دولار في مايو، بالإضافة إلى ما يقرب من ثلاثين صفقة استحواذ كبيرة وصغيرة، كما أنها تتوسع في مجالات الإعلام والرعاية الصحية والخدمات الرقمية.
  • تمتلك المجموعة أكبر مشغلة موانئ في الهند، وشركة تعدين فحم، وموزع غاز في المدينة، ومشغلة مطار، وتهدف إلى إنشاء أكبر شركة لتوليد الطاقة المتجددة في العالم.

عدم ادخار جهد

أشاد المستثمرون بقدرة الملياردير على توسيع نطاق أعماله بسرعة، ما أثار ارتفاعات هائلة في أسهم شركات "أداني" حتى أثناء الوباء عندما عانت معظم الشركات، وصعدت "أداني إنتربرايزيز" و"أداني غرين إنرجي" (Adani Green Energy Ltd) بأكثر من 1,300% منذ بداية عام 2020. وازدادت قيمة "أداني توتال غاز" (Adani Total Gas Ltd) بنحو 1,900% وشركة "أداني ترانسميشن" (Adani Transmission Ltd)، بأكثر من 900%، بينما ارتفع مؤشر "بي إس إي سينسيكس" بنسبة 42% تقريباً خلال نفس الفترة.

لكن هذا النمو السريع هو ما يقلق مراقبو الائتمان مثل "كريدي سايتس"، مع ذلك، تقر شركة الأبحاث بأن وضع العائلة المؤسسة لشركة "أداني" كمساهم أغلبية في معظم شركات المجموعة المدرجة يعني أنها ستبذل قصارى جهدها لدعمها.

وأضافت "كريدي سايتس" أن "ثروة العائلة وسمعتها كلها مرتبطة بشركات مجموعة "أداني".. ووجود مثل هذه "الحصة الكبيرة للمؤسسين في التكتل" يعني ضمناً أن العائلة لن تدخر جهداً لتجنب التخلف عن السداد في أي من الكيانات، لأن أي مشكلة كبيرة في السيولة أو الملاءة المالية في شركة واحدة من المحتمل أن يكون لها تأثير عدوى على تقييم باقي الشركات أيضاً".

اضغط هنا لقراءة المقال الأصلي
تصنيفات

قصص قد تهمك