قال رئيس البنك الاحتياطي الفيدرالي في "ريتشموند توماس باركين" إنَّ البنك المركزي مصمّم على كبح جماح التضخم الحاد، حتى لو كان ذلك يعني المخاطرة بحدوث ركود اقتصادي في الولايات المتحدة.
قال باركين الجمعة خلال فعالية في أوشن سيتي بولاية ماريلاند: "نحن ملتزمون بإعادة التضخم إلى مستهدفنا البالغ 2%، وسنفعل ما يلزم لتحقيق ذلك". أوضح أنَّه يمكن تحقيق ذلك دون "انخفاض هائل في النشاط"، لكنَّه أقر بوجود مخاطر.
قال: "هناك طريق للسيطرة على التضخم، لكنَّ الركود قد يحدث أثناء ذلك".
ترقب للبيانات
رفع البنك المركزي الأميركي أسعار الفائدة بمقدار 75 نقطة أساس في يوليو للشهر الثاني على التوالي، إذ يواجه مسؤولو السياسة النقدية التضخم الذي يقترب من أعلى مستوياته في 40 عاماً. تحدّث مسؤولو الاحتياطي الفيدرالي في الأيام الأخيرة عن الحاجة إلى مزيد من رفع أسعار الفائدة، لكنَّهم سيقررون مقدار الرفع في الاجتماع المقبل للسياسة النقدية.
حثّ رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في سانت لويس جيمس بولارد، أحد أكثر مسؤولي السياسة النقدية ميلاً نحو التشديد، يوم الخميس على رفع أسعار الفائدة بمقدار 75 نقطة أساس أخرى، في حين تبنّت إستر جورج من مدينة كانساس سيتي نبرة أكثر حذراً.
قال باركين للصحفيين بعد تصريحاته: "ما زال أمامنا الكثير من الوقت قبل سبتمبر"، مشيراً إلى أنَّ هناك ثمانية أسابيع بين اجتماعات يوليو وسبتمبر.
قال إنَّ موقفه بشأن حجم رفع سعر الفائدة المطلوب الشهر المقبل سيعتمد على ما تظهره البيانات الاقتصادية بشأن قوة الاقتصاد الأميركي، وما إذا كان التضخم قد بدأ في التراجع.
أظهر تقرير وزارة العمل لشهر يوليو أنَّ الاقتصاد الأميركي أضاف 528 ألف وظيفة في ذلك الشهر، أي أكثر من ضعف التوقُّعات، وانخفض معدل البطالة إلى 3.5%، ليطابق أدنى مستوى قبل الوباء.
ذروة التضخم
لكنَّ تقريراً منفصلاً في 10 أغسطس أظهر أنَّ أسعار المستهلكين ارتفعت بنسبة 8.5% في 12 شهراً حتى يوليو، منخفضة من 9.1% خلال عام حتى يونيو، والتي سجلت أعلى معدل تضخم منذ عام 1981. سيكون المسؤولون قادرين على مراجعة آخر تقرير للوظائف وقراءة أخرى عن تضخم المستهلكين قبل أن يجتمعوا الشهر المقبل. قال المسؤول بالفيدرالي إنَّ هناك فرصة لمراجعة بعض البيانات الاقتصادية، مما يجعل الأمر أكثر صعوبة بالنسبة للمسؤولين لتحديد مسار السياسة النقدية.
قال باركين، الذي ليس له حق التصويت على قرارات السياسة النقدية هذا العام، إنَّه من المهم أن يضع الاحتياطي الفيدرالي معدلات الفائدة في منطقة "تقييدية"، إذ يمارس ضغوطاً لخفض التضخم.
قال المسؤول عن السياسة النقدية إنَّه " كان يدعم رفع أسعار الفائدة في مرحلة مبكرة"، لكنَّه قال إنَّ هناك عدم يقين بشأن مستوى أسعار الفائدة التي تعتبر محايدة، مما يعني أنَّها لا تبطّئ ولا تحفّز الاقتصاد الأميركي.
قال: "إنَّ السيطرة على التضخم ستكون ضرورية لإرساء ما لدينا من القدرة على القيام به في الاقتصاد.. لقد أقنعت نفسي بأنَّ عدم السيطرة على التضخم يتعارض مع الاقتصاد المزدهر".