الخام يقفز.. شركات الألومنيوم تدفع ثمن الإفراط في التشاؤم

لفائف من الألومنيوم - المصدر: بلومبرغ
لفائف من الألومنيوم - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

تدفع شركات الألومنيوم ثمن التشاؤم المفرط العام الماضي في ذروة الإغلاقات الناتجة عن الوباء مع عودة الطلب بصورة أسرع من التوقعات.

وارتفعت علاوة السعر الفوري للبليت - وهو نوع رئيسي من المعادن التي تدخل في صناعة السيارات والبناء والإنشاءات - بالقرب من أعلى مستوياتها على الإطلاق الأسبوع الماضي، وقد تسجل مستويات قياسية جديدة خلال أيام، وفقا لشركة الأبحاث، "هاربور انتليغنس".

وارتفعت الأسعار نتيجة نقص في الألومنيوم الأمريكي لم تتوقعه الكثير من الشركات وهو ما أدخلهم في حروب أسعار مع عملائهم، ويمثل تقييم الأسعار من قبل "هاربور" السعر الذي يفرضه "الموردون التقليديون" مثل "ألكوا كورب"، و"ريو تنتو غروب"، و"سينشري ألمنيوم كو"، و"نورسك هايدرو"، ما يوحي بتفشي النقص في المعروض.

وقال خورخي فازكويز، العضو المنتدب لشركة "هاربور"، في مقابلة هاتفية: "في النهاية، لدينا منتجون ومستهلكون يتنافسون ويبحثون عن البليت في نفس الوقت الذي لا يوجد فيه معروض كافٍ".

ويخشى منتجو المواد الخام بشكل متزايد من أن عملاءهم، الذين يطلق عليهم "مشكلو الألومنيوم" ويصنعون الأجزاء التي تذهب لصناعة الثلاجات والمركبات الترفيهية وأطر النوافذ، لن يكون لديهم معدن كافٍ لمقابلة الطلب المرتفع.

الأسعار نحو مستويات قياسية

وقال فازكويز إن سعر التسليم الفوري وصل إلى 15 و16 سنت للرطل يوم الخميس، بارتفاع من 11.5 سنت و12.5 سنت في اليوم السابق، مضيفا أن الأسعار قد تتجاوز المستوى القياسي 20 سنتا للرطل "خلال أيام".

وعادة، يتفق الموردون والعملاء على عقود توريد سنوية، بجانب المرونة في تسليم أحجام أعلى أو أقل من المتفق عليه وفقا لاتجاهات السوق، وقال فازكويز إن الكثيرين اتفقوا على شراء 80% مما اعتقدوا أنه يكفي الطلب العام الجاري.

وأضاف أن الطلب لم يكن أعلى فحسب من توقعاتهم الداخلية، وإنما كان أقوى مما اتفقوا عليه مع المنتجين.

وتشهد أوروبا أيضا علامات على ارتفاع في علاوات سعر البليت، وارتفع السعر الفوري يوم الجمعة إلى 355 دولارا للطن المتري، أي أعلى بنسبة 6% من الأسبوع السابق.

وتركت الإغلاقات أثناء وباء كوفيد 19 القطاع الصناعي مدمرا لأشهر نتيجة التراجع التاريخي في الطلب، وتوقف المنتجون عن إنتاج الكثير من البليت على افتراض أن الاستهلاك سيكون أقل.

وأصبح نقص المعروض أحد أهم النقاشات بين المستثمرين في الألمنيوم في 2020 عندما قالت صانعة المعادن "ألكوا"، أكبر منتجة أمريكية، إنها قلصت إنتاجها لمنتجات القيمة المضافة، وبدلا من ذلك عزز المنتجون إنتاج الألومنيوم الخام ما سمح للشركات بتجنب الإغلاقات وشحنوا المعدن غير المباع إلى المخازن، ويعد البليت منتج يتم إنتاجه ليباع لا ليخزن.

ورغم أن 2020 شهدت تسجيل أسعار الألومنيوم لأسوأ نصف عام منذ 2013، فقد تعافى المعدن ليحظى بأفضل نصف ثان في عشر سنوات بفضل الارتفاع غير المسبوق في الطلب مع إعادة فتح الاقتصادات، وتحولت الآفاق إلى تعافٍ أسرع من التوقعات، ما قاد الاستهلاك وعزز الارتفاع في أسعار الألومنيوم، والآن، لا يريد المشترون فحسب أقصى كمية تتيحها عقودهم الأصلية وإنما يطلبون المزيد.


اضغط هنا لقراءة المقال الأصلي
تصنيفات