قد ينجم عن إغلاق نهر الراين تعطيل التجارة اليومية لمئات الآلاف من براميل المنتجات النفطية، مما يفاقم الضغوط على سلاسل إمدادات الطاقة في أوروبا.
من المتوقَّع أن يتراجع منسوب المياه في كاوب بغرب فرانكفورت إلى ما دون علامة 40 سم (أقل من 16 بوصة) الحرجة، يوم الجمعة، وإلى 33 سم يوم الإثنين المقبل. وعند هذه النقطة، يصبح من غير المجدي اقتصادياً لبوارج عديدة نقل البضائع عبر مسار هذه الوجهة، مما يقلّص الإمدادات إلى مناطق في ألمانيا وسويسرا.
قالت شركة "فاكتس غلوبال إنرجي" الاستشارية في تقرير بتاريخ 10 أغسطس: "قد يعطل إغلاق نهر الراين 400 ألف برميل يومياً من تجارة المنتجات النفطية، ولا يمكن أن يقع انقطاع كبير لطريق مهم لإمدادات البنزين أو الديزل عبر أمستردام وروتردام وأنتويرب إلى أوروبا الداخلية في وقت أسوأ من ذلك".
أوروبا الداخلية
تعاني دول أوروبا الداخلية فعلاً من عجز في وقود الديزل إثر الانقطاعات في العديد من المصافي المركزة حول الحدود النمساوية الألمانية. وقالت "فاكتس غلوبال إنرجي" إنَّ التحول أكثر من الغاز الطبيعي باهظ الثمن إلى النفط من قبل القطاع سيرفع على الأرجح الطلب على الهامش".
يعد نهر الراين أهم وسيلة مستقلة لنقل المنتجات النفطية عبر "أمستردام - روتردام - أنتويرب" إلى ألمانيا وسويسرا. في السنة الماضية، تم نقل 240 ألف برميل يومياً إلى أعلى النهر بواسطة بارجة لتفريغها في ألمانيا، مع شحن 50 ألف برميل أخرى يومياً من البنزين، والديزل، ووقود الطائرات، والكيروسين إلى سويسرا، وتفريغها قرب بازل.
يُنقل الوقود أيضاً إلى أسفل النهر، حيث تم إرسال 90 ألف برميل يومياً - أغلبها من البنزين - السنة الماضية من ألمانيا لتفريغها في هولندا وبلجيكا.
بدائل البوارج
يعتبر خط أنابيب "أر أم أر" النفطي أحد البدائل، والذي يمتد من روتردام إلى لودفيغسهافن الواقعة جنوب "كاوب"، ويمكن أن ينقل الخط ما يصل إلى 250 ألف برميل يومياً. برغم ذلك؛ فإنَّه عادة ما يعمل بالقرب من السعة القصوى، لذلك لن تتوفّر مساحة ضخمة لتلقي مزيد من التدفقات، بحسب ما ذكرت "فاكتس غلوبال إنرجي".
تعتبر السكك الحديدية خياراً آخر، فقد اعتادت على إرسال نحو 25 ألف برميل يومياً من منتجات النفط عبر "أمستردام - روتردام - أنتويرب" إلى ألمانيا، و30 ألف برميل إضافية يومياً من ألمانيا إلى سويسرا، لكنَّ السكك الحديدية تقترب من سعتها الكاملة، ويعود ذلك جزئياً إلى نقص الموظفين وناقلات النفط، فضلاً عن سلع أخرى نتيجة نمو الطلب، بداية من النفط وسلع مثل الفحم.
قالت "فاكتس غلوبال إنرجي": "لذلك؛ فإنَّ الشحن البري يعد الخيار الأفضل لاستبدال البوارج، لكن سيكون ذلك أكثر تكلفة وصعوبة - مدفوعاً بصعود أسعار الوقود وزيادة الطلب - مع الأخذ في الاعتبار نقص المعروض من شاحنات الصهاريج للنقل عبر الطرق والسائقين المؤهلين أيضاً".