"الطاقة الدولية": إنتاج روسيا النفطي سيتراجع 20% مع نفاذ الحظر الأوروبي

عامل يدير صمام تدفق النفط بالقرب من صهاريج تخزين النفط، روسيا - المصدر: بلومبرغ
عامل يدير صمام تدفق النفط بالقرب من صهاريج تخزين النفط، روسيا - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

توقَّعت وكالة الطاقة الدولية انخفاض إنتاج روسيا من النفط بنسبة 20% تقريباً بحلول بداية العام المقبل مع دخول حظر الاستيراد الذي فرضه الاتحاد الأوروبي حيز التنفيذ.

أوضحت الوكالة في تقرير السوق أنَّ التراجع الشهري سيبدأ تدريجياً في أقرب وقت هذا الشهر مع خفض روسيا لعمليات التكرير، كما ستتسارع وتيرتها مع دخول الحظر حيز التنفيذ. وتتوقَّع الوكالة أن تشهد روسيا وقف ما يقرب من مليوني برميل يومياً بحلول بداية عام 2023، على الرغم من تعافي الإنتاج في الأشهر الأخيرة.

من المقرر أن يحظر الاتحاد الأوروبي معظم مشتريات النفط الخام من روسيا اعتباراً من 5 ديسمبر، في محاولة لقطع مصادر الدخل التي يستخدمها الكرملين لتمويل حربه في أوكرانيا، وسيدخل حظر الاتحاد الأوروبي على شحنات المنتجات البترولية الروسية حيز التنفيذ اعتباراً من 5 فبراير.

سيتعيّن إيجاد مشترين جدد لنحو مليون برميل يومياً من المنتجات الروسية و1.3 مليون برميل يومياً من النفط الخام بسبب القيود المرتقبة التي فرضها الاتحاد الأوروبي، وفقاً لتقديرات وكالة الطاقة الدولية.

التوجه لآسيا

ارتفع إنتاج روسيا من النفط خلال الأشهر الثلاثة الماضية، ليصل إلى ما يقرب من 10.8 مليون برميل يومياً في يوليو بفضل ارتفاع معالجة النفط الخام المحلية والصادرات الهائلة بعد أن وجّهت روسيا تدفقات النفط الخام إلى آسيا.

على الرغم من فرض الدول الغربية وحلفائها مجموعة من العقوبات التي تقضي بحظر النفط الروسي رداً على غزو موسكو لأوكرانيا؛ لكنَّ البلاد نجحت في إعادة توجيه إمداداتها من النفط الخام إلى آسيا، بعيداً عن الاتحاد الأوروبي، الذي كان تاريخياً أكبر سوق مستوردة للنفط الروسي. وكان المشترون في آسيا والمحيط الهادئ غير المقيّدين بالقيود الغربية يقتنصون عن طيب خاطر البراميل الروسية التي أصبحت أرخص بسبب العقوبات.

في يونيو، تجاوزت الصين لأول مرة الاتحاد الأوروبي لتصبح أكبر سوق للخام الروسي المشحون عن طريق البحر، بحسب ما تظهر بيانات وكالة الطاقة الدولية. فقد استوردت الدولة الآسيوية 2.1 مليون برميل يومياً مقارنةً بـ1.8 مليون برميل يستوردها الاتحاد الأوروبي يومياً، وفقاً للتقرير.

وأضافت الوكالة أنَّ "أرقام يوليو في الوقت الحالي متطابقة بالنسبة للمنطقتين، لكن من المرجح أن ترتفع الكميات المتجهة إلى الصين مع اكتمال رحلات الوجهة "غير المعروفة".

مع ذلك، أظهرت بيانات "بلومبرغ" أنَّ شحنات الخام الروسية إلى آسيا استقرت في الأسابيع الأخيرة، مما أثار مخاوف حول قدرة المنطقة على زيادة الواردات بشكلٍ حاد، الأمر الذي عوّض آثار الحظر المزمع الذي فرضه الاتحاد الأوروبي على الواردات الروسية.

اقرأ أيضاً: روسيا تزيد إنتاج النفط في يوليو مع تكثيف عمل المصافي المحلية

في هذا السياق، بلغ متوسط إنتاج روسيا من النفط في الأيام الثلاثة الأولى من أغسطس حوالي 10.51 مليون برميل يومياً، وفقاً لبيانات وحدة "سي دي يو-تك" (CDU-TEK) التابعة لوزارة الطاقة التي اطّلعت عليها "بلومبرغ".

يقدّر هذا الانخفاض بنحو 2.5% في يوليو، لكن حتى الآن يبدو أنَّه مدفوع بحسب المواسم، وليس بعوامل طويلة الأجل مثل العقوبات. وأظهرت البيانات أنَّ الجزء الأكبر من البراميل المحظورة جاء عبر مجموعة من صغار منتجي النفط، والتي تشمل شركة الغاز العملاقة "غازبروم".

تخفّض "غازبروم" إنتاجها من الغاز الطبيعي وسط تراجع صادراتها إلى الاتحاد الأوروبي. وبما أنَّ الشركة المنتجة لا تضخ الغاز من حقولها فحسب، بل تضخ أيضاً المكثفات، وهو نوع من النفط الخفيف؛ فإنَّ انخفاض تدفق خطوط الأنابيب إلى أوروبا يؤدّي إلى انخفاض أحجام مكثفات "غازبروم" أيضاً.

برغم ذلك، ومع قيام الشركة برفع إنتاجها من الغاز الطبيعي قبل موسم التدفئة خلال فصل الشتاء، لتلبية الطلب المحلي المرتفع، من المرجح أن ينتعش إنتاجها من المكثفات أيضاً، وقد تتضاءل بذلك تأثيرات "غازبروم" على الإنتاج الروسي.

اضغط هنا لقراءة المقال الأصلي
تصنيفات

قصص قد تهمك