تعهد بنك إسرائيل بشراء 30 مليار دولار في خطوة غير مسبوقة قد لا تكون كافية لإضعاف قيمة الشيكل.
ويشهد الشيكل ارتفاعاً بدعم من تسجيل فائض بالحساب الجاري وتدفق الاستثمارات لقطاع التكنولوجيا والتي بلغت مستويات قياسية إلى جانب زيادة صادرات الغاز الطبيعي. كما أنه من المتوقع أن تزداد قوة العملة التي حققت أفضل أداء بين عملات العالم خلال العام الماضي، بدعم من ضعف الدولار على أثر زخم الأسواق المالية نتيجة التعافي من جائحة كورونا.
ويتوقع محللو غولدمان ساكس أن تسجل العملة أعلى مستوياتها على مدار 25 عاماً خلال الاثنا عشر شهراً المقبلة لتصل إلى 3.2 شيكل أمام الدولار. حيث قالوا في تقرير صادر نهاية الأسبوع "لا نرى أن ما يقوم به بنك إسرائيل دون فائدة ولكن هناك عوامل اقتصادية أساسية تدعم ارتفاعات الشيكل".
وبعد أداء قوي خلال العام الماضي، أكمل الشيكل ارتفاعاته خلال الشهر الجاري بدعم من نجاح حملة التطعيم ضد فيروس كورونا والتي تتصدر فيها إسرائيل عالمياً. ومنذ بداية العام وحتى تداولات يوم 13 يناير، تفوق الشيكل على باقي العملات العالمية الرئيسية، الأمر الذي أدى إلى قلق بين مستثمري قطاعات التكنولوجيا والتصدير اللذان تضررت أعمالهما نتيجة لذلك الارتفاع.
التأثير على الاقتصاد الإسرائيلي
يزداد قلق مسؤولي البنك المركزي بشأن التأثير المحتمل لارتفاع قيمة الشيكل على الأسعار مع استمرار انخفاض التضخم منذ أبريل الماضي، حيث أعلنوا يوم الخميس زيادة مشترياتهم من العملات الأجنبية والتي سجلت مستويات قياسية العام الماضي بعدما تجاوزت 21.2 مليار دولار سعياً وراء وقف الارتفاعات.
وبينما تراجع معدل الفائدة ليقترب من الصفر وتزامن ذلك مع موجة من برامج التحفيز التي تم إطلاقها للحد من تداعيات جائحة كورونا استنفد بنك إسرائيل الأدوات التي يملكها لخفض قيمة العملة سوى التركيز على شراء العملات الأجنبية كأحد أدوات السياسة النقدية الرئيسية لتحقيق ذلك الهدف.
وتراجع الشيكل أمام الدولار 4.3% في يومين فقط نتيجة لتلك الخطوة المفاجئة. وأشاد اتحاد الشركات الصناعية في إسرائيل بالخطوة غير المسبوقة كماً وكيفاً حيث طالما طالب الاتحاد البنك المركزي بالتدخل.
توقعات متباينة
وقال جوزيف غانيون الباحث في سوق الصرف بمعهد بيترسون للاقتصاد الدولي في واشنطن، أن المبلغ الذي تم الإعلان عنه سيكون له تأثير كبير أكثر من استهداف سعر الصرف نفسه. وكانت البنوك المركزية في بولندا وسويسرا قد كثفت من تدخلها في أسواق صرف العملات في الأشهر الأخيرة للحد من مكاسب عملاتها.
ولكن الشيكل نجح في تعويض جزء من خسائره بتداولات يوم الاثنين ليكمل ذلك يوم الثلاثاء ولكن بشكل أضعف مرتفعاً 0.6% ويغلق عند 3.2498 شيكل أمام الدولار حتى الساعة 5.33 مساءً بتوقيت تل أبيب.
وقال نمرود ميفوراخ المحلل في كريدي سويس، إن العديد من المستثمرين تخلوا عن مراكز البيع للشيكل في الأجل القصير وأرجع ذلك إلى إدراكهم أن بنك إسرائيل "لا يستهدف بالضرورة إضعاف قيمة الشيكل في الأجل الطويل ولكنه يريد أن يكون تأثيره كرسم خط على الرمال".
وتوقع غاي بيت أور، رئيس قسم أبحاث الاقتصاد الكلي في "بيت الاستثمار بساغوت" (Psagot Investment House) أن يحافظ الشيكل وعلى مدار عام مقبل، على قيمته الحالية أو قد يكون أقوى.
وأضاف أور "يتم الآن التسعير على أساس الخطوة التي تم الإعلان عنها مع استمرار ارتفاعات الشيكل بدعم من أساسيات الاقتصاد الكلي وفي ظل استمرار ارتفاع الأسهم العالمية وضعف الدولار".