استمرت أسعار النفط في التراجع، وسجلت أدنى مستوى لها في ستة أشهر تقريباً مع ضعف الطلب على البنزين في الولايات المتحدة ومخاوف الركود التي أثرت على الأسواق.
انخفض خام غرب تكساس الوسيط بنسبة 2.3٪ إلى 88.54 دولار للبرميل، وهو مستوى شوهد آخر مرة في الأسابيع التي سبقت الغزو الروسي لأوكرانيا. وجاء هبوط هذا الأسبوع متأثراً ببيانات حكومية تظهر أن الأميركيين يقودون سياراتهم أقل مما كانوا عليه في صيف 2020. وتصاعدت المخاوف من حدوث تباطؤ اقتصادي إلى جانب الآثار المحتملة على الطلب على النفط الخام.
قال كريج إيرلام، كبير محللي السوق في "أواندا" (Oanda)، إن انخفاض الأسعار إلى ما دون 90 دولاراً للبرميل يُعدّ "أمراً رائعاً للغاية بالنظر إلى مدى ضيق السوق وضآلة النطاق المتاح للتخفيف"، وأضاف: "لكن الحديث عن الركود يزداد ارتفاعاً وإذا أصبح واقعاً، فمن المرجح أن يعالج بعض الاختلال، لكن ليس بالطريقة التي نريدها".
اقرأ أيضاً: أسعار النفط تقفز أكثر من 2% والأنظار تتجه لاجتماع "أوبك+"
في الوقت الحالي، تخلى الخام عن جميع المكاسب التي أحدثها الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير. ومنذ أن بلغت ذروتها عند أكثر من 130 دولاراً للبرميل في مارس، انخفض المعيار الأميركي بسبب وجود إشارات تفيد بأن موسكو لا تزال تنقل شحناتها إلى السوق العالمية، إضافة إلى تصاعد مخاوف المستثمرين من أن التباطؤ العالمي سيؤدي إلى تآكل عملية استهلاك الطاقة.
على الرغم من الضعف الأخير في الأسعار، فقد رفعت المملكة العربية السعودية أسعار النفط للمشترين في آسيا إلى مستوى قياسي، في إشارة إلى أن أكبر مُصدِّر في العالم يرى أن سوق المنطقة لا تزال ضيقة.
ووافق تحالف "أوبك+" على زيادة الإمدادات بمقدار ضئيل بلغ 100 ألف برميل يومياً في سبتمبر، بينما أصدر تحذيراً صارماً بشأن فائض الطاقة "المحدود للغاية".
اقرا أيضاً: بوتين لن يتيح لأوبك الفرصة للمساعدة في خفض أسعار النفط
لا تزال سوق النفط في حالة تخلف، وهو نمط صعودي يتم فيه تداول العقود قصيرة الأجل أعلى من العقود المتأخرة، ومع ذلك فقد ضاقت الفروق الرئيسية بين العقدين. وانخفض أقرب تخلف في خام غرب تكساس الوسيط إلى أقل من دولار واحد للبرميل الأسبوع الجاري للمرة الأولى منذ أبريل، ما يشير إلى أن عملية الضيق الأساسي بدأت في التراجع مع اقتراب نهاية ذروة موسم القيادة الصيفي.
جاءت الزيادة المتواضعة للغاية في الإنتاج من "أوبك+" على الرغم من زيارة جو بايدن للسعودية الشهر الماضي، عندما حث الرئيس الأميركي المنتجين على إضافة الإمدادات كجزء من جهوده لكبح تكاليف الوقود المرتفعة. ومع ذلك، انخفضت أسعار البنزين بالتجزئة بنحو دولار واحد للغالون منذ أن سجلت رقماً قياسياً في منتصف يونيو، ما سيخفف من بعض المخاوف السياسية للإدارة الأميركية.