قفز الزنك بأكبر قدر منذ ما يقرب من خمسة أشهر، مما أدى إلى ارتفاع أسعار معادن أخرى بعد أن حذرت المنتجة الرئيسية "غلينكور" (Glencore) من أن أزمة الطاقة في أوروبا تشكل تهديداً كبيراً للإمدادات.
علّقت شركة "غلينكور" بالفعل الإنتاج في أحد مصاهر الزنك في أوروبا، مما أدى إلى انخفاض حاد في إنتاجها من المعادن هذا العام، وكشفت يوم الخميس عن أن مصاهرها الأخرى في المنطقة بالكاد تحقق أرباحاً. وقالت إنه في الوقت الذي تتزايد فيه المخاطر على الطلب على المعادن الصناعية، فإن أزمة الطاقة في أوروبا تُلقي بثقلها على توقعات العرض.
ارتفع الزنك بما يصل إلى 8.5%، محققاً أكبر زيادة يومية منذ 8 مارس، وتم تداوله على صعود بنسبة 7.3% عند 3516 دولاراً للطن المتري في بورصة لندن للمعادن اعتباراً من الساعة 3:40 مساءً بالوقت المحلي.
ظروف سوق مقيدة
قالت غلينكور في تقرير أرباحها نصف السنوي: "على جانب العرض، تشكل إمدادات الطاقة الحالية وبيئة الأسعار تهديداً كبيراً، حيث تمثل أوروبا حوالي 30% من إنتاج المعادن خارج الصين.. تستمر معظم المؤشرات الأساسية في الإشارة إلى ظروف السوق المقيدة، لا سيما في الغرب".
مثل شركات التعدين الأخرى، تواجه غلينكور زيادة كبيرة في تكاليف الإنتاج، حيث تتأثر عملياتها بالتضخم في الطاقة والعمالة والشحن والمواد الاستهلاكية، فضلاً عن انخفاض أسعار المنتجات الثانوية. وقد تضررت أعمالها في النحاس بشكل خاص من التراجع الأخير في أسعار الكوبالت، مما أدى إلى قفزة حادة في تقديرات التكلفة لهذا العام.
عكس النحاس خسائره السابقة، حيث أظهر مرونة مع دراسة المستثمرين تهديدات النمو بعد أن أشار مسؤولو الاحتياطي الفيدرالي مرة أخرى إلى أنهم سيفعلون ما هو مطلوب لتهدئة التضخم المرتفع حتى لو أدى ذلك إلى زيادة مخاطر الركود. ومع ذلك، انخفض النحاس بنسبة 30% تقريباً عن المستوى القياسي الذي سجله في مارس في ظل تضرر المعادن الأساسية بسبب المخاوف المتزايدة بشأن الركود العالمي.
كما أدت التوترات بين الولايات المتحدة والصين إلى غموض التوقعات بعد زيارة رئيسة مجلس النواب، نانسي بيلوسي إلى تايوان. بدأ الجيش الصيني تدريبات عسكرية بالذخيرة الحية على مدى ثلاثة أيام حول تايوان رداً على زيارة بيلوسي، حتى في الوقت الذي قللت فيه تايبيه من تأثير ذلك على الرحلات الجوية والشحن. وفي أكبر اختبار بالصواريخ منذ عقود، أطلقت الصين 11 صاروخاً باليستياً من طراز "دونفينغ" على المياه المحيطة بتايوان.