التحوط واحتمالات التعافي الاقتصادي يقودا معاودة الاستثمار بأسواق النفط

حفارات في أحد حقول النفط - المصدر: بلومبرغ
حفارات في أحد حقول النفط - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

تدفع عوامل عديدة المستثمرين وشركات النفط للعودة بقوة إلى سوق النفط الخام، إذ ارتفع إجمالي حيازة "خام برنت"، و"غرب تكساس الوسيط" في العقود الآجلة إلى أعلى مستوى منذ مايو. يأتي ذلك في الوقت الذي ترى فيه بنوك الاستثمار الدولية مثل " غولدمان ساكس "، و" جيه بي مورغان" أنَّ آفاق السوق تتألق، وتتحدَّث بعض صناديق التحوط الكبيرة عن ارتفاع أسعار السلع.

يمثِّل ارتفاع إجمالي عقود الخيارات، والعقود المستقبلية تحولاً من تداعيات انهيار أسعار النفط إلى ما دون الصفر، وهو مسار أدى إلى انهيار إنتاج النفط الخام عالمياً بالتزامن مع انخفاض الاستهلاك.

وتراجع تداول النفط في عام 2020 مع تراجع إنتاج الخام الأمريكي، وتراجع المستهلكين، مثل شركات الطيران عن عمليات التحوط المالي. وسجَّل تداول النفط أسوأ مستوياته حتى نوفمبر. ومنذ ذلك الحين ، تحسَّنت الأمور، بفضل التعافي الحاد حتى الآن من عام 2021.

وقال هاري تشيلينجويريان، محلل النفط في بنك "بي إن بي باريبا": "يعيد الناس النظر في حالة الاستثمار لفئة أصول السلع.. ارتفاع إجمالي عقود الخيارات والعقود المستقبلية، لشراء النفط، مجدداً، بفضل تطلُّع الصناديق ذات التوجه الكلي إلى حالة السلع".

يأتي" جيه بي مورغان" من بين بنوك الاستثمار الدولية التي تقول إنَّها تفضِّل السلع باعتبارها أداة تحوط ضد الضغوط التضخمية، في حين يعتقد "بنك أوف أمريكا" أنَّ عوامل الإنعاش الاقتصادي تساعد بالفعل في دفع أسعار النفط للأعلى.

التعافي

وأدى الارتفاع أيضاً إلى زيادة تحوط المنتجين، مع اقتراب سعر خام غرب تكساس الوسيط في العقود الآجلة لعام 2022 من 50 دولاراً للبرميل، كما أنَّ سعر خام برنت للفترة تفسها بالفعل أعلى من 50 دولاراً للبرميل. ويحقِّق إنتاج النفط الصخري أرباحاً وفق المستويات الحالية للأسعار، بحسب المدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية فاتح بيرول.

وإلى جانب تعافي النشاط ، حدث أيضاً انتعاش في عدد المشاركين بالسوق الصاعدة. وبلغ عدد صناديق الاستثمار التي لديها مراكز شراء صافية 163، في "خام برنت"، و"غرب تكساس الوسيط" الأسبوع الماضي، وهو أكبر عدد منذ فبراير. وهذا ارتفاع من مستوى منخفض بلغ 94 في مارس.

ويعدُّ هذا التحول من الأخبار الجيدة لـ "بورصة شيكاغو التجارية" ( سي إم إي غروب إنك)، و"بورصة إنتركونتننتال للعقود الأوروبية الآجلة"، وهما أكبر بورصات النفط في العالم.

وقال بيتر كييفي ، العضو المنتدب لمنتجات الطاقة في "سي إم إي غروب": "تعكس أسواق خام غرب تكساس الوسيط لدينا مشاركةً واسعة بجميع أنحاء العالم؛ إذ يواجه العملاء مخاطر الأسعار العالمية .. ويظل خام غرب تكساس الوسيط خيار السوق لإدارة التعرُّض للنفط الخام". وأضاف أنَّه تتوافر لدى النفط المزيد من الأسباب التي تدعو إلى الانتعاش حتى الآن هذا العام.

وكان من المتوقَّع أن تشهد الاسعار إعادة موازنة بعد تدفُّق نحو 9 مليارات دولار إلى السوق الأسبوع الماضي ، بعد أن ارتفعت الأسعار إلى أعلى مستوياتها في 10 أشهر.

ضعف الدولار والتدفقات لسوق النفط

وبالإضافة إلى ذلك، أدى ضعف الدولار إلى تجدد الحديث عن ارتفاع كبير في أسعار السلع. وأوصى كلٌّ من " جيه بي مورغان"، و" غولدمان ساكس" بتعزيز الانكشاف على القطاع في الأيام الأخيرة.

وقال بول هورسنيل، رئيس أبحاث السلع الأساسية في "ستاندرد تشارترد بي إل سي" إنَّ هناك "الكثير من عمليات التحوط الخاصة بالمنتجين بالطبع، وبعضها سيجد طريقه نحو البورصة".

وبالإضافة إلى ذلك، ارتفعت عمليات البيع على المكشوف لتجار المقايضة - وهي علامة على قيام البنوك بإدارة عمليات التحوط التي باعتها للمنتجين - إلى أعلى مستوى لها في الأسبوع الماضي، منذ أبريل 2020.

ومع توقُّعاتٍ بتعافي الاقتصاد العالمي خلال عام 2021، من المحتمل أن يكون هناك المزيد من التدفُّقات الوافدة إلى سوق النفط.

ولا تزال قيمة إجمالي عقود الخيارات، والعقود المستقبلية لـ "برنت"، و"غرب تكساس الوسيط" منخفضة بنحو الثلث من ذروتها البالغة 408 مليارات دولار في 2018 ، لكنَّ البنك الدولي يتوقَّع نمو الاقتصاد العالمي بنسبة 4% هذا العام، ونمو اقتصاد الصين بنسبة 7.9% ، أكبر دولة مستوردة للنفط في العالم.

وقال جيف باربوتو، الرئيس العالمي لأسواق النفط في " بورصة لندن الدولية للعقود المستقبلية والخيارات( أي سي إي): " خام برنت هو المعيار العالمي لتسعير النفط الخام ، لذا مع تحسُّن توقُّعات النشاط الاقتصادي العالمي، نشهد طلباً قوياً على التداول، وإدارة المخاطر عبر سوق العقود الآجلة لخام برنت".

اضغط هنا لقراءة المقال الأصلي
تصنيفات