أسبوع حافل بتقارير نتائج الأعمال القوية للشركات الكبرى شهدته أسواق الأسهم الأميركية، حمل معه بعض العزاء للمتداولين القلقين بشأن العديد من المعطيات المتقاطعة والمتضاربة التي تهز الاقتصادات حول العالم.
بعد تراجعه المخيب خلال النصف الأول من العام؛ سجل "مؤشر ستاندرد آند بورز 500" أفضل أداء شهري له منذ نوفمبر 2020، محققاً مكاسب جديدة يوم الجمعة بدعم من عملاقتي التكنولوجيا "أبل" و"أمازون"، اللتين أضافتا نحو 170 مليار دولار إلى قيمتهما السوقية. وقد جاءت الإيرادات القوية لأيقونتي قطاع التكنولوجيا لتخفف من المخاوف بشأن تباطؤ الأرباح، في وقت تعيد فيه الشركات العاملة في هذا القطاع التفكير بشكل متزايد باحتياجاتها من الموظفين.
وبرغم بعض الإشارات المقلقة من شركات كبرى مثل "ولمارت" و"يونايتد بارسل سيرفيس" (United Parcel Service)؛ يبدو أنَّ موسم الإعلان عن النتائج أكثر إشراقاً مما كان يُتوقَّع، فقد أعلنت 75% من الشركات المدرجة على "مؤشر ستاندرد آند بورز 500" عن نتائج أعمال فصلية فاقت التوقُّعات، الأمر الذي يعزز التكهنات بأنَّ الشركات الأميركية ستتغلب على الظروف الصعبة التي تعصف بالسوق، والمتمثلة في تضخم حاد، وزيادات كبيرة في أسعار الفائدة، بالتزامن مع تباطؤ النمو.
اقرأ أيضاً: "أبل" تفاجئ السوق بنتائج أعمال فاقت التوقعات بدعم "أيفون"
في الواقع، يشير نموذج القيمة العادلة الخاص بـ"بلومبرغ إنتليجنس" إلى أنَّ سوق الأسهم ربما أخذت في الحسبان الركود المتواضع في أعقاب عمليات البيع هذا العام، وهو ما يعني أنَّ تعافي الأسعار قد يحدث حتى لو انخفضت الأرباح خلال النصف الثاني من عام 2022.
قالت أناستاسيا أموروسو، كبيرة محللي الاستثمار في "آي كابيتال" (iCapital): "حقيقة أنَّ الأرباح ليست سيئة بالقدر الذي كان متوقَّعاً؛ هو أمر جيد للغاية بالنسبة إلى الأسواق. في الواقع، السوق استوعبت إلى حد كبير مسألة التباطؤ، وهذا أدى أيضاً إلى تقليل المخاطر. لذلك، أعتقد أنَّ ما يمكن أن يحدث في الأسبوعين المقبلين، هو أنَّ الزخم الفني سيستمر في تحريك الأسهم نحو الأعلى، في الوقت الذي سنترقب فيه قرارات الاحتياطي الفيدرالي وبيانات التضخم المقبلة".
اقرأ المزيد: الإنفاق الاستهلاكي الأميركي بالكاد ارتفع في يونيو مع تسارع التضخم
سجل مقياسان رئيسيان للأسعار في الولايات المتحدة، زيادات أكبر من المتوقَّع، مع ارتفاع مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي - الذي يشكل الأساس لهدف التضخم للاحتياطي الفيدرالي - بأسرع وتيرة منذ عام 2005، فيما أظهر تقرير آخر أنَّ توقُّعات تضخم المستهلكين على المدى الطويل ظلت مرتفعة. وفيما يتعلق بالمقايضات؛ يبدو أنَّ المتداولين قد زادوا فعلاً من رهاناتهم على رفع الفائدة بواقع 75 نقطة أساس في سبتمبر، برغم استمرارهم في المراهنة على أنَّ رفع الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس، هو الاحتمال الأكثر ترجيحاً.
رفع الفائدة
قال رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي في أتلانتا، رافائيل بوستيك، إنَّ الاقتصاد الأميركي كان بعيداً عن الدخول في مرحلة من الركود، مضيفاً أنَّ على مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي المضي قدماً في رفع أسعار الفائدة للسيطرة على ارتفاع الأسعار. أما محافظ المجلس الاحتياطي الفيدرالي، كريستوفر والر، فقد عارض رأي الاقتصاديَين الأميركيين، أوليفييه بلانشارد ولورنس سمرز، بعدما قالا إنَّ تأكيد البنك المركزي أنَّه قادر على تهدئة الطلب على العمالة من دون الإضرار بمعدل البطالة؛ أمر يحتاج إلى أدلة.
برغم انتعاش الأسهم بشكل كبير هذا الشهر، إلا أنَّ العديد من المراقبين ما زالوا يشككون في إمكانية استمرار موجة الارتفاع، نظراً للتحديات الاقتصادية الكبيرة، وأيضاً بسبب عدم تراجع السوق بما يكفي للقول إنَّه بلغ القاع.
في هذا السياق، قال ديفيد دونابديان، كبير مسؤولي الاستثمار في "سي آي بي سي برايفت ويلث" (CIBC Private Wealth): "إنَّه صعود داخل سوق هابطة، وليس بداية لسوق صاعدة جديدة". وأضاف: "كنا سنتوقَّع انخفاض مكرر الربحية لو أنَّنا في قاع السوق. لكن، بما أنَّ سوق الأسهم تعافت بشكل جزئي؛ فإنَّنا نتوقَّع العودة إلى اختبار أدنى المستويات التي شهدناها في يونيو".
في رأي دونابديان؛ فإنَّ التفاؤل بشأن احتمال إنهاء الاحتياطي الفيدرالي دورة تشديد السياسة النقدية في وقت أبكر مما كان يُتوقَّع؛ هو مجرد "تمنيات أكثر ممما هي في الواقع". وهو يتوقَّع المزيد من زيادات أسعار الفائدة، ويقول إنَّه ما زال هناك الكثير مما يجب القيام به في المستقبل لخفض معدل التضخم، مع الأخذ في الاعتبار التباطؤ المرتقب في سوق العمل.
أخبار الشركات
في أخبار الشركات هذا الأسبوع، خفّضت شركة "إنتل"، أكبر صانع لمعالجات الكمبيوتر، توقُّعاتها لهذا العام، في حين قالت شركة "روكو" (Roku) المصنّعة لأجهزة البث التلفزيوني، إنَّ المعلنين يتراجعون عن الإنفاق بسبب المخاوف الاقتصادية. كذلك، سجلت شركتا "إكسون موبيل" و"شيفرون" أعلى أرباحهما على الإطلاق، حيث استفادتا من ارتفاع أسعار السلع الأساسية. أما شركة "بروكتر آند غامبل" (Procter & Gamble)؛ فقد جاءت توقُّعاتها للنمو، أقل من التقديرات.
فيما يلي أبرز التغيرات في الأسواق:
الأسهم:
ارتفع "مؤشر ستاندرد آند بورز" بنسبة 1.4% ليغلق عند 4,130 نقطة.
أغلق "مؤشر ناسداك 100" عند 12,390 نقطة مرتفعاً 1.88%.
أغلق "مؤشر داوجونز الصناعي" عند 32,845 نقطة مرتفعاً 1%.
ارتفع "مؤشر إم إس سي آي العالمي".
العملات:
انخفض مؤشر "بلومبرغ" لعقود الدولار الفورية بنسبة 0.2%.
ارتفع اليورو بنسبة 0.2% إلى 1.0221 دولار.
تغيّر سعر الجنيه الإسترليني بشكل طفيف مسجلاً 1.2177 دولار.
ارتفع سعر صرف الين الياباني إلى 133.36 ين للدولار.
السندات:
تراجع عائد سندات الخزانة الأميركية لأجل 10 سنوات بواقع نقطة أساس واحدة إلى 2.66%.
تراجع عائد السندات الألمانية لأجل 10 سنوات نقطة أساس واحدة إلى 0.82%.
تغيّر العائد على السندات البريطانية بشكل طفيف إلى 1.86%.
السلع:
ارتفع سعر خام غرب تكساس الوسيط 2.1% إلى 98.40 دولار للبرميل.
ارتفعت العقود الآجلة للذهب 0.5% إلى 1778.90 دولار للأونصة.