تستعد الولايات المتحدة لإنتاج محصول هائل من قمح الربيع في الأسابيع القادمة، وهو ما يمكن، لو تحقق، أن يسهم في تخفيف أزمة النقص العالمية في هذه الحبوب التي نتجت عن الاضطرابات في منطقة البحر الأسود.
من المتوقع أن تدرّ حقول منطقة داكوتا الشمالية، أعلى ولاية أميركية إنتاجاً للقمح، محصولاً قياسياً يصل إلى 49.1 بوشل عن كل فدان من الحبوب، وفق التقديرات النهائية لجولة المحاصيل على مدى ثلاثة أيام بقيادة "مجلس جودة القمح" (Wheat Quality Council). ويمثّل إنتاج ولاية داكوتا الشمالية نحو نصف محصول قمح الربيع بالولايات المتحدة.
يعول العالم كثيراً على الإنتاج الزراعي الأميركي من أجل المساهمة في إعادة ملء صوامع تخزين الحبوب، حيث يستمر غزو روسيا لأوكرانيا في تعريض ما يزيد على ربع صادرات القمح العالمية للخطر.
إنفوغراف.. كيف تأثر إنتاج روسيا وأوكرانيا من الحبوب بالحرب؟
رغم أن جميع الدلائل حالياً تشير إلى وفرة المحصول، فقد تسببت مشكلات الطقس في دفع المزارعين إلى زراعة القمح في وقت متأخر عن موسمه الطبيعي. وتسبب هذا التوقيت في تعريض القمح بدرجة كبيرة إلى مشكلات نهاية الموسم التي قد تلحق ضرراً بالإنتاج.
قال نيل فيشر، مدير "لجنة القمح في داكوتا الشمالية": "ربما توجد أمامنا فرصة لإنتاج محصول كبير حتى اليوم الذي نشهد فيه صقيعاً مبكراً".
تأخر زراعة القمح
قمح الربيع في الموسم الحالي، الذي يتميز بارتفاع المحتوى من البروتين ويستخدم في صناعة البيتزا وخبز البيغل وأطعمة أخرى، يخضع لمراقبة دقيقة تحسباً لأي مشكلة محتملة نتيجة تأخر زراعته بسبب هطول الأمطار الكثيفة والفيضان في مختلف أنحاء السهول الكبرى الشمالية. وجاء هذا التأخير عقب موجة الجفاف الحادة في العام الماضي التي أدّت إلى ضعف المحصول في كل من الولايات المتحدة وكندا.
أوكرانيا تطمئن الأسواق.. صادراتنا من الحبوب تصل 3.5 مليون طن شهرياً قريباً
غير أن الفلاحين تمكّنوا من اللحاق بالموسم، وأسهمت حالة الطقس المواتية إلى حد كبير منذ ذلك الوقت في تهدئة المخاوف بشأن المعروض.
جاءت توقعات جولة المحاصيل بالنسبة إلى داكوتا الشمالية منخفضة قليلاً عن التقديرات الأولية للمحصول الصادرة عن وزارة الزراعة الأميركية بأن يصل إلى 51 بوشلاً للفدان، وهو ما يُعدّ قفزة مقارنة مع محصول العام الماضي الذي سجّل 33.5 بوشل.
انخفض سعر قمح الربيع بنسبة 33% تقريباً من أعلى مستوى له منذ ما يزيد على 10 أعوام سجله في مايو الماضي، رغم أن أي علامة على ظهور أي مشكلة قبل جني القمح من التربة قد تتسبب في تحليق الأسعار مرة أخرى وعودة الضغوط التضخمية في أسعار الغذاء.
ارتفعت أسعار عقود القمح الآجلة بنسبة 1.4% في التعاملات المبكرة يوم الجمعة بالتوازي مع المحاصيل الأخرى، وسط شكوك تتعلق بمدى سرعة وكمية شحن القمح من أوكرانيا، وتوقعات بأن تشهد الولايات المتحدة وأوروبا طقساً حاراً وجافاً.
أسعار القمح تقفز بعد الضربة الروسية لاتفاق أوكرانيا
قال ديف غرين، نائب الرئيس التنفيذي في "مجلس جودة القمح": "إن ستة أسابيع من الانتظار قبل جني المحصول من هذه الحقول تُعتبر مدة طويلة، إنها مثل الأبدية. فنحن في قلق من احتمال أن يقع تغير في حالة الطقس أو في نمطه فيفسد ما يبدو محصولاً استثنائياً".