قال مصدران مطلعان إن جهاز قطر للاستثمار يحقق عوائد كبيرة على رهانه بمليارات الدولارات على الديون المتعثرة والسندات ذات التصنيفات العالية في بداية أزمة كوفيد-19.
وقال المصدران إن الجهاز، وهو صندوق الثروة السيادية الذي تبلغ أصوله 300 مليار دولار، راهن على أن السندات التي تتمتع بتصنيف استثماري ستنتعش من المستويات المتدنية التي بلغتها في مارس الماضي.
ويمتلك الجهاز متجر هارودز البريطاني الشهير وله حصص في بنك باركليز وعقارات ممتازة مثل كناري وارف في لندن.
وتوضح أحدث البيانات من شركة إي فستمنت أن الجهاز لم يكن وحده في هذا التحول إذ استثمرت صناديق الثروات السيادية مبلغا صافيا بلغ 4.5 مليار دولار في أدوات الدخل الثابت الأمريكية في الربع الثالث من 2020 وهو أكبر استثمار فيها من نوعه منذ نهاية 2017 على الأقل.
مكاسب مؤشر السندات
وارتفع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 لسندات الشركات ذات التصنيف الاستثماري بنحو 20% منذ أن انخفض إلى 417.88 نقطة في منتصف مارس.
وفي خطوة تمثل تحولا عن المشتريات السابقة لمحافظه استثمر الجهاز مبالغ كبيرة فيما يسمى الديون المتعثرة بما في ذلك الأموال المخصصة لمساعدة الشركات المتعثرة.
وأتى ذلك بثماره للجهاز إذ ارتفع مؤشر ستاندرد آند بورز للسندات المتعثرة ذات التصنيف المرتفع لشركات أمريكية بأكثر من 80% منذ انخفض إلى مستوى قياسي بلغ 119.44 نقطة في أواخر شهر مارس.
وطلب المصدران الماليان المطلعان على تفاصيل الصفقات عدم الإفصاح عن هويتهما في التقرير لأن هذه التفاصيل لم تعلن من قبل.
وأكد الجهاز القطري في رسالة بالبريد الإلكتروني تحركه في مجالي السندات ذات التصنيف الاستثماري والديون المتعثرة، لكنه لم يذكر أي تفاصيل.
وقال متحدث باسم الجهاز "رأى جهاز قطر للاستثمار الفرصة لمساعدة الشركات المتعثرة على أن تصبح أكثر استدامة وفي الوقت نفسه توليد عائدات قوية معدلة وفقا للمخاطر لحملة أسهمنا".
وقال المصدران إن هذا يعكس نضجا في استراتيجية الجهاز تحت قيادة منصور المحمود الرئيس السابق لإدارة المخاطر في الصندوق والذي أصبح رئيسه التنفيذي في 2018.
وتشير تقديرات المحللين وبيانات من مستندات إفصاح رسمية أن الصندوق كان يمتلك حصة في شركة تيفاني آند كو الأمريكية للحلي وباعها في إطار استحواذ شركة إل.في.إم.اتش الفرنسية للسلع الفاخرة على تيفاني آند كو بقيمة 15.8 مليار دولار، محققا بذلك مكاسب بلغت حوالي 892 مليون دولار.
تحول ائتماني
عمدت صناديق خليجية أخرى لزيادة استثماراتها في الأصول ذات المخاطر الأعلى خلال ذروة جائحة كوفيد-19 إذ استثمر صندوق الاستثمارات العامة السعودي الذي يدير 400 مليار دولار ما يزيد على سبعة مليارات دولار في الأسهم الأمريكية والعالمية في الربع الأول.
ورفع الصندوق استثماراته الإجمالية عن عشرة مليارات في الربع الثاني قبل أن يخفضها ثلاثة مليارات دولار في الربع الثالث من 2020.
وفي إطار تحول جهاز قطر للاستثمار إلى الاستثمار في الائتمان، تعاون الجهاز مع بنك كريدي سويس في منصة مشتركة لتوفير تمويل لشركات الفئة العليا في سوق الشركات المتوسطة والشركات الأكبر في الولايات المتحدة وأوروبا.
وقال المتحدث باسم الجهاز القطري في رسالة البريد الإلكتروني لرويترز "قمنا بالاستثمار في أسواق الدين ذي التصنيف الاستثماري والدين مرتفع العائد والدين المتعثر والديون المهيكلة باستخدام مزيج من خبراتنا الداخلية ومديري صناديق من الخارج بما في ذلك منصة الإقراض مع كريدي سويس السابق الإعلان عنها".
وقدرت شركة جلوبل إس.دبليو.إف المتخصصة في متابعة صناديق الثروة السيادية أن استثمار الجهاز القطري من خلال ذلك الاتفاق بلغ مليار دولار.
ولا يكشف الجهاز عن عوائده السنوية غير أن شركة جلوبل إس.دبليو.إف تقدر أن العوائد على صناديق الثروة السيادية كلها انخفضت إلى 2.2% في 2020 من 18.3% في 2019.